ما دفعني لإختيار الموضوع هو ما كتبه الأخ حازم البغدادي حول الشوق و التأمل
التعلم و التأمل
التعلم وحده لا يرقى بالناس و لا يجعلهم أفضل مما هو عليه أو أكثر حرية أو أكثر إنسانية
إن العلم يجعل الناس أكثر قدرة و أكثر كفاءة أكثر نفعا للمجتمع
أما التأمل هو جهد جواني للتعرف على الذات و على مكان الإنسان في العالم هو نشاط جد مختلف عن التعلم و جميع المعلومات عن الحقائق و علاقتها بعضها ببعض يؤدي التأمل الى الحكمة و الكياسة و الطمأنينة الى نوع من التطهير الجواني إنه تكريس النفس للأسرار و إستغراق في الذات للوصول الى بعض الحقائق الدينية و الأخلاقية و الفنية
في عصرنا هذا يتعلم الناس لكنهم كانوا في الماضي معتادين على التأمل
في الطبيعة نستطيع أن نكتشف العالم و الإنسان في حقيقة الأمر كل شيء يمكن اكتشلفه فيما عدا الذات الإنسانية أو الشخصية إنه فقط من خلال هذه الذات نتصل باللانهائي خلال الذات و من خلالها فحسب نشعر بالحرية و ندرك العالم الآخر الذي نشترك معه في ميراث واحد الإنسان وحده فقط يستطيع أن يشهد بوجود عالم الأرواح و الحرية وبدون الذات يستحيل أن نشهد عالما وراء عالم الطبيعة لأن كل شيء آخر بجانب ذات الإنسان هو وجود ظاهري
التأمل استغراق في الذات محاولة للوصول و اكتشاف هويتنا و حقيقة حياتنا و وجودنا فالتأمل لهذا السبب لا يحاول الإجابة على أسئلة عن المجتمع أو البشر إنه معنى فقط بالتساؤلات التي يضعها الإنسان أمام ذاته و إذا دققنا النظر في التأمل نجد أنه ليس وظيفة من وظائف الذكاء فالعالم و هو يصمم نوعا جديدا لا يتأمل إنما يفكر أو يدرس و يختبر و يقارن
أما الراهب أو الشاعر و المفكر و الفنان فإنهم يتأملون إنهم يحاولون الوصول الى الحقيقة الكبرى السر الوحيد الأكبر هذه الحقيقة تعني كل شيء و لا شيء كل شيء بالنسبة للروح و لا شيء بالنسبة لبقية العالم
من أجل ذلك كان التأمل نشاطا دينيا
الفرق بين العقل و التأمل عند أرسيطو هو الفرق بين الإنساني و الإلهي
علي عزت بجوفيتش
رئيس البسنة و الهرسك