عصبية قبلية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العصبية القبلية او العنصرية القبلية هي مصطلح يعنى الموالاة بشكل تام للقبيلة أو العشيرة أو العائلة ومناصرتها ظالمة أو مظلومة. وكتعريف وهي إحد أنواع العصبيات المندرجة تحت السلوك الإنساني. ويطلق هذا المصطلح أحيانا على العصبية المذهبية والعصبية الطائفية والعصبية المناطقية.
أصل الكلمة
وهذه العبارة مشتقة من الكلمتين التاليتين:
- عصبية: من مادة عصب وهو التمسك بالشئ والتشدد له
- قبلية: وهي النسبة إلى القبيلة (وهى يأتي ضمنها العشيرة أو العائلة الكبيرة ذات الجد الواحد)
وقد إشتهر العرب قبل الإسلام بهذا الخلق حتى أن الحروب كانت تقوم وقد يقتل المرء فقط بسبب قبيلته او انتماءه سبيل ذلك . ولله الحمد جاء الإسلام و قضى عليها.
العصبية في العصر الجاهلي
كان المجتمع العربي في الجاهلية مجتمعاً قبليّاً في البوادي والحواضر تحكمه القوانين والأعراف التي تضمن للقبيلة بقاءها، ولذلك شاعت بينهم العصبية بالمعنى الذي يحمله المثل الجاهلي «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، وكانت هذه العصبيَّة على طبقات تناسب الجماعة التي ينتسب إليها أحدهم، فهو في قبيلته يتعصب لأسرته على سائر الأسر، والبطن الذي هو منه على سائر البطون، ويتعصب للقبائل التي يجمعها مع قبيلته أب واحد قريب على القبائل التي يجمعها مع قبيلته أب بعيد، وإلى جانب رابطة الدَّم هذه كانت روابط أخرى كالولاء والجوار والتحالف والمصاهرة، وكلُّها داعيةٌ إلى ضروب من التَّعصب متفاوتة القوة، وتقتضي هذه العصبيَّة أموراً تدلُّ عليها أمثالهم وأشعارهم، ومنها أن يكون همُّ القبيلة والدفاع عنها مقدَّماً على ما سواه من الهموم الخاصَّة، ولاسيَّما إذا كان الرَّجل سيِّداً في قبيلته، وفي ذلك يقول عامر بن الطُّفيل العامري[1]:
وإني وإن كنت ابن سيد عامر وفارسها المشهور في كل موكب
فما سوَّدتني عامر عن وراثـة أبى الله أن أســمو بأم ولا أب
ولكنني أحمي حماهــا وأتقي أذاها وأرمي من رماها بمنكب
وتقتضي أن تنصر القبيلةُ أيَّ فرد منها على من سواه، ظالماً كان أو مظلوماً، من دون أن يسـألوا عن الحق إلى أي جانبٍ هو، ولذلك أثنى قريط بن أنيف العنبري على بني مازن لاجتماعهم عند الحفيظة، فقال:
لا يسألون أخاهم حين يندبُهم في النَّائبات على ما قال برهانا
ويظهر تعصب الجاهلي لأقاربه الأدنين على أقاربه الأبعدين في مثل قول قيس بن زهير العبسي حين قتـل حمل بن بدر الفزاري الذبياني في حرب كانت بين الحيين، وكلاهما من غطفان[2]:
لا شفيتُ النَّفس من حَمَلِ بنِ بدرٍ وسيفي من حذيفةَ قد شفاني
فإن أك قد بَرَدْتُ بهم غليــلي فلم أقطع بهـم إلا بنــاني
وكان على القبيلة أن تحمل مجتمعـةً عواقب أي جناية يجنيها أحد أفرادها أو تُجنى عليها، ولذلك قالوا في أمثالهم: «في الجريرة تشترك العشيرة». ومن مظاهر العصبيَّة القبليَّة أن الجاهليَّ كان عليه أن يسير في ركاب الجماعة، ولو كان يراهم على غير هدى، حفاظاً على وحدة كلمتهم، ويصوِّر ذلك دريد بن الصِّمَّة في قوله:
وهل أنا إلا من غَزِيَّةَ إن غوت غويتُ، وإن ترشدْ غزية أرشد
الإسلام وموقفه من العصبية القبلية
- قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [3]
- قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [4]
- قال تعالى : وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [5]
- قال تعالى : أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ فعلام الكبرياء وعلام التعالي.[6]
- و كنعان ولد نوح اغرقه الله وهو ولد نبي من انبياء الله وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [7]
- من طلب العزَّة بأصله ففيه شبهٌ من إبليس لعنه الله قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [8]
- شدد الإسلام عن نهي العصبية القبيلة وان الجنة لاتدخلها بالأنساب فمثال : كان أبو لهب من اشراف قبيلة قريش وكان عم الرسول لكنه سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ [9]
- و بلال بن رباح عبد حبشي أسود سمع الرسول خشخشة نعله في الجنة[10]
- قال النبي محمد : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ). [11]
- قال النبي محمد : (إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى َلا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ ولا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ). [12]
- قال النبي محمد : (لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)
- قال النبي محمد : (إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن )[13]
أجمل ماقيل ضد التعصب
"الناس من جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم، والأم حواء فإن يكن لهم من بعد ذا نسب *** يفاخرون به، فالطين والماء" —علي بن أبي طالب
"أبي الإسْلامُ لا أَبَ لِي سِوَاهُ *** إِذَا هَتَفُوا بِبَكْرٍ أَو تَميمِ بدعوى الجاهلية لم أجبهم *** ولا يدعوا بها غير الأثيم" —سلمان الفارسي
"أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ *** إنما الناس لأم ولأب هل تراهم خلقوا من فضة *** أم حديد أم نحاس أم ذهب، بل تراهم خلقوا من طينة *** هَلْ سِوَى لَحْمٍ وعَظْمٍ وَعصَب " —علي بن أبي طالب
"الناس للناس من عرب ومن عجم *** بعض لبعض وان لم يشعروا خدم" —أبو العلاء المعري
"آل النبي همُ أتباعُ ملتهِ *** من الأعاجم والسودانِ والعربِ ؛ لو لم يكن آله إلاّ أقاربه *** صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ " ان شاء الله راح يعجبكم