TODAY - 11 September, 2011
3 خيارات امام مالكي العقارات في المنطقة التراثية.. وشركة مساهمة ستتملك المشروع
أمانة بغداد: الرشيد سيضاهي «سوليدير بيروت» ويكون اكبر مكان مخصص للمشاة في العاصمة
ساحة الرصافي مثلما ورد المخطط الخاص بها في دراسة المشروع ... مشهد بانورامي لمنطقة الرشيد بعد اكتمال عملية التطوير ...مناطق التنفيذ الستة مثلما وردت في دراسة مشروع تطوير شارع الرشيد
بغداد - العالم
كشف مدير عام العلاقات والاعلام في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة ان ثلاثة مقترحات عرضت على اصحاب الاملاك الواقعة ضمن مشروع مركز بغداد الثقافي الذي يستهدف تطوير المنطقة الواقعة بين جسر الشهداء والباب المعظم، ومن شارع الرشيد حتى ضفاف نهر دجلة.
ويمثل شارع الرشيد العصب الاساسي التجاري والحضاري لمدينة بغداد، ويمتد لمسافة 3200 متر، ليربط شمال مدينة بغداد بجنوبها على امتداد نهر دجلة. ويمثل جزءا مهما من تاريخ مدينة بغداد القديم والمعاصر، اذ شهد الكثير من الاحداث والمناسبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
واطلقت أمانة بغداد مشروع تطوير شارع الرشيد والمنطقة المحصورة بينه وبين نهر دجلة، وتعاقدت مع المكتب المعماري وشركائه (الشركة العراقية لاستشارات إعادة الأعمار المحدودة وشركة بروتشتات الألمانية).
وتخطط الامانة لاستحداث شركة للتطوير العقاري تعنى بتطوير هذه المنطقة. وتكون هذه مساهمة مختلطة يخصص للأمانة جزء من حصة هذه الشراكة يحدد لاحقا وبما لا يزيد عن 49% من مجموع الاسهم الكلية.
وقال عبد الزهرة في مقابلة مع "العالم" أمس ان الأمانة عرضت 3 اقتراحات على اصحاب الاملاك الخاصة الواقعة ضمن مساحة المشروع. وقال ان "الاقتراحات شملت طرح اسهم لكل بناية يملكها اشخاص، بواقع 49% للامانة والبقية للاشخاص، او ان يبيع اصحاب العقارات ابنيتهم وتتملكها الشركة المذكورة وتدفع مبالغها، والمقترح الثالث هو ابقاء المباني باسماء اصحابها الذين سيكونون ملزمين بتطويرها، لكن سنقوم نحن بالتطوير ويدفع صاحب العقار التكلفة".
وبموجب الدراسة المعدة للمشروع والتي اطلعت "العالم" على نسخة منها، فان "ما يتم اعداده من تصاميم تنفيذية اولية لتطوير المنطقة من قبل المجموعة الاستشارية وبعد المصادقة عليها من قبل امانة بغداد ودائرة الاثار والتراث بصيغتها النهائية، تعد ملزمة للتنفيذ من قبل المساهمين في الشركة ومن ضمنهم اصحاب العقارات". وذكرت الدراسة ان "هذه التصاميم تعتبر بمثابة تصميم تفصيلي للمنطقة وتتضمن استحداث مناطق خضراء ومفتوحة وبلازات وخلق فرص استثمارية رائدة في المنطقة مستغلة بذلك كافة الامكانيات المتاحة فيها من موروث ثقافي تراثي تاريخي وكذلك ضفة نهر دجلة والموقع المتميز للمنطقة الذي يمثل جزءا مهما من المركز التجاري للمدينة وغيرها من الامكانيات". كما تلتزم الشركة المنفذة بـ"تجديد وتطوير كامل البنى التحتية والخدمات الاخرى والمرور ومواقف السيارات بموجب التصاميم".
ويقول عبد الزهرة ان مشروع تطوير شارع الرشيد او مشروع المركز الثقافي للعاصمة بغداد سيمر باربعة مراحل رئيسية. واضاف "نحن الآن في المرحلة الاخيرة من اعداد التصاميم". وتابع ان "المشروع احيل لشركات لوضع تصاميم منذ اكثر من عامين". وزاد ان "الشركة التي تعاقدت مع امانة بغداد هي شركة عراقية مرموقة ولديها اعمال متميزة داخل البلد وخارجه، لكنها ستعمل بالاستعانة بخبرات واسناد من شركات اجنبية"، مشيرا الى ان الشركة "تبنت تنفيذ كل هذه المخططات التي وضعت في التصاميم، والاشراف على العمل".
وبموجب الدراسة الاستشارية المقدمة، فقد تم تقسيم المنطقة كمقترحات ممكنة للمناطق المتهرئة مع طرح بعض المقترحات التطويرية لعموم شارع الرشيد ضمن التنطيق المقترح وبواقع ستة مناطق تطويرية، هي القطــــاع أ، ويمتد من ساحة التحرير (جسر الجمهورية) الى جسر السنك، والقطـــاع ب، ويمتد من جسر السنك الى جسر الأحرار، والقطاع ج، ويمتد من جسر الأحرار الى موقف الشورجة، والقطـــاع د، ويمتد من موقف الشورجة الى جسر الشهداء، والقطــاع هـ، ويمتد من جسر الشهداء الى ساحة الميدان، والقطاع و، الذي يمتد من ساحة الميدان الى جسر باب المعظم "ساحة المقاتل". ويتراوح طول كل قطاع بين خمسمائة الى ستمائة متر تقريباً، وقد تم اقتراح المراحل التنفيذية للقطاعات المذكورة من خلال ثلاث مراحل، تتكون الأولى من القطاعين الف وهاء، فيما تتكون الثانية من القطاعين باء و واو، في حين تتكون الثالثة من القطاعين جيم ودال.
ويؤكد عبد الزهرة، ان المشروع سيقود الى "تغيير كامل واجهات الابنية لتكون متجانسة مع بعضها". واضاف "طوال الشارع ستكون الابنية وفق تصاميم قريبة من واقعها التاريخي، والداخل للشارع سيلمس معالم معمارية قديمة لكن بطريقة حديثة وبشكل منسجم، اذ ان العمل مترابط فكل الابنية سيتم تطويها، كما في شارع (سوليدير) في بيروت".
وعن اهم التحديات التي تواجه المشروع، قال عبد الزهرة انها "تتمثل في موضوع الاندماج بين السياق الحضري مع الجوهر التاريخي"، موضحا ان المنطقة سيتم "تطويرها والارتقاء بها لتصبح اكبر منطقة للمشاة في بغداد لتحقيق البيئة الخضراء، مع الحفاظ على طابعها الحضاري، ما يتطلب استخدام احدث الاستراتيجيات والسياسات الحفاظية".
واشار عبد الزهرة الى ان "مساحة منطقة التطوير تبلغ 80 هكتارا تضمنت 1389 بناية، ومساحة البناء الكلية 1،5 مليون متر مربع وعدد الاعمدة 1204 عمودا".
وحددت الدراسة توقيتات زمنية لتنفيذ برنامج التطوير، وعلى مراحل، على ان لا تزيد كامل مدة التطوير عن خمس سنوات.