بسم الله الرحمن الرحيمومن درر كلام وأقوال سيدنا الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) التي نستحضرها هي قوله (ما خدعتك الدنيا ولكنك مغرم بها) ثم يعقب الإمام (عليه السلام) بقوله (فهل خدعك قبر أبيك مع ما فيه من العبرة والموعظة)؟!.
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين
لم تخدعك الدنيا، ولكنك ولعت بها
ونحن نقول إن لم ترد لنفسك العظة والعبرة فهذا شأنك، ولكن هل ترى ان أطلال الدنيا وخرائبها هي التي خدعتك؟ أم أن المنازل المعطلة التي فارقها أصحابها ورحلوا عنها هي التي غررت بك؟ أم أن الجنائز التي تمرّ بك كل يوم وترفع لك إعلانات الموت القادم، ولوحات الدعوة إلى الحضور والمشاركة في مراسم قراءة الفاتحة على أرواح الأموات هي التي مكرت بك؟ أم انك أنت الذي خدعت نفسك وغررت بها وأنت تمر على جميع تلك المظاهر الملئى بالعبر والمواعظ والانذار والاخطار ولكنك لا تعرها شيئاً من اهتمامك؟!
ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد أسمعت لو ناديت حيّاً
لقد مررت قبل حين بامرأة مسنّة قد أحنى الدهر ظهرها وأضحى وقوفها يقارن الركوع، فسألتني قائلة: ادع الله تعالى أن يعجل بموتي!! فتساءلت قائلاً مع نفسي (هل أن هذه الخاطرة قد خطرت في بال هذه الامرأة حينما كانت شابة وتمنّت مثل هذه الأمنية.!) بلى، لقد ساقها الدهر إلى حال فقدت فيه من عوّلت عليه أن يأخذ بيدها ويقودها ان صار بها الحال إلى ما آلت إليه. فيا أيها الناس خذوا حذركم واعلموا أن الشباب لا يبقى وأنّ كل شيء قد عدا مسرعاً نحو الزوال والفناء.