الحرم العباسي المقدس
الاروقة الأربعة، الجنوبي والشرقي والشمالي والغربي تطل من جوانبها الاربعة على باحة أبعادها 12م×12م،
يحيط الباحة من كل جهة من جهاتها الاربعة جدارً ضخم جداً ترتكز عليه القبة الشريفة، وقد شكلت هذه الباحة مسجداً كبيراً يقع في وسطها مكان الضريح الشريف لأبي الفضل العباس (عليه السلام) ويطلق على هذا المسجد (الحرم العباسي).
تبلغ مساحة المسجد (الحرم) والأروقة الأربعة المحيطة به مع الجدران وقاعدتي المنارتين 1576 م2 تقريباً،
ومحيطها جميعاً من الخارج 155.6م تقريباً. يتم الدخول للحرم من الأروقة المحيطة به عن طريق عددٍ من الفتحات الكبيرة التي تفصل بين الجدران السميكة التي ترتكز عليها القبة
ويبلغ عددها أربع فتحات يبلغ عرض كلاً من الشمالية والجنوبية 5.23م، وعرض الشرقية 5.20 والغربية 5.15م، وكل فتحة تمثل باحة يمكن اعتبارها تابعة للحرم من الناحية الوظيفية رغم تداخلها مع الأروقة.
الضريح الخشبي (الخاتم)
هو عبارة عن صندوق مصنوع من أرقى أنواع الخشب الساج، وهو مزجج، طوله 3 م وعرضه 2.20م وارتفاعه 2م،
وبداخله صندوق خشبي آخر مزخرف بنقوش هندية ومطعم بالمينا والعاج وموشح بشريط كتب عليه (بسم الله الرحمن الرحيم : هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ) سورة الإنسان - آية 1.
وتحت هذا الصندوق تقع غرفة القبر الذي يرقد فيه الجسد الطاهر لمولانا وسيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام) حيث توجد قطعة من المرمر مستطيلة الشكل وضعت على القبر الشريف أثناء نصب الضريح الشريف مكتوب عليها الأبيات الشعرية التالية:
طاولي قـــــبة السماء اعتلاء واكسفى الشمس رفعة واجتلاء
انت للخلد صخرة اثبتـــــــــتها قوة الحـق في الحــــياة بنــــــاء
فيك كنز الإيـــــــمان طلسُمه الله فضاعت فيه القــرون هــــباء
هو رمز البقاء فــــــي فلك لم يحو الا ما سوف يلقى الـــفــناء
بطل الطـــف فيك والطف افق جاوز الافق أنجماً وســـــــــــمآء
ها هنا قد ثوى أبا الفضل دُنياً تـــــــــسحر الروح روعة وصفــاء
ها هنا مشرق العقـــيدة زهوُ بشـعاع غطى الوجــود ســــنـاءُ
هاهنا جسمـــه الموزع مكنوزُ عليه ظـــــــــــــــل الالــهُ أفـــاء
واليدان المقطوعــتان تشيران لمعنى أعــيى الحـــــــروف أداءُ
أيها الصخرة العظيمة باهــــي بعـــلاه الأملاك والأنــــــــــــبياء
رفع الله للحكيم مقامــــــــــــاً دونه يخـــــــشع الزمان أحتــذاء
اية الله مـــــــــــــا تحداه بــاغ بقــــــــــواه الا تـــلاشى عيــاء
أشاء أن يسبق الحياة بمعنى عنه أعــــني تفكـيرها أيــــــحاء
بعد ما أنشأ الضريــــح نشيداً أسكر الـــــــــــفن روعة وبهـــاء
أرسل الآية التي رفعـــــــــتها قدرة الحق في الخــــــــلود لواء
صخـــــــرة ابدعتها فكرة الفن فلاحــت قصـــــــــــــيــدة غــراء
وعليها رف مجـــد أبي الفضل فتزداد شــــــــــــــــــوكة وعلاء
صان فيها للجعفــــــــرية شأنا قد اغاض الـــــحـــساد والاعداء
