سبق وأنْ فكرتَ ماالذي يمنعك لتصبح مجنوناً؟ هل أنت محميٌّ من فقدان عقلك،؟ ماالذي يجب ان تفعله كي تمسك بذلكَ الشيء الهلاميّ داخل رأسك كيْ لايصبح عديم الفائدة،؟
أيها المهووسُ بالأفكار إنّ الجنون حالةٌ ينحصر بها العقل في فكرةٍ معيّنة ينغمس في عقر دارها ثمّ يدور حولهَا ولايستوعب عداها من الأحداث التي تكون في العالم الخارجي، العالم البعيد جداً، حدّ أنك لاتسمعه ! تصبح مهووساً بفكرة البصر في عينيك وحدها دون عناء تركيب ماترَى على هيئة أجسادٍ محدّدة وتصنيفها أو حتّى إطلاق الأسماء اللعينة عليها، أن يتّحد مايجري داخل رأسك مع فيزيائية الأشياء حولك في حالةٍ بلاهةٍ لاأحد يستطيع القول أنها تخلو من العبقريّة،! أن ينظر لكَ الآخرينَ بطريقةٍ لاتكلف نفسك عناء البحث عن ماهيتها لأنهم العنصر الأكثر إزعاجاً في حياتك،! أن تصبح مجنوناً لايعني أن تخرج حافياً وتبدو رثاً وتأكل بطريقةٍ مثيرةٍ للاشمئزاز، ربّما أنت في أقصَى مراحلِ الجنون الآن دون أن تعلم، وأنتَ بكاملِ هندامك وصفاء تفكيرك الزجاجيّ الأملس جداً حدّ أنه يعكسك على سطحه، الأشياء الملساء وحدهَا تعرّضك للانزلاق !
هل سبق وفكرتَ في ذلك يوماً ما؟ حسناً، يسعدني إخبارك أنكَ أصبحتَ مؤهلاً للجنونِ في أيّ لحظة.