من أهل الدار
قاضي محكمة الدرر
تاريخ التسجيل: September-2011
الدولة: في قلب الوطن
الجنس: أنثى
المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
صوتيات:
125
سوالف عراقية:
5
مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
موبايلي: ذاكرتي الصورية
آخر نشاط: 5/October/2024
متحف «الدفاع المقدّس» في طهران ... أرشيف الثورة وخبز المستقبل
انتبه انت في حضرة متحف الدفاع المقدس في طهران... في هذا المكان ربط الايرانيون حاضرهم ومستقبلهم بما قاسوه في ماض، ليس بالبعيد، وهو ليس اجترارا لذكرى والوقوع في أسرها، بل استذكار لمرارة حرب خاضوها مع العراق ابان حكم صدام حسين، فأرشفوها، وعجنوها ليتذوقوا طعم معاناتها ويستلهموا منها دفعة الى الأمام، تجعل من كل أعمالهم عملا جهاديا مقدسا، وليأكلوا ثمارا تعطيهم طاقة لمواجهة الآتي من الأيام بعزيمة قوية. والزائر الى طهران، لابد وان يمر بمتحف الدفاع المقدس، الذي وضع فيه الايرانيون نتاج 8 سنوات من حربهم مع العراق وثورتهم التي مازالوا يعيشونها، ولم يتركوا لحظة لم يسجلوها أو يؤرشفوها.
نقوش توضح هدايا الأمم للملك جمشيد
وكانت «الراي» ضمن وفد اعلامي ثقافي نظمت له المستشارية الثقافية لسفارة ايران في الكويت رحلة استمرت لثمانية أيام للاطلاع على أهم المعالم الموجودة في ايران التي تزخر بالكثير من المواقع التي يمكن للسائح زيارتها، مثل برج توغرول الذي بناه ملك السلاجقة في القرن الثاني عشر، وقصر وحدائق غولستان التي بناها حاكم قاجار ناصر الدين شاه، ومتحف الجواهر الوطني الذي يضم مجموعة واسعة من الجواهر والحلي، ومتحف البريد، ومتحف الزجاج والسيراميك، اضافة الى الكثير من المزارات الدينية والثقافية والترفيهية، مثل مقار الشعراء التاريخيين، خصوصا في مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس، ومنهم الشاعر حافظ الشيرازي، والشاعر سعدي.
بيت الخميني والممر إلى الحسينية
وجال الوفد على عدد من المعالم السياحية الايرانية، وزار متحف الدفاع المقدس الذي بدأت الدراسات الأولى له كمشروع في نوفمبر العام 2004، وتبلغ مساحته 200 دونم، ويقع في منطقة عباس اباد في طهران، وتم التصديق على الخطة الأولى خلال الاجتماعات العديدة مع ادارة البلديات لقيم الدفاع المقدس والأرکان العامة للقوات المسلحة في مارس من العام 2005، بعدها تم الاعلان عن مسابقة لتصميم حديقة متحف الدفاع المقدس التي شارك بها 250 مجموعة متنافسة، ومن بينها تسليم 42 أثرا الى بلدية طهران.
ضريح الشاعر حافظ الشيرازي
ويتألف المتحف من 3 أقسام هي: الساحة الخارجية والتي تضم مقبرة الشهداء، وبرج العلم، والبحيرة والنافورة، ومتحف بانوراما، ومعرض المعدات الحربية، والمسجد الجامع لخرمشهر وهو مطابق للذي كان موجودا في مدينة خرمشهر، والقسم الثاني القاعات في الفضاء الداخلي للمتحف، وأخيرا قسم الترفيه في المتحف، ويشتمل على طب الطوارئ، روضة الاطفال، المطعم والمقهى، والمحل التجاري.
غرفة استقبل بها الخميني كبار زواره
«قصر» الإمام الخميني
وفي منطقة جبلية، جميلة في طبيعتها، متواضعة في بناها، تشبه الحارات الضيقة في الأرياف الجبلية، يوجد سكن ومصلى ومعرض يضم تراث مفجر الثورة الايرانية الأمام الخميني.
