طالب كريس هيوز أحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أثناء تقديمه ورقة عمل في منتدى جدة الاقتصادي في الجلسة الختامية، اليوم الخميس، أقرانه الشباب من السعوديين بـ”التوقف عن تقليد الأوروبيين والأميركان”، والاحتفاظ بهويتهم التي تميزهم عن الآخرين، وأضاف: “ليس كل ما يطبق في أميركا و أوربا ينفع تطبيقه في السعودية، فلكل مجتمع عاداته وخصوصيته”. وأكد كريس: “السعودية لديها ثقافتها وعادتها الخاصة، شأنها في ذلك شأن أي بلد آخر، وخلال زيارتي للمملكة لاحظت تطور السعودية في التقنية والخدمات الإلكترونية، وشاهدت الكثير من الجهات دخلت في مسار التقنية، لذا أنصح الشباب أن يشارك في التطوير التقني والاستفادة من الخدمات، التي تقدمها الحكومة عبر إنشاء مشاريع ومؤسسات تقدم الخدمات التقنية”.
وأضاف هيوز: “التقنية أثرت على طلب اليد العاملة في السعودية، شأنها شأن كل دول العالم، لذا على السعودية والدول التي تملك اقتصادا قويا، البحث عن مشاريع جديدة متطورة تحتاج لسواعد عاملة بمختلف التخصصات، حتى يتم سد ثغرة الزيادة المطردة في الأيدي العاملة، ويمتص البطالة الحالية، ولابد أن تكون من المشاريع التي تؤدي إلى خدمة التنمية”.
وفي حين كان هيوز يسترسل قراءة ورقة عمله، كانت الردهة الرئيسية مليئة بالسعوديين والسعوديات، الذين كانوا يتابعون كل حركة وحرف له، خصوصاً وأنه أحد عرابي ما بات اليوم جزءاً من حياة بعضهم وهو موقع الـ”فيسبوك”، إضافة إلى ما كان يطلقه الإعلام الأميركي عليه بأنه “الشاب الذي أتى بالرئيس أو الفتى الذى جعل أوباما رئيسا”، وذلك حين ترك “فيسبوك” في مطلع العام 2007 م، واتجه للعمل لصالح مرشح الرئاسة وقتها باراك أوباما، من خلال إنشائه موقع أوباما للتواصل الاجتماعى على الإنترنت فى حملته الانتحابية التاريخية العام 2008 م.
كما طالب هيوز ابن الـ 30 ربيعاً، شباب الأعمال السعوديين بتجربة نظام الامتياز التجاري أو ما يعرف بالـ “فرنشايز”، قبل البدء في إطلاق مشاريعهم الخاصة، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية الاستثمار في المشاريع التقنية، والدخول في مشاريع صغيرة تخدم المنشآت العملاقة، وتهدف ضمن سلسلة متكاملة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة. وشدد هيوز على أن “توفر المال” و “السيولة النقدية” مع التطور العلمي يساعد الشباب على الإبداع، ويدفعهم لإنشاء شركات متطورة وأفكار جديدة،
وأضاف: “المال لا يصنع المشاريع، بل الفكر هو الذي يصنعها، صحيح أن المال يساعد فقط على قيام المشاريع وتحقيقها، لكنه ليس كل شيء”. وفي مشروعه الثالث تطلع كريس هيوز إلى الإعلام القديم، عندما قرر أخيراً خوض تحدٍ جديد عبر شرائه لمجلة “نيو ريبابليك” الورقية التي أصبح رئيساً لتحريرها أيضاً، وأحدثت الصفقة المفاجئة حينها “ضجة” محدودة في أروقة السلطة والمال في واشنطن ونيويورك.