كادت الطفلة الصغيرة (هند) أن تذهب ضحية رحلة ربيعية قامت بها أسرتها إلا أن العائلة تركتها في مكان صحراوي مظلم ونسيتها في المنتزه البري الذي يبعد عن محافظة شقراء أكثر من 60كم وغادرت الأسرة جميعا في سيارتين إلا هند ذات ال3 سنوات وتركوها مع محتويات التسلية الخاصة بها ليلاً.
يروي المواطن فهد العليقي وصفه الطفلة المثيرة التي كادت أن تذهب ضحية إهمال ذويها يقول:
بينما كنت قبل ثلاثة أيام أؤدي مهمة رسمية في أحد الأجهزة الحكومية المدنية بمحافظة شقراء التي امتدت إلى مساء اليوم نفسه وحينما غادرت شقراء باتجاه الطريق السريع حان وقت صلاة المغرب بعد مسافة 60 كم عن شقراء في طريق فرعي.. توقفت لأداء الصلاة وحينما فرغت منها، وبينما كنت أهم بالرحيل وترك المكان، كأني رأيت شيئاً ما على بعد 200 متر تقريباً وأنا أبعد عن الطريق 500 متر وعند قربي من هذا الشيء وجدته طفلة صغيرة تلعب وتلهو بأغراض كانت تمسكها بكل براءة، وبعد أن رأتني بكت بشدة. قالت أريد بابا وماما، والتفت يمنة ويسرة فلم أر أي عائلة أو أسرة، حقيقة لم أتمالك نفسي وبكيت معها رحمة واستغراباً لحالها ثم حملتها وعدت لسيارتي ودموعي وإياها تنهمر وقد تذكرت في الحال أنه عند دخولي الروضة (المنتنزه) شاهدت سيارتين من نوع جمس ولاندكروزر تغادران الموقع، وتسلكان الطريق الأسفلت فكان لدي رابط ذهني بذلك المنظر والطفلة ما زالت في حالة البكاء. استقللت سيارتي أنا والطفلة وأسرعت المسير وسألتني بكل براءة سؤالاً أجهشت عنده بالبكاء مرة أخرى وهو: هل ستوصلني إلى بابا وماما؟ فقلت: نعم يا حبيبتي، ولكن هل تعرفين سيارة بابا؟ قالت: (جمس). سررت من هذه المعلومة وزدت السرعة أكثر علي أجدهم، وكان الوقت - والكلام للعليقي - ما بين صلاتي المغرب والعشاء أي ليلا، وكنت في تلك الأثناء على طريق القصيم - الرياض السريع باتجاه الرياض رغم أن مقر إقامتي هو بريدة إلا أنني وجدت نفسي أسلك وأتجه نحو الرياض ومؤشر السرعة لدي 180كم/ ساعة وكنت أسأل (هند) في كل سيارة أتجاوزها هل هذه سيارة بابا فتجيب بالرفض وبينما أنا كذلك أصبح أمامي سيارة من نوع جمس (سوبربان) قالت وبصوت عالٍ: هذا بابا. عندها جعلت سيارتي في وضع موازٍ للجمس أي في المسار الأيسر والجانبي لهم حتى شاهدتهم بأم عينها وتعرفت عليهم وهي بكل براءة تطرق زجاج النافذة معلنة أنهم أهلها فلما شاهدها والدها ترك مقود القيادة (الدريكسيون).. وضع كلتا يديه على رأسه مذهولاً ومتعجباً من المنظر، وبعد توقفنا عانق الأب الصغيرة وشكرني وبكى الجميع مؤكدين ظنهم وتوقعهم بأنها مع السيارة الثانية (اللاندكروزر) وهي سيارة العم.. فسبحان الذي أرسل المصلي من بريدة ليؤدي فرضه في صحراء شقراء ليلقى هند!!.