تَدَاعِيَاتٌ مِنْ وَحْيِّ الطَّف
يَا فُرَاتَ الوَجَعِ وَ الشَهَادَة
هَلِ الظَمَأُ لَكَ عَادَة ؟
أَم إرْثٌ مِنَ الطُفُوْفِ
يَوْمَ ظَمِيءَ السَادَة ؟
لَكِنَّ جُوْدَهُم أَسْمَى
فَهُمُ لِلحَقِّ قَادَة
دَمٌ شَرِيْفٌ أُرِيْقَ
وَ بَغيٌّ غَلَبَتْهُ الإرَادَة
وَ ذِكْرُ الخَيْرِّيْنَ بَاقٍ
لَهُ فِي العَالَمِيْنَ سِيَادَة
وَ مَا لِلْطُغَاةِ ذِكْرٌ
غَيْرُ عَارٍ نَشَرَ سَوَادَه
يَا فُرَاتَ الوَجَعِ وَ الشَهَادَة
هَلِ الظَمَأُ لَكَ عَادَة؟
حِيْنَ عَمَّ الظُلْمُ
وَ أَلْقَى عَلَيْنَا عِتَادَه
أَتَى قَوْمٌ
حَرَّفُوا الكَلِمَ وَ العِبَادَة
فَالدِّيْنُ مُلْكٌ صِرْفٌ
وَ الخَلِيْفَةُ مَشْغُوْلٌ
بَيْنَ الكَأسِ
وَ الوِسَادَة
أَبَا الأَحْرَارِ مَرْحَى
فَذِكْرُكَ تَاجٌ
لِكُلِّ جَبِيْنِ
أَنْتَ شُعْلَةُ الحَقِّ
وَ حِجَةُ الطُهْرِ وَ اليَقِيْنِ
أَنْتَ دَمٌ شَرِيْفٌ
هَزَمَ السَيْفَ وَ الرُدَيْنِي
شَمَخْتَ فِي حَوْمَةِ الوَغَى
بِدِرْعِ حَقٍّ سَاطِعٍ مُبِيْنِ
وَ نَشِيْدُ مُهْجَتِكَ جَلِّيٌ:
إنِّي أُدَافِعُ عَنْ دِيْنِي
فَإذَا لَمْ يَسْتَقِمْ
إلاَّ بِقَتْلِي
(فَيَا سُيُوْفُ خُذِيْنِي)
هَيْهَاتَ مِنَّا ذِلَّةٌ
وَ عَيْشُ خَاضِعٍ مُسْتَكِيْنِ
أَنْتَ مَنَارُ الهُدَى
شَامِخٌ
ثَابِتٌ كُلَّ حِيْنِ
وَ ذِكْرُ الطُغَاةِ خَرَائِبٌ
دَثَرَتْهَا عَجَلَةُ السِنِيْنِ
أَنْتَ رَمْزُ عِزِّنَا
وَ كُلُّ مَظْلُوْمٍ هُوَ بِالفِطْرَةِ
حُسَيْنِي
أَنْتَ سَفِيْنَةُ النَجَاةِ
وَ بَيْرَقُ نَصْرٍ
خَالِدٌ رُغْمَ الطُغَاةِ
وَهَبْتَ الحَيَاةَ لأُمَّةٍ
أَثْقَلَهَا وِزْرُ السَيْئاتِ
لَكَ فِي الرِّقَابِ دَيْنٌ
لا تَرُدُّهُ كُلُّ الطَيْبَاتِ
وَ وَهْجُ الشَهَادَةِ مَجْدٌ
خَالِدٌ بَعْدَ المَمَاتِ