انطلقت في مدينة السليمانية،(364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، اليوم الخميس، احتفالات أعياد نوروز، بمشاركة الكثر من الزوار من خارج المحافظة لاسيما من مناطق وسط العراق وجنوبه، وسط دعوات بأن يحل السلام والاستقرار أنحاء العراق.
فقد شهد السليمانية، مساء اليوم، إيقاد شعلة نوروز، في شارع سالم، وسط المدينة، وإطلاق الألعاب النارية، وإقامة الحفلات الغنائية، بمشاركة جماهيرية غفيرة، سواء من أبناء المحافظة أم خارجها لاسيما مناطق وسط العراق وجنوبه.
وتقول المواطنة من أهالي السليمانية، آشتي لطيف، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأهالي تعودوا سنوياً على الاحتفال بأعياد نوروز والحضور إلى شارع سالم للمشاركة بمراسيم إيقاد الشعلة"، مشيرة إلى أن "السنوات الأخيرة، كما عام 2014 الحالي، شهدت تزايد عدد الزوار من خارج المحافظة لاسيما من وسط العراق وجنوبه، الذين يشاركوننا أفراحنا بالمناسبة".
وتمنت لطيف، أن "تكون السنة الكردية الجديدة زاخرة بالخير والسلام على إقليم كردستان بخاصة والعراق بعامة"، ودعت السياسيين في بغداد وأربيل إلى "حل المشاكل العالقة بين المركز والإقليم لتستقر البلاد وينعم الجميع بخيراتها".
من جانبه قال المواطن محمد علي، وهو من ديالى، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الاحتفالات بعيد نوروز تبعث على البهجة والحبور لما تتسم به من جمالية وعفوية"، مبيناً أن "الدبكات الكردية وتنوع الفعاليات والأزياء وألوانها الزاهية كانت مدهشة لاسيما أننا نشاهدها على الطبيعة لأول مرة".
وأعرب علي، عن أمله أن "يعم السلام والاستقرار مناطق العراق الأخرى لاسيما محافظة ديالى لتشهد فعاليات مماثلة".
إلى ذلك قال المواطن الموصلي، أسعد حسين، في حديث إلى (المدى برس)، إن هذه هي "المرة الثالثة التي أشارك فيها باحتفالات نوروز، التي تشكل فرصة جيدة للترفيه والخروج من الروتين"، لافتاً إلى أن "السليمانية تتيح ممارسة العديد من الفعاليات الترفيهية والسياحية بسبب جمال طبيعتها وما شهدته من مشاريع خلال السنوات الأخيرة".
وتتضمن احتفالات نوروز للعام 2014 الحالي، في السليمانية، العديد من النشاطات منها معارض فوتوغرافية وتشكيلية، تعكس تاريخ المدينة وطبيعتها وفولكلورها.
وقالت المشاركة في إحدى تلك المعارض، وتدعى ئاشنا سردار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المعرض يضم الأدوات التي كانت مستعملة قديماً في الزراعة وإعداد الطعام، فضلاً عن الاثاث المنزلي والسجاد"، مبينة أن "المعرض يضم ايضاً صور من الفلكلور الكردي كإعداد الخبز على الصاج والمأكولات القديمة والأزياء بحسب مناطقها لتذكير الأجيال الجديدة وتعريف الزوار بالفلكلور الكردي".
ويحتفل الكرد في 21 من آذار سنوياً بعيد نوروز الذي يعد عيداً قومياً وتاريخياً وتعبيرا عن "الحرية والتخلص من الظلم"، إضافة إلى أنه يمثل رأس السنة الجديدة في التقويم الكردي المعتمد منذ نحو 27 قرناً.
ويرتبط عيد نوروز بأسطورة كردية قديمة تروي أنه كان هناك ملك ظالم اسمه ازدهاك (الضحاك) يقتل أبناء الشعب، وفي هذا اليوم تمكن شخص كردي يدعى كاوا الحداد من قتله وإنقاذ الشعب من ظلمه.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة أخذ العراقيون من مختلف القوميات والطوائف يشاركون في هذه الاحتفالات ويوقدون شعلة نوروز ليس في المحافظات الشمالية فحسب، بل في مختلف أنحاء العراق.
وتحيي الكثير من بلدان الشرق الأوسط أعياد النوروز مثل إيران وأفغانستان وباكستان وطاجاكستان وأوزبكستان.