بارك الله في عزيمة ابـــراهيم أذا حاكت القضاء مضـــــــــــــاء
صـــــــــــارع الحادثات تلاشت دونه وازدها بـــــــــــــــها كبرياء
القبة
يعلو سطح العتبة العباسية المقدسة قبة مرتفعة يبلغ محيطها 46.5م وقطرها 15م (عند أعرض نقطتين فيها) وهي تتوسط المأذنتين،
إذ ترتكز هذه القبة من داخل الضريح على أربعة جدران ضخمة، والقبة من داخل الحرم تحتوي على كتيبتين من الكاشي الكربلائي، السفلى عرضها 90سم كتب عليها سورة المنافقون وفوقها يوجد 12 شباكاً والتي يفصلها واحد عن الآخر مسافة 2.10م ويغلف جوانبها من الخارج بالكاشي الكربلائي،
حيث يبلغ عرض كل شباك 1.80م وارتفاعه 3.25م وفوق الشبابيك من الداخل توجد الكتيبة الأخرى بعرض 75سم، كتب عليها آي من الذكر الحكيم،
وتقع فوقها لوحة فنية رائعة من المرايا التي قطعت وشكلت بالطرق التقليدية مكونة نقوشاً إسلامية حيث كتب في قمة القبة الداخلية أسماء الإئمة الأثنى عشر بخط أسود بارز، و أما من الخارج إلى السماء
فالقبة مكسوة بطابوق نحاسي مغلف بشرائح الذهب الخالص، وقد اُنجز تذهيبها عام 1375 هـ 1955 م بعد طلب العلامة الشيخ محمد الخطيب أحد علماء كربلاء المقدسة آنذاك الى رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمد فاضل الجمالي بتذهيب القبة، حيث يبلغ عدد الطابوق المذهب 6418 طابوقة.
ترتفع قمة القبة - عدا السارية - عن سطح الحرم (20.70)م فيما ترتفع القبة عن سطح أرض العتبة 33 متراً تقريباً وليس 39 كما ذكرت بعض المصادر، وقد أرخ الشاعر السيد محمد حسين الحلي تذهيب القبة المشرفة بالأبيات التالية :
قبة العباس لما ذهــــــبت شرف الأبريز منها الـــــمرقد
لم تزد فخراً به من بعدمــا شرفــت إذ حل فيها الأسد
قلت مذ شعت نضاراً وغدا البدر منه خجلاً والـــــفرقد
لم تــــنر بالتبر لا بل أرخوا (بابي الفضل أنار العسجد)
1375هـ
يتكون بناء القبة من قبتين متداخلتين كما هو الحال في كل القباب المنصوبة على أضرحة المعصومين(عليهم السلام) في العراق،
القبة الخارجية منهما هي المغطاة بالذهب والداخلية أصغر منها والظاهر منها للعيان هو باطنها فقط الذي يمثل باطن السقف الكائن فوق الضريح المقدس والمغلف بالمرايا،
حيث تبلغ المسافة بين قمتي القبتين هي 9.25م، وهناك (12) جدارا مبنياً من الطابوق على هيئة أعمدة ساندة للقبة الخارجية ويقع كل واحد منها بين شباكين من شبابيكها الإثني عشر من الداخل وترتفع الشبابيك عن سطح المثمن 60سم،
حيث تقع تلك الشبابيك ضمن قاعدة القبة التي ترتفع عن سطح الحرم 7.55م والمكونة من جزئين، الأسفل وهو المثمن، إرتفاعه 1.2م عن سطح الحرم بعرض 16.90م بين كل ضلعين متقابلين فيه،والجزء الأعلى ويستقر فوق المثمن وهوعنق القبة الدائري
حيث يبلغ قطره 14.90م وارتفاعه 6.35م عن سطح المثمن، يضم هذا الجزء كتيبة قرآنية في أعلاه وهي من المينا بارتفاع 1م، واسفلها شريط من الكاشي الكربلائي المنقوش وهي بارتفاع 1.35م، ارتفاع قمة القبة الخارجية عن قمة عنقها الدائري (أي الجزي العلوي من القبة) يبلغ 13.15م.
