نظمت منظمات مدنية محلية في البصرة، السبت، وقفة على ضفاف شط العرب لمطالبة الحكومة بالتعامل بجدية مع أزمة شح وملوحة المياه، والتحرك باتجاه إقناع الحكومة التركية بعدم المضي في مشروع بناء سد (أليسو) على نهر دجلة.
وقال ممثل حملة حماية نهر دجلة والأهوار في البصرة عباس كاظم رباط في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الوقفة التي نظمتها منظمات مدنية محلية بمناسبة اليوم العالمي للمياه وشارك فيها العشرات تهدف الى مطالبة الحكومة العراقية بايجاد حلول استراتيجية لأزمة شح المياه، خاصة في ظل وجود دراسات ترجح تفاقمها في الأعوام المقبلة"، مبيناً أن "البصرة هي المحافظة الأكثر تضرراً من أزمة المياه، وسكانها يعانون بشدة من ملوحة وتلوث مياه شط العرب".
ولفت رباط الى أن "عدم احترام دول الجوار المتشاطئة مع العراق لحقوقه المائية تعد من أهم أسباب الأزمة"، مضيفاً أن "الحكومة العراقية ينبغي أن لا تدخر جهداً في سبيل إقناع الحكومة التركية بإيقاف بناء سد (أليسو) لأنه سيعود على العراق بعد تشغيله بأضرار بيئية فادحة ومعاناة إنسانية كبيرة".
بدوره، قال الناشط في جمعية الفردوس العراقية اياد كاظم الناصر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الرسالة المتوخاة من الوقفة تشمل مطالبة الحكومة بالتعامل بمنتهى الجدية مع أزمة المياه في العراق"، معتبراً أن "ما يقلقنا كناشطين ان الجهود الحكومية لم ترتق لغاية الآن الى خطورة الأزمة الناجمة عن شح وملوحة وتلوث المياه، وخاصة على مستوى البصرة".
يشار إلى أن محافظة البصرة تتعرض في كل فصل صيف منذ عام 2007 إلى شح حاد في المياه الصالحة للري والاستخدامات المنزلية بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تغلغل اللسان الملحي (الجبهة المالحة) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الوافدة عبر دجلة والفرات، وقطع إيران لمياه نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها، علاوة على إنحباس الأمطار في المواسم السابقة.
وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، وماضاعف من معاناة السكان والأضرار البيئية تعرض المحافظة في الشهر الماضي وللعام الثاني على التوالي الى موجة ملحية قادمة من أهوار ذي قار، وقد هزت الموجة بعنف الواقع الزراعي في المناطق الواقعة شمال المحافظة، بعد أن كان وضعها الزراعي أفضل نسبياً، كما أدت الأزمة الى تفاقم معاناة سكان مركز المحافظة (مدينة البصرة) وناحية الهارثة وقضاء شط العرب، لان المياه الواصلة الى بيوتهم تبدو أكثر ملوحة من مياه البحر، ولا توجد في المحافظة محطات حكومية لتحلية المياه، فالمحطات المتوفرة قادرة على تصفية المياه دون تحليتها، ومن ثم تضخها الى المناطق السكنية عبر شبكات أنابيب معدنية متهاكلة