كتب بواسطة: الوكالات


الجمعية الطبية العراقية العالمية

بيان

خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأستحداث تسمية " طبيب تقني "
بسم الله الرحمن الرحيم
" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
صدق الله العظيم
قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخراً زيادة عدد سنين الدراسة للكليات التقنية في العراق من أربع الى خمس سنوات ليتأهل المتخرج تحت تسمية جديدة هي " طبيب تقني ".
لقد تفاجأنا كما غيرنا من المهتمين بالشأن الطبي العراقي بهذا القرار الغريب، الذي لا نعرف كثيراً عن أولوياته وما هي الأسباب التي ادّت الى أستحداث هذا اللقب / التسمية الغريبة والتي لم نسمع بمثلها في جميع دول العالم.
أن الجمعية الطبية العراقية العالمية لتعبّر عن خيبة الأمل لصدور مثل هذا القرار من دون الأستئناس برأي المتخصصين والأستشاريين في التعليم والتدريب الطبي . بالأضافة الى ذلك فأن الجمعية الطبية العراقية العالمية لتعبّر عن رفضها الكامل لمثل هذا التلاعب بالتعليم الطبي والصحي في العراق، والزج بالواقع الطبي العراقي المرتبك في دوامة التجارب الخطيرة ، ذات النتائج غير المحسوبة .
أن الواقع الطبي العراقي يعاني من أزمات عديدة ومزمنة وخاصة في مجال التعليم الطبي والتدريب الطبي . وما زال التعليم الطبي في العراق يعاني من غياب التوجه الواضح والأستراتيجية الواضحة المعالم. فنرى العديد من الكليات الوليدة والتي زاد عددها على عدد محافظات العراق بل أكثر من ذلك ، مع عدم وجود منهجية واضحة للتعليم الطبي في هذه الكليات ، بالأضافة الى غياب الكفاءات العلمية المتمرسة والمستشفيات المتطورة التي من الممكن ضمان خريجين على مستوى مقبول علمياً ومهنياً، كل هذا بالأضافة الى أختلاف المناهج العلمية من كلية الى أخرى .
ان محاولة الوزارة أعادة أختراع العجلة والقفز فوق التجارب العالمية في مجال التعليم الطبي، يؤشر حالة خطيرة من التخبط وانعدام التخطيط الواضح، وكذلك يؤشر أنعدام الكفاءات الاستشارية التي من المفروض ان تعطي الآراء العلمية الدقيقة في مثل هذه القرارات.
ان أستحداث مثل هذه المسميات التي لا يوجد لها مثيل في دول العالم ستؤدي الى عواقب وخيمة في الواقع الطبي العراقي، ومن ابرز هذه العواقب:
1/ تفاقم الأرتباك والألتباس التي يعاني منها المواطن العراقي . ففي الوقت الحاضر تنتشر في العراق مختلف التسميات التي تدّعي الطب والتطبيب، فمن دجّالي الأعشاب الى محتالي الحجامة ومشعوذي الدين وغيرهم الكثيرين الذين يتلاعبون بمصائر الناس من غير رقيب وحسيب . وهاهي وزارة التعليم تضيف تسمية اخرى لتزيد من معاناة الناس .
2/ أن أستحداث هذه الألقاب لأجل الألقاب فقط لاغير ، لا يضيف اي قيمة علمية واضحة للواقع الطبي . أذ أن هذا سيؤدي الى تداخل غير مسبوق بالمسؤوليات بين الاطباء و " الأطباء التقنيين" مما يؤدي الى فوضى في العمل وتشتيت للموارد البشرية .
3/ أن هذا القرار سيعمّق من مشكلة العراق المزمنة المتمثلة بهجرة العقول والكفاءات الطبية والعلمية وذلك لان هذا القرار سيؤدي حتماً الى بخس حقوق ذوي الكفاءات المعنوية ويقلّل من مكانتهم الاجتماعية .
4/ ان الدراسة في الكليات الطبية ولمدة ست سنوات وما يليها من سنين طويلة للتدريب الطبي ليست وليدة الصدفة ، بل هي نتاج بحوث وتجارب عالمية وعلى مدى عقود من الزمن ، والغاية منها هي العناية بالمريض بمستويات عالية تضمن للمريض افضل النتائج . وعلى هذا الأساس لا يمكن لنا ان نجعل من مرضانا ساحة للتجارب الغريبة والتي لايوجد ما يبررها علميا.
بالأضافة الى ما تقدّم ، فان هناك العديد من الأسباب التي تدعونا لرفض هذا القرار،ومحاولة الحيلولة دون تطبيقه .

ان الجمعية الطبية العراقية العالمية مع كل ما من شانه تطوير الكفاءات الطبية والصحية العراقية ، وقد خطت جمعيتنا خطوات كبيرة في التواصل مع المؤسسات الطبية والصحية العراقية وقدمت الكثير من خلال المؤتمرات والورش التدريبية والكورسات العلمية التي أقامتها الجمعية في مختلف محافظات العراق وعلى مدى السنين الماضية . وأننا نعتقد بان تطوير الملاكات الطبية والصحية العراقية يتم عن طريق تحديد المسؤوليات والتدريب الهادف والمركّز على أداء هذه المسؤوليات بالطرق المثلى . وكذلك فان تطوير الملاكات الصحية يتم عن طريق فسح المجال لهم بالدراسات العليا من الماجستير والدكتوراه كما هو معمول به في العالم المتطور ، وليس عن طريق أستحداث ألقاب ومسميات لا تضيف الى العملية الصحية سوى الفوضى والارتباك.
اننا نأمل من رؤساء الجامعات وعمداء كليات الطب والأكاديميين في العراق وخارج العراق الى رفع أصواتهم ومعارضة هذا القرار والأمتناع عن تطبيقه.
كما اننا كلنا أمل ان تعيد الوزارة النظر في هذا القرار متمنين ان ينظر الأستاذ وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تطبيق هذا القرار لما عرف عنه من مهنية وعلمية توجب عليه ألغاءه.
كما أن لنقابة الأطباء العراقية دورها المهم في الحيلولة دون أنحدار مستوى الخدمة الطبية في العراق الى مستويات هابطة غير مقبولة لا تليق بمكانة الوطن الحضارية.وعليه فجمعيتنا الطبية العالمية ومن خلال كافة أعضائها إنما تناشد النقابة ومجلسها الموقر بالعمل الجاد لوقف تنفيذ قرار أطلاق أسم طبيب تقني على خريجي كليات تقنية غير طبية.
والله من وراء القصد.

الدكتور مؤيد اسماعيل عزيز

رئيس الجمعية الطبية العراقية العالمية

كاردينيا