ومن الجدير بالذكر ان القبة الشريفة تعرضت للقصف المدفعي اثناء الأنتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991م ولحقت بها اضرار تم على اثرها قلع كافة القطع النحاسية المطلية بالذهب والمتضررة وما جاورها وهي تشكل حزاماً من وسط القبة تقريباً حتى قمتها ومن ثم تم إعادة تركيبها من جديد بعد صياغتها مجدداً واصلاح الأجزاء المتضررة من القبة
الكسوة
هي عبارة عن قطعة من القماش الفاخر توضع على الصندوق الخشبي الذي يقع داخل شباك الضريح الشريف،
وهذه القطعة من القماش تطرز بخيوط من الذهب وبزخارف مزينة بالآيات القرآنية وببعض الأبيات من الشعر الولائي لآل البيت (عليهم السلام) وتطعم بالأحجار الكريمة بمختلف أنواعها.
تستبدل الكسوة خلال فترات زمنية متباينة تبعاً لما يرد منها إلى العتبة المقدسة من الهدايا أو ما ترتأيه إدارتها من صنع واحدة جديدة تليق بعظمة المكان فيما لو وجدت ضرورة لذلك،
ويقوم بعمل الكسوة عاملون متخصصون مهرة في هذا الضرب من الفن، وأخر كسوة وضعت على الضريح بمناسبة ذكرى ولادة سيدنا العباس (عليه السلام) في الرابع من شعبان المعظم عام 1426 هـ وقد ازيح الستار عنها في حفل بهيج أقيم داخل الضريح الشريف علماً أن الكسوة المستبدلة التي تم رفعها وضعت عام 1990 م
المآذن
ترتفع على جانبي القبة مئذنتان ويخترق جسم كل مئذنة سُلم حلزوني، يتم الدخول إليه من الطابق الأرضي للحضرة، ويؤدي إلى شرفة الأذان المسقفة التي تقع في النصف العلوي من المئذنة،
وتستند الشرفة على صفين من المقرنصات الجميلة المتراكبة، أما القسم العلوي الذي يعلو شرفة الأذان، فهو أسطواني الشكل أيضاً، ويتميز بطوله ومتانته ولكنه أقل قطراً من جسم المئذنة حيث يبلغ قطره 2.7 م،
ومتوج بقبة صغيرة بصلية الشكل ذات حافة ومؤلفة من الفصوص تعلوها سارية مكونة من كرات نحاسية متفاوتة الأحجام (1) . يكتسي نصفي المنارتين الأعلى - الكائنان فوق مظلة المؤذن - بصفائح نحاسية مغلفة بالذهب الخالص، ويبلغ عدد الصفائح النحاسية المطلية بالذهب 2016 صفيحة،
وتم تذهيب الجزء السفلي منهما بالذهب المطعم بالمينا وافتتح في 4/شعبان 1431هـ مع الحفاظ على شكل المنارة القديم بنفس النقوش وبذهب من قبل ديوان الوقف الشيعي العراقي وبتنفيذ من قبل شركة عراقية بمشاركة هنود في طرق الذهب
(وليبقى الاختلاف بينهما وبين منارتي مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) قائماً لما له من معان روحية وليميز الزائرمن بعيد بينهما كالسابق).
يذكر ان تجديد عملية التذهيب تمت عام 1948م وقد تم اعادة بناء الجزء العلوي للمأذنة الغربية بعد ميلانه ثم تذهيبه عام 1984 م اما الجزء العلوي للمأذنة الشرقية فقد تم إعادة تذهيبه عام 1984 م وانتهى العمل فيها عام 1991 م (2) ،
وإما نصفها الأسفل فمغلف بالطابوق الأجر وموشح بالكاشي الكربلائي بشكل فني وبتشكيلة غاية في الفن والإبداع، اذ بمجموعها ترسم كتابات بديعة بالخط الكوفي، وذلك باستخدام فسيفساء من الطابوق المنجور والآخر الملون على أشكال حلزونية تلتف حول المنارة فالشكل الحلزوني الأبيض يكتب عبارة (ياحسين)
أما الأشكال الحلزونية الخضراء فمقسمة بحيث تكتب عبارات منها ( الله، محمد، علي ) ومنها(يا الله، يا محمد) وأخرى (محمد رسول الله، علي ولي الله ). يبلغ محيط المآذنة الواحدة 11.85م وقطرها 3.65م مستندة على قاعدة محيطها 13.18م وترتفع عن أرضية الصحن 38.5م تقريباً وإلى نهاية أسسها ترتفع 44م تقريباً.
