جاء يتراقص فرحا وينتشي في غرور وزهو يقول: كتبت قصيدة جديدة سوف تخلدني! سوف تحجز لي صفحة (بالالوان) في ذاكرة التاريخ الشعري العالمي - وليس العربي فحسب!!
سألته عن سر هذه القصيدة ومحورها قال: هي قصيدة تدحض كل الاتهامات القائلة بأن شعر (الحداثة) لا معنى له ولا مضمون فيه!,,هذه القصيدة بشكل لا يقبل تحمل في مضامينها اصدق المعاني المعبرة عن واقعنا المعاش، بشكل لا يقبل التشكيك ولا ينجرف مع التيارات العابثة.
قلت: هات اسمعني قصيدتك، شنف اذنى فكم انا مشتاق للطرب الشعري الحقيقي كما تقول.
اخرج من جيبه الورقة وبدأ يقول:
في اليوم التاسع والعشرين
من هذا الشهر الهجري
سيغيب القمر تماما,.
ثم نظر الي وقال: ألم اقل لك؟!
قلت: ولكن هذا الشعر يخضع للقوالب الجاهزة فمن المتعارف عليه ان القمر يغيب تماما في اليوم التاسع والعشرين للشهر الهجري وهذا قول لا جديد فيه, ,,صرخ في وجهي قائلا: ولكنه شعر (حداثي) لا قافية فيه ولا وزن!!
هنا صرخت انا الآخر في وجهه: ومن قال لك ان خلو النص الشعري من القافية والوزن يفتح له بوابة (الحداثة) اغرب عن وجهي قبل ان اجهل عليك (فوق جهل الجاهلينا)!!
الحمد لله، فارقني هذا المدعي، الآن استطيع ان اكمل قصيدتي (الحداثية) بحق:
في الساعة 17
بتوقيت GMT ,,تكون الشمس النورانية
قد غابت تماما
يا سلام! هكذا يجب ان تكون مطالع النصوص الشعرية (الحداثية) والا فلا!!
مما راقني