كفى ايتها الروح
ما انتِ جاهلة بما به
لم يساق البوح
مدلول ظهور البدر
ضياء منه فى السماء يلوح
ما انتِ جاهلة بحبِ
زى نزفِ بين الضلوع جريح
لكن حبك للاسى ومواثيق غليظة
جرت منكِ له
لا تنسى ولا هى تنتسى
اشعلت بالصدر نيران الاسى
لقد احببتك ايتها الروح حبا
فاق كل خيال
حبا خرافى
لا وجود له بعصرك
وما له بعصرك للحياة مجال
كان حبا بعدك له لم تتفهمين
ولمكنونه عمرك لن تدركين
فلم يكن كما كنت له تتوهمين
كان حبا ساميا
من قلب يذخر باليقين
ما به ضرب من التيه
ولا به عصف المجون
قلب لا يعكر صفوه جرح
ولا هو للاسى يستكين
يضخ الحب ضخا
يصارع الانواء يصرعها
بعنفوان الطهرولا يلين
لكنه كتدفق الانهار
مجراها عن كل صخر صلدِ يحيد
وينأى بخطى وئيدة كالطريد
عن كل قلب قدت احاسيسه من حديد
قد تفهمين لكنما لى لن تتفهمين
ولادراك مثل ذاك الحب
اخالك تعجزين
حملنا غيثارة بيدينا
انا اعزف لحنا
وسواه انتى تعزفين
طائران ترنما شدوا
لكنما فى الشدو مختلفين
كلاهما مكسور الجناح
كلاهما مسخن بالجراح
احدهما يلعق جراحه نشوةً
يشفى ما بالاخر من جراح
لكنه يمزق جرحه
فيجرى النزف من عمق الجراح
ما به تيها وولها
ما به عشقا ولا بعض غرام
ما به قد كان حبا
ترى اى حب صار يدركه الانام
بئس حبِ وصفوه دوما بالغرام
خلطوا المعانى وبخلطهم فقدوا السلام
ايتها الروح بعدك لم تفهمينى
وستمضى تُسيئين فهمى دوام
بقلمى / ود جبريل