الهوامش
--------------------------------------
1- هذا ما نقله لنا الحاج حسن جواد المعمار الذي أوكل له مهمة البناء والاعمار
2- نفس الهامش السابق
شباك الضريح المقدس
ما إن تصل إلى المسجد الذي يضم ضريح ابي الفضل العباس (عليه السلام) حتى تبهرك آية من آيات الجمال والجلال وتختلط أنامل الإبداع الفني مع عظمة وقدسية المكان المطهر... وكيف لا إنه ضريح قمر العشيرة وحامل لواء الطف.
تم صنع هذا الضريح بأمر من سماحة المرجع الديني الأعلى للطائفة، الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) ووصل الى مدينة كربلاء المقدسة بتأريخ21/تشرين الثاني/1965م،
حيث تم صنعه في مدينة اصفهان الإيرانية واستغرق العمل في صناعته اكثر من سنتين، إذ تم نصبه على موضع القبر الشريف بتاريخ12 من شهر رمضان سنة1385هـ الموافق 2 كانون الثاني 1966م
وقد تشرف سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) برفع الستار عن الضريح المقدس يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر رمضان المبارك الموافق السادس من كانون الثاني1966.
وقد استخدم في عمل ضريح مرقد ابي الفضل عليه السلام ما زنته 2000 كغم من الفضة و40 كغم من الذهب وقد صنع الضريح على يد أمهر الفنيين والصناعيين، وبحسب المختصين في مضمار صناعة شبابيك الأضرحة فإنه يعد الأجمل في العالم من بين الشبابيك الموجودة على أضرحة الأئمة وأبنائهم(عليهم السلام).
وتعلو الضريح الشريف أربع رمانات ذهبية تزين أركان السطح العلوي منه، وعلى جانبه الأيمن عند الرجلين هناك أربع رمانات ذهبية صغيرة،
وفي وسطها كفٌ من ذهب يرمز إلى كف أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومن الجانب الأيسر حيث جهة الرأس الشريف هناك خمس رمانات ذهبية ومن جهتي سطح الضريح الشمالية والجنوبية هناك أربع رمانات ذهبية في كلٍ منهما.
يبلغ ارتفاع الضريح 4.25م وعرضه 4.15م وطوله 5.45م أما السطح السفلي فتزينه أربع مزهريات منقوشة بالمينا وتزين جوانب الضريح ثلاث أشرطة كتابية من المينا، أثنين منها كتب عليها آيات قرآنية والثالثة كتب عليها أبيات شعرية رائعة
للشاعر العلامة الحجة المرحوم السيد محمد جمال الهاشمي (قدس سره) وهذه نصها:
ضـريحــــــــــك مفزعـنا الأمـنـع بــه كـل نــازلـة تــــــــــــــــــدفـع
وبابك للخـلق بـاب الـنجـــــــــاة تـلــــــــــــــــــوذ بــعـروتــه الـروّع
أبا الفضل والفـضل ينمى إليـك فأنـت لألـطـافـه مــنـــــــــــــــبـع
ويا بطـل الطــــــــف هذا لـواك علـى كــــــــــــل شاهـقة يــرفـع
وهذا حسامــــــــــك أنـشــودة بــها ينتـشي البـطـــــــــل الأروع
وجودك والسـهم قد شك فيــه شعار لعليـــــــــــــــــائه يخــشـع
وكفــاك مقـطوعتا نعـمــــــــــة بـها كـل مـكرمة تســــــــــــــجـع
ورأسك يرفع فـوق القــــــــــناة هو الشمس في أفقها تسـطـــع
تعاليت مـــــــن مجمـع للجـلال غـوالـي الجمـــــــــال بـه تجـمـع
وقدست من شاهـــــد للإخــاء بــذكراه إدمعـنـا تهـمـــــــــــــــــع
ضريحك كعـــــــــــبة وفد الـولاء إلـــــــــــــــيـه قــوافـلــه تســرع
لشيــــــعتكم فيه يـعلو الأنـيـن لـكـم وبـه تـســــــــــــبل الأدمــع