تشبيه لسكين سيدنا إبراهيم
وعندما وجدنا زيارة منزل الأمام الخميني ضمن برنامج الزيارات، تخيلنا اننا سنجد قصرا كبيرا، او على الاقل منزلا فسيحا يليق بشخصية مفجر تلك الثورة، ولكن وجدنا بيتا متواضعا وبسيطا والطريق المؤدي اليه مرصوف بالاسمنت ولا يتسع لمرور سيارتين، وعلى المشاة افساح المجال لعبور السيارة. وفي داخل هذا البيت المتواضع توجد الغرفة التي كان يستقبل بها الأمام زواره، وتحتوي على أريكة واحدة، وسجاد بسيط من الصوف على الأرض للجلوس، وبعض المقتنيات البسيطة، والمفاجأة ان هذا البيت ايجار وليس ملكا للأمام، وقد عاش به الأمام اخر ثمانية سنوات من حياته، وكان يخرج منه الى المصلى الذي كان يؤدي فيه الصلاة، ويقيم مجالس العزاء في عاشوراء، ويخطب في المصلين، عبر جسر حديدي بسيط، ويدخل منه عبر باب مباشرة لاعتلاء منبره وكرسيه، الذي لم يجلس عليه احد من بعده. وشرح المرشد السياحي للوفد الصحافي، وقال ان «هذا الممر الحديدي والمنبر والكرسي، لم تطأها ارجل بشرية بعد وفاة الأمام، وتحولت الى مزار للسواح والمواطنين للمشاهدة». ومن البيت المتواضع انتقل الوفد الى المصلى المتواضع ايضا، رغم عراقة الفن المعماري في ايران وتمايزه في الزخرفة والنقش، لاسيما في المساجد والحسينيات، الا انه كما ابلغنا المرشد السياحي في الجولة، ان «الأمام رفض تغيير أي شيء في المصلى، وتركه على بساطته، وعندما حاول بعض المسؤولين تزيين المكان بالجبس والزخرفة، اصر على بقائه على ما هو عليه، وانفاق مبالغ التزيين للمحتاجين». وانتقل الوفد الى المحطة الاخيرة في سكن الامام الخميني، وهو المعرض الخاص به، والذي يشتمل على صور من مختلف المراحل العمرية والمحطات الحياتية، بالاضافة لبعض الوثائق الخاصة والمقتنيات العائدة للامام وصورة للمنزل الذي ولد وترعرع فيه، وصورته ونجله السيد أحمد، بالاضافة الى بعض المستندات الشخصية مثل وثيقة زواج الأمام وجواز سفره والبطاقة الشخصية والوسائل التي كان يستخدمها في حياته اليومية.
الايرانيون ... والفالودة
7 قصور للشاه
ومن منزل الامام انتقل الوفد الى منطقة سعد آبادي في طهران، المكان الذي كانت تقييم فيه الأسرة الحاكمة في عهد الشاه، من الأب الشاه رضا، الى الابن الشاه محمد رضا، والتي تقع على سفح جبل جميع القصور الـ 7 الموجودة تحيط بها الغابات والاشجار المتنوعة، وبعد الثورة الاسلامية حولت وزارة الثقافة المكان الى متحف سعد آبادي نسبة الى المنطقة، وحافظت الوزارة على جميع المقتنيات في القصور، ويستقبل الرواد على مدخل القصور السيارة والدراجة التي كان يستخدمها الشاه محمد رضا في رحلته وجال بهما العالم مع تسجيل للتواريخ والاماكن التي زارها قبل سقوط حكمه. وتحيط بالقصور حدائق ذات أشجار عملاقة، وتلال خضراء، وأحواض تنساب اليها المياه عبر المنحدرات من قمم الجبال، وعبر ممشى فريد من نوعه تحيط به الاشجار والزهور المختلفة والنوافير المنتشرة دخلنا الى قصر الشاه الأب رضا بهلوي، فوجدناه نوع من البناء خيالي الجمال بجدران ملونة وابواب خشبية مزخرفة، وفي الداخل لوحات فنية من المرايا والفضة الخالصة زينت كافة الجدران والاثاث.
البذخ باديا من احد قصور الشاه
برج ميلاد
لم يتخيل لنا ان نرى برجا بهذا الارتفاع في طهران... انه برج ميلاد، سادس برج تلفزيوني واتصالاتي من حيث الارتفاع في العالم، وهو رمز حديث للعمارة، والثقافة، والفن في ايران، ويعد من أبرز معالم العاصمة طهران، ويبلغ ارتفاعه 435 مترا، حيث تجول الوفد في جميع طوابقه، وأبدوا اعجابهم بما شهدوه، خصوصا الطابق الخامس الذي يتضمن معرضا فنيا وملتقى رائعا لأعمال الفنانين التشكيليين القيمة. أما في آخر طابق من البرج فتقع قبة السماء الزجاجية، التي تتضمن عملا فنيا رائعا يغطي جدرانها ذات الأضلاع الثمانية، وهو مستلهم من تشكيلة متنوعة من الأساطير، والقصص الايرانية القديمة، تعكس المسيرة الحضارية التي انتهجها الايرانيون منذ 9 آلاف عام، من عهد الامبراطورية الايرانية الكبرى، وحتى العصر الحاضر، وفكرة التصميم مستقاة من الرموز الخالدة للحضارة البشرية المتمثلة في العناصر الأساسية الأربعة للخليقة: الماء، والهواء، والتراب، والنار.
