تكَاد تنفجرُ ضَحِكاً على كبريائهِ اللطيفْ، يجعل نفسَه منتفخاً كبالونٍ ضخمٍ بينمَا لمسةٌ من إظفرها الصّغير تجعله ينفجر، يروقها مزاجُه الصّعب لكنها تتقنُ ترويض الرؤوسِ المتيبّسة كلعبةٍ تمارسُها في أوقاتِ الفراغ، هوايتهَا الأكثر جنوناً العبثُ فيْ دواخلِ الآخرينَ بطريقةٍ تجعلهمْ يعتقدونَ أنهمُ العابثون،! “فلنستمتع أكثر ياسيّدي” . . كانت تودّ لو تقولها لهُ لتشحنَ عينيهِ بأقوى شحناتِ الاستفزازْ، تحبّه غاضباً متحفزاً متعصباً لكاتبهِ المفضل وشركته الأثيرة، التعصّب لشيءٍ ما يمنحكَ الفرصة لاقترافِ الولاءِ والبراءِ بقالبٍ مثيرْ، صرختكَ حين يفوز فريقك المفضّل تعادل ألف سنةٍ من الهدوء والرّتابة . .
ثلاثُ ليالٍ تعنيْ التعلّق> أسبوعٌ يعنيْ المودّة> أسبُوعان تعني أنْ لاشيءَ يحدُث. _ إلا أنه لم يكملُ يومَهُ الرابع صَائماً عنها، تشفقُ عليه من الجُوع، من إدمانهَا الجحيميّ، من ثقبٍ في قلبِه يتطلّبُ تدخلها المزمنَ لن يَستطيعَ -بدونها- لهُ ردما، من لعنةٍ تقع عليهِ من أعلىْ السماواتِ تتشكّل على هيئَة أنثى ضاحِكَة !
لابدّ أن تعترفَ أنها مختلّةٌ/مختلفةٌ عقلياً بشكلٍ لايلحَظه الكلاسيكيونَ منَ البشر، أنّ قوىْ نووية وشياطينُ بطرازٍ ناريّ تسكنُ داخل رأسِها، مذ رمَت العالم بمن فيه عرضَ الحائط وهيَ تفعلُ مايروق لها لاأكثَر، مايروقها يبدو مُخيفاً نوعاً ما، أقوىْ درَجات السخريَةِ أن تعبثَ بمَخاوفك، لاتثق بنفسِها وإلىْ أين ينتهيْ الطريق الطويل، إلا أنها قرّرت قطع هذهِ المسافاتِ كنزهةٍ بريّة دُون أنْ تخشىَ احتماليّة السقوط . . لاوجودَ للاتجاهاتِ فالسّقوط مجرّد انجرافٍ نحوَ جاذبيّة الأرضِ/الروحِ ثمّ احتضانها بسَلام.