لقد حاولت أن تنال الخـــــــلـود بـه همـم فـي الولا وضـــــــــــــع
وأن تقرن الشمس في مجدها وطـالـعــــــــــــــهـا أشـنع أسـفـع
فهـب إليـها ولاء الحــــــــــكيـم وثـار كما عصـفــت زعــــــــــــــزع
وســـــــــفه أحـلامـهـا فانجلى بإشـعـاعة جـوهـــــــــــا المـفـزع
ورد إلى شيـــــــعـة المرتـضى كـرامـتـها حكـــــــــــــمـة الأرفــع
ودام على الدين والمــسلميـن ظـلالاً إلـيـه المـنى تـفــــــــــــزع
وجاز الخـــــلود الجـليل سـمي بمجد سـما أفــــــــــقــه الأوسـع
أضـاف لـتاريــــــــــــــخ أجـداده سطوراً كشــمس الضـحى تلمـع
البردة الجديدة للضريح
تتظافر الجهود الخيرة من اجل التقرب إلى الله برجال حباهم وخصهم بمنزلة كبيرة لما قدموه من التضحية والفداء في سبيله، فهي تجارة بين الله وعبده، العبد باع بضاعته
وبذل النفس في سبيل الله والعقيدة وسبحانه هو المشتري لها لا لحاجة منه إليها بل ليكـّمل بها عبده فيثيبه ولتستقيم بهذه التضحيات حياة عباده الآخرين فتتحقق إرادة الله في السير نحو تكاملهم وبلوغهم المراتب التي تحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة،
ومن أولئك الرجال سيدنا ومولانا العباس بن علي (عليه السلام)، الذي خصه الله بالمنزلة الرفيعة والجاه العظيم، وتتنوع مظاهر الحب والولاء له وبطرق مختلفة في التعبير عنها كلٌ حسب إمكانيته،
حيث تقوم مؤسسات ولجان وشخصيات بذلك، ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة خيرية في دولة الكويت وبتوفيق رباني وبرعاية من الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليهم السلام) بمشروع للتبرع بحياكة وخياطة البردة الخاصة بضريح سيدنا العباس (عليه السلام)،
وتظافرت الجهود الكبيرة في تذليل الصعاب في طريق هذا العمل المبارك وإنجازه على أحسن وجه، إذ سافرت اللجنة إلى عدد من البلدان المختلفة مثل سوريا وإيران والسعودية ومصر والهند وبعد الاطلاع على الإمكانيات الموجودة في هذه البلدان المختلفة
تم صنع نماذج من هذا العمل فتقرر أن تكون مدينة نيودلهي الهندية هي الفائزة بإنجازهذه الكسوة المباركة حيث كانت عروضها أفضل ما قـًدم من الناحية الفنية، وتقرر أن يكون إنجاز العمل بفترة 7 أشهر حيث استخدمت في هذه البردة ( 10) أنواع من الأحجار الكريمة وهي:
1-الياقوت
2-الزمرد
3-الزفير
4-الكهرمان
5ـ اللؤلؤ
6- المرجان
7ـ الفيروز النيشابوري
8ـ التوبا
9ـ الأكوامارين
10-الزبرجد
وقد تم شراء أول كمية من الياقوت من قرية (علي بور) الهندية من صاحب المنجم بقيمة 3000 دولار، وتم أيضا شراء 7 حبات زمرد تزن 70 قيراط وضعت في البردة من جهة الرأس الشريف لسيدنا العباس (عليه السلام) وهي تحيط بدرة نجفية كبيرة،
كما تم شراء 20 كيلواً من اللؤلؤ الطبيعي من الكويت بقيمة 16000 دولار، وتم شراء 300 حبة فيروز نيشابوري من إيران بقيمة 5000 دولار واُشتريت باقي الأحجار الكريمة الأخرى بأسعار مختلفة.
أما القماش المستخدم فهو المخمل الثقيل من النوع الراقي وتم خياطة العمل بالخيوط المطلية بماء الذهب وعمل على إتمام هذه البردة مجموعتان من الفنانين المهرة تتكون كل منهما من 10 أشخاص حتى يتمكنوا من إتمامها في المدة المتفق عليها وبجودة عالية، وكانت كلفة العمل اليدوي ما يقارب من 20000 دولار.
منقول