العملية التي أدهشت العالم – ذكرى عملية الطائرات الشراعية ….
توقيت العملية
بتاريخ 25-11-1987م وفي تمام الساعة العاشرة والنصف مساء من يوم الأربعاء.
مسار العملية
1 اقتحام معسكر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الصهيوني في فلسطين المحتلة، معسكر
(غيبور) أو ما يطلق عليه معسكر (الأبطال) من لواء جولاني، وهم من أكثر جنود وقوات
وضباط الكيان الصهيوني تدريباً وتسليحاً وكفاءةً وخبرة.
2 بدأ الاقتحام، وبدأت مجموعة الرماية والاقتحام برمي المعسكر بالقنابل على المهاجع
والخيم، وقد فوجئ الضباط والجنود وأذهلوا وأفزعتهم المفاجأة.
3 لم يستطع العدو أن يتبادل النيران مع المجموعة قبل مضي 15 دقيقة من بداية
المعركة، حيث كان الدمار قد حاق بأكثر من مكان في المعسكر وعدد القتلى والجرحى قد
ملأ أرض المعسكر وأمام بواباته .
4 استمرت المعركة ما يقارب الـ 90 دقيقة استشهد خلالها الرفيق الحلبي البطل خالد
محمد أكر قائد التشكيل المقاتل.
5 استنجد العدو كعادتهِ الجبانة بقوات من خارج المعسكر وغطت سماء المعركة طائرات
مروحية وقذائف الإنارة والإضاءة.
6 وأثناء عودة المقاتلين بطائراتهم الشراعية أصيبت طائرة التونسي البطل: ميلود ناجح
بن نومه فسقطت فوق مرتفعات (حلتا) في الجنوب اللبناني فاضطرت للهبوط وقام المقاتل
البطل بالاشتباك مع قوات العدو الصهيوني لإكمال المعركة موقعاً في صفوفهم عدداً من
القتلى والجرحى وبقى يقاوم إلى أن نال الشهادة في صباح 26-11-1987م.
شهادات لابد من ذكرها
1 صرحت قوات العدو أن المقاتل خالد عندما اقتحم معسكراتهم كان يصرخ: "فلسطين عربية
والموت لكم يا أوغاد"، وذلك في الوقت الذي كان يوزع فيه خالد أكر صليات نيرانهِ على
الجنود وقد تجمعت أغلب إصابات خالد أكر في منطقة (الخصية) ليفقد قادة العدو رجولتهم
وفحولتهم حسبما أفادت إذاعة العدو ووكالات الأنباء العالمية.
2 صرح تلفزيون العدو الصهيوني ان وابلا من الصواريخ اسقط على معسكر (غيبون) وقد
احدث خسائر فادحه حيث قتل وجرح أكثر من 35 عسكرياً صهيونياً من بينهم: ضابط وضابط
صف، تدمير ثلاثة مهاجع وحرق خمس خيم، وتدمير وإعطاب أكثر من ست آليات مختلفة، إلا
أنَّ العدو الصهيوني تراجع ولم يعترفَ سوى بالقتلى الست الذينَ أسقطهم المقاتل
الشهيد خالد محمد أكر.
حول العملية..
تبنت هذه العملية البطولية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد جاءت هذه العملية
النوعية التي تميزت باستخدام الطائرات الشراعية لإفشال قمة "الوفاق والاتفاق
العربي"، والتي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التسوية وتوجيه الصراع إلى
إيران بدلاً من أن يكون الصراع موجهًا ضد العدو الصهيوني..؟ ولاسيما والعملية
استطاعت أن تحقق هدفها بإسقاط القمة ومقرراتها؟!
و خالد أكر الشهيد البطل هو واحد من /11/ ولداً في عائلة عربية سورية من أصول
فلاحية في "حلب الشهباء" شمال سورية ، انضم إلى المقاومة الفلسطينية عام 1983 .
