دارفور منطقه كبيرة المساحة كانت فى الماضى مملكه ثريه دخلها الاسلام فاعتنق اهلها الاسلام وكانو فى بداية القرن الماضى يسيرون قوافل الطعام لارض الحرمين فى ما عرف بمحمل السلطان على دينار ..ورغم تأثر مناطق دارفور وكردفان بالإسلام، فقد ظلت كثير من قبائلها متمسكة بعرقيتها وثقافتها ولهجتها المحلية رغم أن تأثرها بالإسلام كان كبيراً ولكن تأثرها بالعروبة كان أقل، شأنهم في ذلك شأن قبائل البجة والنوبة في شمال السودان.
هذه الخصائص انعكست سلباً على مناطق دارفور حيث انقسمت المجموعات السكانية فيها في الوقت الراهن إلى مجموعتين هما القبائل العربية وهم العرب الرحل، وقبائل (الزرقة) كما يطلق عليهم اصطلاحاً في ولايات دارفور أو أهل الحواكير أو الديار وهم مستقرون، كما يطلق عليها اصطلاحاً تصارعت فيما بينها حول موارد الرعي، مما كان لها آثارها السالبة على علاقات السودان الخارجية والأوضاع الداخلية، وهنالك مجموعة رابعة صغيرة استوطنت دارفور وأواسط السودان وهي مجموعة غرب أفريقيا والتي كانت في طريقها إلى الحجاز عبر دارفور، فطاب بها المقام وأصبحت جزءاً من التركيبة السكانية السودانية، ومنذ القرن الخامس عشر لم يكن هنالك هجرة واسعة للعرب إلى السودان باستثناء الرشايدة والزبيدية في القرن التاسع عشر.
ضرب الخلل مابين الاحتياجات الضخمة لإنسان وحيوان دارفور والموارد الشحيحة التوازن النسبي الذي كان قائماً في دارفور حتى في ظروف الشدة النسبية، الفارق ما بين الاحتياجات والموارد دفع المزارعين الذين لا ينتمون إلى إثنية بعينها والرعاة الذين أيضاً لا ينتمون إلى عرقية محددة إلى صراعات ونزاعات حول موارد المياه والأرض الصالحة للزراعة منذ أمد بعيد، قد ينشأ نزاع مسلح بين قبيلتين أو عدة قبائل تنتمي إلى عرقية بعينها أو عرقيات متعددة، فالصراع هنا حول المياه والعشب ولم يأخذ الطابع العرقي أو الإثني، وفي حالة حدوث صراع من مثل هذا النوع، فقواعد العرق والضبط القبلي كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها في وقت وجيز عن طريق التعويضات ودفع الديات.عاشت دارفور فى سلام لزمن طويل نسبيا ولكن مؤخرا اصبحت ساحه من ساحات الاحتراب والقتال
التعايش والتكامل البيئي والاقتصادي والاجتماعي بين الواحة والبادية في دارفور يشير إلى التوازن النسبي الذي كان سائداً بين المزارعين والرعاة
هذا التعايش والتكامل البيئي والاقتصادي والاجتماعي ما بين المزارعين والرعاة الذي تتميز به دارفور دون ولايات السودان المختلفة أطلق البعض عليه تكامل (الواحة والبادية)، المقصود بالواحة منطقة جبل مرة التي يقطنها بصفة أساسية قبائل الفور الذي اتخذ الإقليم اسمه من اسمهم، المقصود بالبادية صحارى شمال دارفور التي يسكنها رعاة الإبل ويطلق عليهم (الأبالة) وصحارى جنوب دارفور التي يسكنها رعاة الأبقار ويطلق عليهم (البقارة)، والتعايش والتكامل البيئي والاقتصادي والاجتماعي بين الواحة والبادية يشير إلى التوازن النسبي الذي كان سائداً في دارفور بين المزارعين والرعاة، فقوام الحياة في دارفور منذ مئات السنين كانت تكفله زراعة هضبة جبل مرة المطيرة والخضراء دائماً وتربية الإبل والأبقار في البادية المحيطة بها، وقد قام بين الواحة الكبيرة والبادية الأكبر تكامل بيئي اقتصادي، فالمزارعون ينتجون للرعاة في أراضيهم المرعى لحيواناتهم وتوفير المياه لقطعانهم من آبارهم بعد حصاد محاصيلهم وحتى قبل موعد هطول الأمطار، بالمقابل الرعاة يقومون بتربية حيوانات خاصة بالمزارعين في قطعانهم، ومع هذا التكامل كان يوجد صراع محدود حول موارد المياه والمراعي الزراعية، وقد ظل التوازن النسبي ما بين الاحتياجات والموارد قائماً...ثم ادى شح الامطار لظهور النزاعات التى بدأت نزاعات قبليه على الموار ثم دخل الشأن السياسى لتأخذ القضية مسارا اخر