كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
(أُحبُّكِ جدّاً)
كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
فوق سُورِ القَمَرْ
و فوق كراسي الحديقةِ..
فوقَ جذوع الشَجَرْ
وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ..
و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ..
حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ..
ألم تُبْصِريها ؟
على وَرَقات الزهَرْ
على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ
على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
ألمْ تَلْمَحيها ؟
على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ
كَتبتُ على دفتر الشمس
أحلى خبرْ..
(أُحبُّكِ جداً)
فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ
قالت لهُ....
أتحبني وأنا ضريرة...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة...
ما أنت إلا بمجنون...
أو مشفقٌ على عمياء العيون...
قالَ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي...
ولا أتمنى من دنيتي...
إلا أن تصيري زوجتي...
وقد رزقني الله المال...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال...
قالت...
إن أعدتّ إليّ بصري...
سأرضى بكَ يا قدري...
وسأقضي معك عمري...
لكن..
من يعطيني عينيه...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه...
وفي يومٍ جاءها مُسرِعا....
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا...
وستوفين بوعدكِ لي...
وتكونين زوجةً لي...
ويوم فتحت أعيُنها...
كان واقفاَ يمسُك يدها...
رأتهُ...
فدوت صرختُها...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ...
لا تحزني يا حبيبتي...
ستكونين عيوني ودليلتي....
فمتى تصيرين زوجتي...
قالت...
أأنا أتزوّجُ ضريرا...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا...
فبكى...
وقال سامحيني...
من أنا لتتزوّجيني...
ولكن...
قبل أن تترُكيني...
أريدُ منكِ أن تعديني...
أن تعتني جيداً بعيوني...
فالأصل أنت...
مهما اللغات تعددت..
والمفردات تعددت..
فأهم ما في مفردات الشعر أنت...
مهما تنوعت المدائن ،و الخرائط،
والمرافئ ، والدروب،
فمرفأي الأبدي أنت...
مهما السماء تجهمت أو أبرقت.
أو أرعدت،فالشمس أنت..
ما كان حرفا في غيابك ممكنا
وتكونت كل الثقافة، يوم كنت..
ولقد احبك، في زمان قادم
فاهم مما قد أتى..
ما سوف يأتي..
هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟
أم أنت جزء من فمي؟
أم أنت صوتي؟
كيف الرحيل على فضاء آ خر ؟
من بعدما عمرت في ***** ، بيتي؟...
إني أحبك، طالما أحيا،وأرجو أن أحبك
كالفراعنة القدامى بعد موتي...
أيــــ أذهــب ـــن؟؟
لم أعـد داريـاً إلـى أين أذهـب
...................كل يوم أحـس أنـك أقـــرب
كل يوم يصير وجـهـك جـزءاً
.............من حياتي.. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمـل شــكلاً
................وتصير الأشيـاء أحـلى و أطيب
قد تسربت في مســامات جلدي
.................مثلمـا قطـرة الـنـدى تتسـرب
اعتيادي على غيابــك صعـب
...............واعتيادي علـى وجودك أصعـب
كم أنا.. كم أنا أحـبـك .. حتى
..............أن نفسـي من نفسـها تتـعجـب
يسكن الشـعر في حدائق عينيك
...................فـلـولا عينـاك لا شـعر يكـتب
منذ أحببتك الشـموس استدارت
................والسـموات صـرن أنقـى وأرحب
حـبـك الـبربـري أكبر مني
.................فـلـماذا علـى ذراعيـك أُصـلب
أتمنى لو كـنـتِ بؤبؤ عيـني
.................أتـرانـي طلبـتُ مـا ليس يُطلب؟
أنتِ أحلـى خرافة في حياتـي
.................والـذي يتبـع الخـرافـات يتعـب
((ترصيع بالذهب على سيف دمشقي))
أتراها تحبني ميسـون..؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنـة العمّ... والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيّرتني السنيـنُ؟
يا زماناً في الصالحية سـمحاً
أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
يا سريري.. ويا شراشف أمي
يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي.. خبئني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزيناً
إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعـة ..وحـور عين
آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
وأنا فيـكِ دائمـاً مسكونُ
يا دمشق التي تفشى شذاها
تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
قادم من مدائن الريح وحـدي
فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
أهي مجنونة بشوقي إليها...
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيـني حبيبتي أستعيـنُ
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ.. وحنـونُ
سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون
شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟
شمس غرناطةَ أطلت علينا
بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
بكثير... ما سـره تشـرينُ ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري.. ولـوز.. وتيـنُ
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للـدهر كُن فيـكون
استردت أيامها بكِ بدرٌ
واستعادت شبابها حطينُ
كتب الله أن تكوني دمشقاً
بكِ يبدا وينتهي التكويـنُ
هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المـطعـونُ
اسحبي الذيلَ يا \ قنيطرةَ المجدِ
وكحِّل جفنيك يـا حرمونُ
علمينا ف قه العروبـة يا شام
فأنتِ البيـان والتبيـيـنُ
وطني، يا قصيدة النارِ والورد
تغنـت بما صنعتَ القـرونُ
إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
ولك الله ... حـافظ و أميـنُ