يقول والد الشهيد خالد أكر، الحاج أبو إبراهيم :
إنني معتز و مفتخر بكل معنى الكلمة بهذه التضحية هي الشيء المطلوب منا دفاعاً عن
وطننا و أرضنا و قضيتنا لأن الاستعمار وضع إسرائيل شوكة في حلق الأمة العربية و
اغتصبت أرضاً ليست لها ، إنها اغتصبت أرضنا ، ولاستردادها وجبت علينا الشهادة ،
لذلك فأنا معتز و مفتخر بولدي و أحمد الله على كرمه ، و حين سألناه عن طفولة الشهيد
خالد قال والده :
لدي 11 ولداً استشهد منهم خالد و بقي عندي 4 صبيان ، و 6 بنات ، و قد ولد الشهيد في
أعقاب نكسة حزيران في الشهر العاشر من عام 1967 وتعلم في مدرسة " أبو بكر الصديق "
الابتدائية ثم في مدرسة " خير الدين الأسدي " كان دائم الحماس و على سطح منزلنا في
حي كرم الجبل يحاول صنع طائرات خشبية
و يضيف أبو إبراهيم :
كان خالد ذكياً ، جريئاً ، يهتم بالأعمال اليدوية ، مثل تصليح ماكنات الخياطة ، و
حين جاء المارينز إلى بيروت عام 1982 كان يعلمني عن رغبته في ركوب طائرة حربية ..
كنت أحكي له عن القضية الفلسطينية ، عن مجازر دير ياسين و قبية و غيرها من المجازر
التي ارتكبها الصهاينة ضد شعبنا الفلسطيني .. ثم انضم في عام 1983 إلى المقاومة
الفلسطينية....
هل حدثك عن العملية قبل أن يقوم بها ؟.
أبداً ، كان قد زارني في البيت قبل العملية بشهر واحد تقريباً وزار إخوانه و أخواته
، و كان يطلب مني الرضا كنت أزوره في قاعدته بين فترة و أخرى ، و كنت أعلم أنه ماهر
في تصليح محركات الطائرات .
أخبرني أنه في الزيارة القادمة سيكلفني بأن أخطب له ليتزوج .. و هاهو و الحمد لله
تزوج و صار أجمل عريس في هذا الوطن
إذن كيف علمت بنبأ استشهاده ؟.
سمعت ذلك من إذاعة مونتي كارلو ، قالوا الطيار الشراعي أبو رامي ، ذهبت إلى مكتب
المقاومة الفلسطينية أبلغوني النبأ و ظروفه البطولية .
عدت إلى البيت طلبت إليهم أن يدقوا الطبول و يرفعوا الزغاريد ، و اختلطت زغاريدنا
ببكائنا ، كنا أنا و أمه وإخوانه و أخواته نبكي ولدنا ألماً ونزغرد فرحاً لاستشهاده
.
و بعد استشهاده ماذا حدث ؟.
قال الرجل الشيخ الذي يحتفظ بمسدس ولده الشهيد ذكرى بطولة و فداء :
جاء الزوار من كبار المسؤولين للتهنئة بالبطولة ، و المباركة بالشهيد ، مسؤولون
سوريون و فلسطينيون وعرب ، وزارني المطران الكبير هيلاريون كبوتشي ، و أهداني نسخة
من القرآن الكريم .
صحيفة (روبابيلكا) الايطالية وصفت الشهيد أكر ب"رامبو الفلسطيني". ورأت صحيفة
انترناشيونال هيرالدتريبيون ان الفارق بين اسطورة رامبو الاميركي والواقع
الفلسطيني، أن:" رامبو الذي هو بدعة من إنتاج المخيلة السينمائية الأمريكية المصابة
بوهم التفوق على شعوب العالم و إرادته ... و " الفلسطيني " القادم على ظهر شراع
لانتزاع حقه التاريخي على تراب وطنه ... رغم تلك المسافة الفارقة بين الموقفين ،
فإن الوصف يترك انطباعاً واضحاً على المدى البعيد الذي وصلت إليه العملية في
تأثيراتها على مختلف الأصعدة".
صحيفة "الاوبزرفر" رأت في العملية أنها المفجر للانتفاضة الاولى في 8.12.1987.
والجدير بالذكر أن شاحنة اسرائيلية اجتاحت جماهير من غزة كانت عائدة من احدى منسبات
التشييع وقتلت عدد من الفلسطينيين الامر الذي الهب الشاعر الفلسطيني واطلق
الانتفاضة الاولى.
الفدائي الطائر ذكر الجميع بقدرة الفلسطينيين على مواصلة العمل المسلح، مما اربك
قيادات العدو.
