محاولة هبوط روبوت على مذنب يتحرك بداخل المجموعة الشمسية بسرعة 150,000 ميلاً في الساعة هو ليس عملاً سهلاً على الإطلاق. ولكن، من يكلف نفسه عناء المحاولة الصعبة إذا كان بإمكانه إطلاق “حربة” قبالة هذا المذنب لتقوم بجمع العينات له من مسافة آمنة؟!. هذا بالضبط ما تحاول ناسا القيام به من خلال تصميمها الأولى لحربة “حربة الفضاء” التي يتم إطلاقها لجمع عينات التربة والصخور لمحاولة الإجابة عن تساؤل “كيف تشكلت الكواكب وكيف بدأت الحياة على كوكب الأرض”.
بتكلفة أقل بكثير من تكلفة إطلاق روبوت إلى أحد الكواكب أو المذنبات ومحاولة هبوطه بسلام، ستمكن هذه التكنولوجيا الجديدة وكالة ناسا من جمع بضعة كيلوجرامات من عينات التربة والصخور من على أعماق بضعة أمتار بمرونة أكثر.
الفكرة كالآتي: يتم وضع مجموعة من هذه الحراب على متن مركبة فضائية متحركة في إتجاه المذنب، ثم إستخدام السرعة التي تتحرك بها المركبة مع سرعة إطلاق الحربة لتصل سرعتها إلى حوالي 1 كيلومتر في الثانية مع ربطها في المركبة الفضائية. ونتيجة لسرعة الحربة تقوم بالهبوط لمسافة بضع مترات على المذنب لتجمع العينات المطلوبة ثم يتم سحبها بواسطة موتور ميكانيكي على مركبة الفضاء.
ومن المخطط إطلاق أول مهمة لهذه الحراب الجديدة على المسبار روزيتا في أغسطس القادم عندما يقترب المذنب “Churyumov-Gerasimenko”.