كتب - أيمن صبري:شاءت الأقدار والظروف المحيطة بتلك المباراة سواء ما قبل بدايتها أو أثناء سير أحداثها أن تكون شاهداً على أولى نجاحات الفرعون الذهبي المصري مع فريقه الانجليزي تشيلسي، ذلك بعدما استطاع أن يختتم نصف درزم أهداف لـ"البلوز" في مرمى "الجنرز" آرسنال .وبالرجوع بالزمن قليلاً إلى الوراء وبم أن النجم المصري كان اختيار المدير الفني البرتغالي لنادي تشيلسي الانجليزي، فلابد أن يذكر كذلك أنه لم يكن يوماً خياره الأول ضمن التشكيل الأساسي في أي مباراة خاضها الفريق الانجليزي بالدوري المحلي.وقد فسر جوزيه مورينيو ذلك مراراً مبدياً في أول الأمر إعجابه الشديد بالشاب صاحب الواحد والعشرون عاماً القادم من سويسرا رأسا إلى قلعة "ستامفورد بريدج" ومستشرقاً بمستقبله المليئ بالنجاحات سواء داخل أروقة الدوري الانجليزي أو خارجه، إلا أنه أعزى عدم استخدامه كعنصر أساسي بالفريق لأسباب تتعلق بالتأقلم على أجواء اللعب بالدوري الأكثر إثارة وندية في العالم.وكانت أقدام اللاعب محمد صلاح قد وطأت عشب الدوري الانجليزي للمرة الأولى في الدقيقة الـ78 من عمر مباراة نيوكاسل ضمن فعاليات الجولة الخامسة والعشرون من الدوري الانجليزي، وكاد الفرعون المصري أن يسجل في أكثر من مناسبة في تلك المباراة التي انتهت لصالح البلوز 3-0.وتكررت مشاركة صلاح للمرة الثانية على التوالي في مباراة فريقه أمام ويست بروميتش حيث حل بديلاً للاعب راميريس في الدقيقة الـ89 والثمانون من عمر المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، ولم يستطع المصري في المباراة أن يمد يد العون لفريقه نظراً لضيق الوقت الذي شارك فيه.ومنذ تلك المباراة غاب محمد صلاح عن الأنظار وظل حبيس مقاعد البدلاء الأمر الذي أزعج عشاق اللاعب بالوطن العربي ودفعهم للتساؤل عن مدى إمكانية بقاء اللاعب في تشيلسي على هذه الوضعية وهو الذي أتى نجماً ساطعاً متوجاً كأفضل لاعب في الدوري السويسري.وفي المباراة الأخيرة للبلوز تشيلسي بالدوري المحلي أمام أستون فيلا والتي هزم فيها بهدف بدأ القدر يضرب ضرباته ويفتح للاعب المصري أبواب المشاركة كأساسي على مصاريعها، ولم لا وقد تم إقصاء جناح الفريق الأيسر ويليان عنصر مورينيو المفضل في المركز الذي يهواه صلاح ويجيد فيه وبات المركز ينادي على لاعبه.وبدأت أحداث المباراة بمشاركة احتياطية لمحمد صلاح الأمر الذي أثار غضب الملايين من عشاق الكرة العرب الذين كانوا يتوقون إلى رؤية لاعبهم في أول مباراة كأساسي ولكنهم لو كانوا يعلمون ما يحجبه القدر عنهم لقبلوا الواقع، فقد سارت المباراة بشكل أفضل من رائع لصالح البلوز الذين استطاعوا أن يسجلوا خمسة أهداف دفعة واحدة في مرمى الجنرز الذين عجزوا حتى عن الوصول لمرمى تشيك ولو لمرة واحدة.ومع بلوغ المباراة دقائقها الـ67 حل محمد صلاح بديلاً للبرازيلي أوسكار، وبعد دقائق ثلاث من المشاركة طلب صلاح من الصربي نيمانيا ماتيتش أن يرسل الكرة إلى نطاق التسجيل ولم يتوانى اللاعب الصربي عن الاستجابة، واستناداً إلى السرعة الفائقة استطاع السهم المصري المنطلق أن يتخطى مصيدة التسلل بنجاح متقدماً نحو البولندي وجييش تشيزني ومنفرداً به وفي اللحظة المناسبة سدد صلاح الكرة ما بين القدم واليد اليمنى للحارس منهيا حفلة الأهداف الستة.وبعد الهدف مباشرة حولت الكاميرات التلفزيونية وجهتها من اللاعب الذي احتفل بهدف بسجدة شكر لله في قلب قلعة تشيلسي نحو مديره الفني ومعلمه الذي بدت لغة جسده توحي بفوزه بالرهان الذي وضعه على اللاعب المصري المتألق، وهو ما رآه البعض الكثير بداية لسلسلة نجاحات ربما لن تنتهي قريبا للاعب مع ناديه.