«شارع المتنبي» الذي يحمل اسم الشاعر العباسي
مهرجان يحتفي بالتراث الثقافي العراقي في عاصمة الضباب
لندن: «الشرق الأوسط»:لقي 30 شخصا حتفهم وأصيب 100 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في «شارع المتنبي» في بغداد عام 2007 كما هدم الكثير من المكاتب والمطابع والمقاهي التي كان يرتادها المثقفون في الشارع العريق. ورغم إعادة بناء ما دمره الهجوم فإن ذكريات ذلك اليوم لا تزال ماثلة في الأذهان، حسب تقرير لرويترز.
وأطلق الشاعر وبائع الكتب الأميركي بوسولاي مشروعا باسم «شارع المتنبي» بعد قليل من تفجير الشارع. واستضاف المركز العربي البريطاني في لندن بوسولاي الأسبوع الماضي في الذكرى السابعة للهجوم خلال معرض بعنوان «شارع المتنبي يبدأ من هنا». يضم المعرض 133 عملا مطبوعا باليد لفنانين من مختلف أنحاء العالم اختيرت لصلتها بمحاولات قمع حرية التعبير.
وكان «شارع المتنبي» الذي يحمل اسم الشاعر العباسي الكبير الذي عاش في القرن العاشر الميلادي مكانا آمنا، ومقاهيه مثل مقهى الشابندر مراكز للإشعاع الثقافي يتلاقى فيها المثقفون.
وقال بوسولاي خلال المعرض: «كان لديهم شعور حقيقي بالأمان في ذلك الشارع لكونهم محاطين بالآداب والكتب. كان أمرا غير منطقي لكنه حقيقة وواقع ملموس. كانت الفكرة السائدة هي لم قد يفكر أحد في مهاجمة شارع كهذا؟».
وذكر الشاعر الأميركي أنه شعر بوجود رباط خاص بينه وبين شارع المتنبي بعد الهجوم حيث عده عدوانا على الثقافة والفكر في كل أنحاء الدنيا.
وقال: «شعوري هو أنه في أي مكان يبدأ أحد في الكتابة عن الحقيقة أو يلتقط أحد كتابا ليطالعه.. من هناك يبدأ شارع المتنبي. ونحن نقف مع أي كاتب أو فنان يعيش في منطقة صراع، حقيقيا كان أم تصويريا، ويقمع فيها عمله بأي طريقة من الطرق أو يجبر على فرض رقابة ذاتية على نفسه».
بدأ مشروع شارع المتنبي بأمسية شعرية لتأبين ضحايا الهجوم على شارع المتنبي، لكن المبادرة اتسع نطاقها خلال السنوات السبع الماضية وشارك فيها ما يزيد على 450 أديبا وفنانا من دول مختلفة، منها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا وبلجيكا.
وجمع كل ما كتبه الأدباء المشاركون في المشروع في مجلد نشر عام 2012، كما عرضت مختارات من أعمال الفنانين المشاركين في معارض بمختلف مدن العالم.
وكان مشروع شارع المتنبي يسعى في الأصل إلى جمع 130 لوحة مطبوعة لمختلف الفنانين، وهو العدد الإجمالي للقتلى والجرحى الذين سقطوا في الهجوم في بغداد. ولما زاد العدد كثيرا عن ذلك أهدي أول 133 عملا إلى دار الكتب والوثائق الوطنية العراقية.
ولا يعرف العراقيون الكثير عن مشروع شارع المتنبي، لكن بوسولاي يتمنى التعريف به داخل العراق وتوجيه رسالة من خلاله عن تضامن المبدعين في العالم مع الشعب لعراقي أمام العدوان على تراثه الثقافي.
ساهمت الفنانة كاثرين كارترايت في مشروع شارع المتنبي بلوحة مطبوعة بطريقة انتاليو عنوانها «مقهى الشابندر في بغداد» تصور فيها داخل المقهى الذي ظل فاتحا أبوابه في شارع المتنبي 90 سنة. وقتل أبناء صاحب المقهى الأربعة وأحد أحفاده في انفجار السيارة الملغومة التي كانت متوقفة أمامه مباشرة.
وقالت كارترايت إن لوحتها تعبير عن الأمل لأنها تصور المقهى بعد إعادة بنائه
كاردينيا