حول الكتابلقد ترافق قيام دولة آل سعود (المملكة العربية السعودية) وانهيار دولة الأشراف في الحجاز (مملكة الحجاز) تغيرات كبيرة أثرت على العالم الإسلامي عموماً والمنطقة العربية خصوصاً. وبقيت آثار تلك التغيرات الكبيرة بارزة إلى وقتنا الحاضر بالرغم من تقادم الزمن وكثرة العواصف التي مرت بها هذه المنطقة.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب من الناحية التاريخية والاجتماعية، واهتمام القارئ العربي الخليجي بمؤلفات الوردي وبالذات هذا الجزء ارتأت دار البراق أن تقوم بإصدار هذا الكتاب بشكل مستقل حتى يستطيع القارئ المهتم بشؤون هذه المنطقة الجغرافية -الجزيرة العربية- دون غيرها أن يقتني الكتاب دون الحاجة إلى شراء المجموعة الكاملة من لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث.
وبالعودة لمتن هذا الجزء نجده يضم الكتاب السابع من "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" وهو يأتي تحت عنوان "قصة الأشراف وابن سعود" ولكنه في الواقع يصلح أن يكون ملحقاً لجميع أجزاء الكتاب -السابقة واللاحقة معاً. إنه بحث في أحداث وقعت في الحجاز ونجد وسوريا، وهي كلها ذات صلة وثيقة بالمجتمع العراقي وأحداثه ابتداءً من النزاع الصفوي العثماني حتى ثورة الرابع عشر من تموز. وقد يصح القول إن تلك الأحداث تلقي ضوءاً غير قليل على أحداث العراق وتساعد على فهمها، كما أنها قد تساعد القارئ على فهم بعض خفايا الطبيعة البشرية وعقدها ومشاكلها بوجه عام.
وبشكل عام ضم هذا الملحق تفاصيل مسهبة عن النزاع بين الحسين بن علي وعبد العزيز بن سعود، وهو نزاع يمكن اعتباره نموذجاً لما يجري بين البشر من تنازع على البقاء حيث يعتقد كل فريق منهم أن الحق معه وحده، وأن الباطل مع خصمه.
والفصل الخاص بأحداث سوريا هو أكبر الفصول في هذا الملحق، وفيه تم البحث في الفترة التي تولى فيها فيصل بن الحسين الحكم في سوريا، وهي فترة امتدت نحو سنتين، فيما بين تشرين الأول 1918 وتموز 1920، وكانت فترة صاخبة مليئة بالعبر، ومن الجدير بكل قارئ عربي أن يطلع على أحداثها ويعتبر بها. وحاول الفصلين الأول والثاني من هذا الملحق دراسة جانب من تاريخ أشراف مكة.