وحمل القادة العسكريين الإسرائيليين جنودهم مسؤولية الفشل الذي منوا به ليلة الخميس
الماضي. رئيس الوزراء السابق ووزير الدفاع الحالي ايهودا باراك(لاحظوا تاريخه في
مواجهة المقاومين الفلسطينيين من قيادته عملية اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة
في بيروت، الى توليه تصفيه القائدة دلال مغربي الى مواجهته مع خالد اكر ورفاقه..
الى ... الى.)، قال وكان وقتها نائب رئيس الأركان الإسرائيلي:"إن الفدائي الفلسطيني
،الذي شن هذا الهجوم بالقرب من كريات شمونة ، سبق رصده حين كان ينطلق بطائرته
الشراعية عند طرف ما تسميها إسرائيل "المنطقة الأمنية " في جنوب لبنان ، و ذلك قبل
حوالي نصف ساعة من وصوله لهدفه ،كما أنه جرى تحديد هويته عدة مرات في المرحلة
الأولى من طيرانه وجرى إرسال تحذيرات مبكرة للمستوطنات ولمعسكرات الجيش في سائر
المنطقة 0
و قال باراك أنه حين وقع الهجوم " جاءت النتيجة على غير ما كان متوقعاً من مجموعة
من الجنود " .
اما اسحق شامير فانه اعتبر أن:"هذا الهجوم من أكثر الهجمات التي شنت على إسرائيل
تطوراً منذ سنين ، كما أنه أكثرها جرأة و دموية ، و استناداً للمصادر الإسرائيلية
شارك في الهجوم فدائيان فلسطينيان بطائرتين شراعيتين ، غير أن ناطقاً بلسان "
الجبهة الشعبية – القيادة العامة " في دمشق ، ذكر أن المجموعة من خمسة فدائيين
شاركت في العملية ،و أن ثلاثة من المشاركين عادوا لقاعدتهم 0
وقد تصرف المهاجم الذي تمكن من الاختراق والوصول لهدفه ، بمنتهى الاحتراف ، و تبين
أنه كان مزوداً بنظارات للرؤية الليلية ، و بمسدس مزود بكاتم للصوت ، إلى جانب بعض
القنابل اليدوية و بندقية هجومية ، و قد تمركز في أفضل موقع ممكن ، و أطلق على
الخيمة صليات من نيران بندقية من نوع " إيه كاي –47 " ثم ألقى خمس قنابل يدوية على
الجنود حين خرجوا للتصدي له .
الشاعر مظفر النواب قال في الشهيد قصيدة رائعة، يقول مطلعها
الدجى والمدى جنحهُ
نجمة للصباح الجميل
كرياح الاعالي اختفى
ما أحست به غير زيتونة
الف قلب لها على كل غصن بالجليل
شفرته الى الارض وارتفعت
قبلت قدميه
فلقد جاء في الزمن المستحيل
آه من ومض عينيه
في الانبساط السماوي يكشف موقعه
يذكر أن عملية قبية الشجاعة كانت سبباً مباشراً لانطلاق الانتفاضة الأولى..كونها
أعادت الثقة للشعب الفلسطيني بقدرته على المواجهة.
نتائج العملية :
أولاً : خسائر العدو
1 ـ قتل وجرح / 35 / عسكرياً صهيونياً بينهم ضباط وصف ضباط عرف منهم :
ـ الملازم الأول : ميرنون نيني ـ من مستوطنة أفي مايل .
ـ الملازم أول : يعقوب تسغي فاير ـ من مستوطنة حولون .
ـ الرقيب أول : دانييل ميلر ـ من مستوطنة عنانا .
ـ العريف : غالي شمائيل ـ من القدس .
ـ العريف : منيف حازون ـ من مستوطنة بتاح تكفا .
ـ العريف : بن ياميين باكثر مان ـ من مستوطنة حولون .
2 ـ تدمير ثلاثة مهاجع وحرق / 5 / خيم .
3 ـ تدمير وإعطاب أكثر من ست آليات مختلفة .
ثانياً : خسائرنا :
1 ـ استشهاد
الرفيق الطيار البطل خالد محمد أكر .
الرفيق الطيار البطل ميلود بن الناجح نومة .
2 ـ فقدان طائرتين .
المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية على طريق تحرير الأرض والإنسان
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة
———————————————— ————————————————-