أحد تماثيل تخت جمشيد
المحطة الثانية
ومن طهران توجه الوفد الى شيراز، مدينة الجمال والتجميل، والتي دشنت زيارتها بالذهاب الى تخت جمشيد التي أصبحت من التراث الانساني وفقا لمنظمة اليونسكو بداية من العام 1979، وهو مقر الأسرة الاخمينية التي حكمت البلاد، المعروفة اليوم باسم ايران، والذي غير اسمه لاحقا الى «برسيبوليس» بعد اجتياح الاسكندر المقدوني لها، وبعدها أحرقه اليونانيون حين احتلوه بقيادة الاسكندر العام 330 قبل الميلاد، أخذا بثأر مدينتهم أثينا التي أحرقها الملك الاخميني زركزيس الأول العام 480 قبل الميلاد.
و«تخت جمشيد» لها ثلاث بوابات كبيرة منحوت عليها زخارف بديعة ومنحوتة من الصخور، وتعرف باسم «ممر جميع الملل»، ويفضي الى قاعة الاستقبالات الملكية والاجتماعات رفيعة المستوى، وتُعرف باسم «عَبَدَانا»، وهي عبارة عن مبانٍ مربعة تشبه المساطب الكبيرة المنصوب عليها أبراج تشبه المسلات في الطول، الا انها خالية من الكتابة ومزودة بتيجان من أعلى، على هيئة رؤوس حيوانية وأوراق نبات. وتركز الرسومات الباقية على جدران تخت جمشيد على حب الحكام الأخمينيين للحصول على طاعة الشعوب الأخرى لسلطانهم. هنا أحد الملوك يتسلم العطايا والهدايا المقبلة من حاكم أمة من الأمم الأخرى التي تسكن وراء البحار، وهنا رسم للاله «أهورا مازدا» ينظر الى المشهد راضيا عن حاكم الاخمينيين وسؤدده.
ومن خلال جولة سياحية في المنطقة يمكن ان تشاهد، بعد تخت جمشيد بنحو 87 كم، مدينة باسار غادا التي كانت أول عاصمة للأخمينيين في أيام الملك كورش الكبير، وبالقرب من هذا الموقع معالم تاريخية محفورة في جبال زاجروس، منها نقش رستم، ونقش رجب، اذ تعبّر هذه الآثار عن مراحل تاريخية تشمل الحقبة الأخمينية والساسانية، وفيها ضريح الملك أرتاكسريس الأول.
أحد البازارات الإيرانية
ضريح الشيرازي
واذا زرت شيرازي لن تستطيع تجاوز اشهر الشعراء الايرانيين الخواجه حافظ الشيرازي، الشهير بـ«لسان الغيب»، والذي لا يزال حتى اليوم شاعر الشعراء في ايران، والى قبره يحج الآلاف سنويا، وبشعره يستخير الايرانيون اذا ما أردوا الاقدام على أمر مصيري بالنسبة لهم. ونجح الشيرازي في تمثيل المعشوق والذي ليس امرأة جميلة، كما هو عند باقي الشعراء، بل هو كائن من ما وراء الطبيعة.
وقد اعجب به تيمور بعد لقاء شهير جمعهما وحوار دار بينهما فتفضل عليه بالعناية والاهتمام والتقدير. وتوفى الخواجة حافظ الشيرازي العام 791 قبل الميلاد، ووري الثرى في منطقة جميلة وهادئة تسمى «جلجشت مصلى»، وكان حافظ يحبها كثيرا، وقد تغير اسم هذه المنطقة بعد دفنه فيها واطلق عليها «حافظية» واشتهرت بهذا الاسم.
السياحة الآسيوية بديلاً عن الغربية
- رغم العقوبات الاقتصادية على ايران، الا انها نجحت في جذب السياح الآسيويين من الهند وماليزيا والصين واليابان، بدلا من الغربيين.
- تنتشر المحلات التي يمكن للسياح الاستراحة بها وتناول «الفاولوده» الايرانية، او شراء الهدايا والتذكارات في جميع الاماكن السياحية.
- يتمكن السياح من التنقل بين المدن الايرانية بواسطة الطيران الداخلي او القطارات او السيارات.
- الفنادق الايرانية متوفرة وبجميع الاسعار التي تناسب مختلف المستويات، وبها مطاعم تناسب مختلف الاذواق.
شيراز الجمال
تتميز مدينة شيراز إضافة إلى ما تحويه من تراث إنساني تاريخي، مصحات للتجميل أصبحت مقصداً للرجال قبل النساء، حيث يتواجد بها أمهر الجراحين التجميليين المشهورين بتجميل الأنف أو الوجه عموماً، بل وحتى زراعة الشعر، إذ يلفت الزائر هناك منظر الضمادات على رؤوس الرجال وكذا التي تغطي أنوف الشباب.