فرانكو هو سبب الشقاق والنزاع الذي صبغ الكلاسيكو
يستضيف فريق ريال مدريد على ملعبه سنتياجو برنابيو فريق برشلونة في إطار الجولة 29 من الدوري الإسباني حيث يدخل الريال المباراة متصدراً برصيد 70 نقطة في حين يملك برشلونة 66 نقطة في المركز الثالث ويتحتم عليه الفوز بالمباراة إذا ما أراد تقليص الفارق والبقاء في أجواء المنافسة.الجنرال فرانشسكو فرانكو.. إسم مألوف جداً بين مشجعي ريال مدريد وبرشلونة ويكاد يُذكر إسمه عند كل مواجهة كلاسيكو حيث فرض هذا الدكتاتور إسمه وبقوة على أجواء كرة القدم الإسبانية لتجاوزاته الكبيرة ودعمه اللامحدود لفريق ريال مدريد على حساب برشلونة بالذات.. فهو الذي خلق العداء والشرخ في الكرة الإسبانية وجعل من لقاءات الكلاسيكو تأخذ طابعاً سياسياً وثأرياً أكثر منها كروياً.قبل فرانكو كانت لقاءات الكلاسيكو تسير في إطارها التنافسي الشريف بعيداً عن الأحقاد السياسية والطائفية.. فرانكو هو من غذى بذور الشقاق والعداء لتنمو مع الزمن ويصبح الكلاسيكو أكثر بكثير من مباراة كرة قدم.. فهو بات صراع تاريخ وهوية ولغة.في هذا التقرير نلقي الضوء على دور فرانكو في تحويل الكلاسيكو من مباراة كرة قدم إلى معركة وجود وتاريخ.
قبل تولي فرانكو مقاليد الحكم في إسبانيا عام 1936 كانت مباريات الكلاسيكو تُقام في أجواء رياضية جميلة وبعيدة عن التعصب الأعمى وكان غالباً ما يحضرها ملك إسبانيا (الملك ألفونسو) في تلك الفترة للاستمتاع بتلك الأجواء والتي تجمع أبناء طوائف البلد الواحد.
تاريخياً.. أقيم أول لقاء جمع ريال مدريد وبرشلونة في 13 من مايو من عام 1902 واستمرت اللقاءات تُقام في ظل من السلم والوئام حتى منتصف ثلاثينات القرن الماضي عندما انتصر الجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية وبسط سيطرته على البلاد.
حينها قام بمحاولات عديدة لطمس الهوية الكتالونية وجعل من إقليم كتالونيا وشعبها هدفاً له محاولاً إخضاع هذا الإقليم تحت سيطرته بالقوة.. وأول ماقام به هو منع استخدام وتعليم اللغة الكتالونية مما أثار حنق وغضب شعب كتالونيا.
بعدها قام بإلغاء المجالس المحلية في إقليم كتالونيا وألغى برلمانها وأي شيء يُمثل نوعاً من الإستقلال وألحق كل إداراتها بالحكومة المركزية في مدريد.
لم يتوقف فرانكو عند ذلك فحسب.. بل قام بقتل وإعتقال كل الشخصيات البارزة والقيادية في إقليم كتالونيا حتى أنه قام باعتقال رئيس برشلونة في تلك الفترة (جوسيب سانيول) وإعدامه دون محاكمة وتعيين رئيس جديد لبرشلونة يدين بالولاء لفرانكو.. وسانيول كان يُمثل أحد الشخصيات السياسية البارزة في كتالونيا وقتها.
الجنرال فرانكو كان يرى بأن نادي برشلونة يُمثل كيان النزعة الإنفصالية لإقليم كتالونيا في حين كان يرى بأن نادي ريال مدريد يُمثل كيان الوحدة الوطنية لذلك حاول جاهداً تحطيم أي رمز لكتالونيا وكل الطرق كانت مباحة بالنسبة له.
زمن حكم فرانكو الذي امتد من عام 1936 حتى وفاته عام 1975 ولّد الحقد والضغينة عند كل كتالوني على أي شيء يرمز إليه وكان بالطبع نادي ريال مدريد أحد أبرز هذه الرموز ومع مرور الزمن تحولت مباريات كرة قدم “بريئة” إلى ساحة معركة يحاول كل فريق من خلالها إثبات شخصيته وقوته على الاَخر.
كل تلك العوامل أدت إلى توليد حالة من الضغينة في قلوب الكتالونيين ومع مرور السنوات أصبح من الصعب أن يعود الكلاسيكو بريئاً كما كان.
بعد وفاة فرانكو أعادت الحكومة المركزية في مدريد بعضاً من الحقوق المسلوبة لإقليم كتالونيا حيث سمحوا لهم باستخدام اللغة الكتالونية وتعليمها في مدارسهم وسمحوا لهم بتكوين مجالس حكم ذاتي محلية وبرلمان خاص بالإقليم إلخ.
إذاً.. ما نعيشه من حُمى كروية وتعصب أعمى في كل مباراة كلاسيكو يعود سببه إلى دكتاتور أراد إجتثاث حقوق شعب هو أحد مكونات النسيج الإسباني.
لكل ما سبق نستطيع القول بأن فرانكو كان اللاعب رقم 12..!
رد مع اقتباس