قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(المسلم من سلم الناس من لسانه و يدهِ) صدق رسول الله
من هذا الحديث الشريف ننطلق ان اللسان هو سيف الانسان فكم منا من يحكمه لسانه وليس العكس
فالكلمه وان صغرت كان معناها كبيره عند الله فقد تهوي بنا الى اسفل السافلين وقد
تحلق بنا بعيداً فـ يا اخي احفظ لسانك ولا تتكلم بكلام لا منفعة منه
كنتُ قد قرأتُ قصة عن نبينا الشريف ان ام المؤمنين عائشة في يوم قالت لرسول الله كيف تحب صفيةٌ وهي قصيرة (اي تعيبها وهذا شئ فطري عند الضرائر ان تغار الواحده من الاخرى) .
فنهاها رسول الله عن كلامها واخبرها لو ان كلمتها لو مُزجت مع ماء البحرِ لمزجته
يالله وهي ام المؤمنين ولم تقلْ شيئاً عظيماً فما بالك نحن وقد اخذتنا السنتنا بعيداً الى حيث لا ندرك فكلنا من يتكلم كلام ولا يفهم معناه ولا مقصده وقد يكون مقصده مضيعة الوقت ليس الا
فيقول احد الصالحين وددت ان يكون للانسان رقبة كرقبة الزرافة حتى يفكر بالكلمه عند خروجها من قلبه قبل ان ينطق بها
فكم من كلمه طُلقتْ بها نساء ويُتم بها اطفال ودخل بها رجال السجن ظلماً وفُكت شراكةُ بين اثنين فأخي في الله اتقي الله في لسانك واتخذ مجالساً تفيدك في اخرتكـ لا دنياك
فيقول رسول الله (من كان يؤمن بالله واليوم الاخرِِ فليقل خيراً او ليصمت) صدق رسول الله
فان الكلمة ان خرجتْ من لسانك وسمعها غيرك واقتدى بها فلك نفس اجر او اثم من قالها عنك حسب الكلمه فما بالك بالحديث الطويل الذي لا فائدة منه ولا نفع
فان كان لك اولاد او اخ صغير فانت محاسبُ عليه لانه سيقتدي بك وبأخلاقك ويقلدكَ في كلامك وقد تكون انت قلتَ الكلمة من دون انتباه امامه فحين يقولها لا تسأله من اين لك هذا الكلام وانت علمته اياه فحينها سيكون جوابه انه سمعها منك انت
فكما قال رسول الله (كلكم راعً وكلكم مسؤول عن رعيتهِ) الى اخر الحديث صدق رسول الله
لا اريد ان اطيل عليك اخي المسلم فقد تكون ضجرتَ من كلامي ولكن الان وانت تقرأ كلامي هذا فكر في نفسك جيداً وحاول قدر الامكان الابتعاد عن الالفاظ النابية وان كانت في المزاح بين الاصدقاء
فان هذه الالفاظ قد تؤدي الى زوال الاحترام بينكم وان زال الاحترام زالت الموده وخسرت اصدقائك فلهذا فكر من الان في كلامي وخذه على محمل الجد وحاول ان تتغير وان تغير حتى تكسب اجر من غيرت
اخوكم الشاعر عبدالرحمن المشهداني