رأيي في حَج الأنتخاباتبدعة إبتدعها السياسيون، إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجرٌ واحد !
يلحظ المتتبع للمراحل الأنتخابية السابقة والتي لمْ تؤتِي أكلها حتى اللحظة كيف يتحرك السيد المرشح وبكل نشاط ! فيغتسل ويعقد النية لأداء مناسك الأنتخابات مرتديآ البذلة الأنيقة التي لم يدفع ثمنها ورِباط العنق الشيك ! فتراه يطوف في أزقة المناطق عشرة أشواط ملّبياً:{ لبيــــــــــــــــــــــ ــك يامواطن } !!!!!
فإذا فرغ من طوافه يصلي خلف مقام الناس السذج ركعتين ونصف بخشوع وتذلل !ثم يسعى أحد عشر شوطآ بين الأنتهازية والتملق للناس بإعطاء وعود ما أنزل الله بها من سلطان! فإذا ماأنهى سعيه من بئر شيمتهم ليروي ظمأه بكم رشفة من مائهم الصافي أخذ يقصر ظفائر خطاه ليلعب دور الشخص العابد !ثم يقيم عند جبل مروءة الناس أيامآ وليالي طويلة حتى يظن الناس إنهُ {علي بن يقطين}
بعد ذلك، يجمع حصيات أصواته من مزدلفة الأنتماء الحقيقي للوطن قبيل الفجر ! وفي { منى } يمكث السيد المرشح نيف وبعضآ من الأيام يناغِم الناس بالحسنى، ويرمي جمار الأنانية والأبتعاد عن التعالي والأنزواء بشغف المنصب والجاه معاهدآ الحجيج {الناخبين} بالمضي قدمآ في تحقيق الهدف المنشود! وأخيرآ يذبح هديه بإعطاء المواثيق وتقديم قصارى الجهود لبناء دولة ترعى شؤون العوام من البُسطاء! وإذا ماظفر، ولّى هاربآ يتغنى بأهزوجة الوليد بن عبد الملك للقرآن :
{ هذا فراقٌ بيني وبينك }.
{ كبُرت كلمة تخرجُ من أفواههم إن يقولون إلا إفكا }
تعسآ لكل من لايفعل مايقوله قبل الأنتخابات بعد فوزه ويهجر الأحبة وهم مصدر النعيم !