احتفل ميناء هامبورغ أخيراً بمرور 823 عاماً على إنشائه، إذ يعتبر أكبر موانئ ألمانيا وثاني أكبر الموانئ بالقارة الأوروبية، وقد استغلت شركة Aida Cruises، التي تتخذ من مدينة روستوك الألمانية مقراً لها،
هذه المناسبة العالمية وقامت بتدشين سفينة سياحية جديدة تحمل اسم «Aidamar»، لتنضم بذلك إلى أسطول شركة الملاحة البحرية، الذي يشتمل على تسع بواخر أخرى، منها «Aidablu» و«Aidaluna» و«Aidasol».
وأوضحت شركة الملاحة البحرية أن السفينة السياحية الجديدة ذات اللون الأبيض تتكون من 14 طابقاً، ويبلغ طولها 252 متراً وعرضها 2ر32 متر، كما أنها توفر مساحة لاستيعاب 2194 سائحاً، إضافة إلى 607 من أفراد الطاقم.
وسوف يتولى القبطان ديتليف هارمز دفة القيادة في هذه الباخرة الجديدة؛ لأنه يتمتع بخبرة كبيرة في الملاحة البحرية، إذ إنه يجوب أعالي البحار منذ أكثر من 40 عاماً، فضلاً عن أنه تولى قيادة الكثير من السفن السياحية التابعة للشركة الألمانية، وكان آخرها السفينة «Aidasol».
ألوان مريحة
وتمتاز تجهيزات السفينة «Aidamar» الجديدة بدرجات لونية مستوحاة من غروب الشمس، إذ يهيمن اللون البرتقالي والأحمر والبنفسجي على التصاميم الداخلية للباخرة،
وتعمل هذه الألوان في الوقت نفسه على تمتع السياح بالمزيد من الراحة والاسترخاء، إضافة إلى إشاعة أجواء العطلات على متن السفينة.
وتزخر هذه السفينة بنحو 1097 كابينة للسياح، ويشتمل أكثر من نصف هذه الكبائن على شرفات بها أرجوحة لينعم السياح بالاسترخاء مع إطلالة رائعة على مياه المحيط، كما تتيح الشاشات المسطحة LED مقاس 42 بوصة بداخل الكابينة إمكان إلقاء نظرة على مياه المحيط أو الموانئ التي تتوقف بها السفينة.
وتحظى الكبائن المزودة بشرفة والقريبة من النادي الصحي «Spa» بإقبال كبير من السياح على متن السفن الأخرى التابعة لشركة Aida Cruises، لذلك حرصت الشركة الألمانية على توفير 34 كابينة و5 من الأجنحة الفندقية التي تتصل مباشرة بالنادي الصحي، الذي يشغل مساحة 2600 متر مربع.
أجواء إندونيسية
وتمثل إندونيسيا الموضوع الرئيسي المهيمن على أجواء هذا النادي الصحي، وينعكس ذلك في الألوان الرقيقة على الجدران، كذلك في العروض الترفيهية المقدمة للسياح، إذ يقدم هذا النادي الصحي مجموعة من الطرق العلاجية ووسائل الراحة والاسترخاء التي تشتهر بها جزيرة بالي الإندونيسية.
وإذا أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وساءت الأحوال الجوية بحيث يتعذر على السياح الاستمتاع بالأماكن المفتوحة، فإن الباخرة «Aidamar» الجديدة تتمتع بالكثير من التجهيزات الترفيهية التي تحول دون تسلل الملل سريعاً إلى نفوس السياح، منها على سيبل المثال سينما رباعية الأبعاد «4D».
وفي هذه السينما تتحرك المقاعد، التي يبلغ عددها 24 مقعداً، ويتم نشر رذاذ ماء وتدفق تيار هواء في قاعة السينما بما يتماشى مع المناظر التي تظهر على الشاشة، كما أن مسرح السفينة لا يعمل وفقاً للمفهوم الكلاسيكي، لكنه يقدم عروضه الفنية طوال اليوم.
ويتصل المسرح والبارات وساحة التسوق مع بعضهم البعض في مكان واحد يمتد على مساحة 3000 متر مربع بارتفاع ثلاثة طوابق من السفينة، ويمتاز هذا المكان بكثرة الواجهات الزجاجية الرائعة، إضافة إلى بنية معقدة من الأعمدة الزخرفية.
حماية البيئة
يتزايد الاهتمام بموضوع حماية البيئة على متن الباخرة «Aidamar» الجديدة؛ إذ إنها تعتبر أول باخرة في العالم يتم تجهيزها بنظام جديد لاستعادة الطاقة، فعن طريق نظام Heat Recovery يمكن الاستفادة من فائض السخونة في محركات السفينة لتشغيل أجهزة تكييف الهواء مثلاً أو معالجة المياه، وبالتالي يمكن توفير نحو طن من الوقود يومياً.
وبعد تدشين السفينة «Aidamar» الجديدة في ميناء هامبورغ فإنها ستنطلق في رحلتها البحرية الأولى في اتجاه الشمال لمدة أسبوعين،
إذ تبدأ الرحلة من ميناء هامبورغ مروراً بميناء لوهافر/ باريس لتصل إلى لندن، وبعد ذلك ستتوجه إلى ميناء زيبروغ في بلجيكا، ثم ميناء إنفرغوردن في إسكتلندا.
وبعد ذلك ستبحر السفينة «Aidamar» إلى النرويج، وهناك ستتوقف في موانئ بيرغن وإيدفيورد وستافانغير وأوسلو، قبل أن تعود أدراجها إلى ميناء هامبورغ مرة أخرى.
المصدر