مقامها (عليها السلام) عند الأئمة
-----------------------------
ولنأتي إلى أبو البلغاء سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع)وماذا قال لها بعد استشهادها ودفنها
فدفنها أمير المؤمنين (عليه السلام) وخفي موضع قبرها.. (والتي سوف نورد الأسباب والغرض من أخفاء قبرها ونحلله بالتفصيل) فلما نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خدّيه وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " السلام عليك يا رسول الله منّى والسلام عليك من ابنتك وحبيبتك، وقرّة عينك، وزائرتك، والبائتة في الثري ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك.. قلّ يا رسول الله! عن صفيّتك صبري، وضعف عن سيّدة النساء تجلّدي، إلاّ أن في التأسّي لي بسنّتك والحزن الذي حلّ بي لفراقك موضع التعزي، ولقد وسّدتك في ملحود قبرك، بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمّضتك بيدي، وتولّيت أمرك بنفسي، نعم وفي كتاب الله أنعم القبول ( إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ )(1) قد استُرجِعَت الوديعة وأُخذت الرهينة وأُخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء.
يا رسول الله! أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك الّتي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح، وهم مهيّج، سرعان ما فرّق بيننا وإلى الله أشكو..
وستنبئك ابنتك بتظاهر أُمّتك عليّ وعلى هضمها حقّها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً، وستقول و ( يَحْكُم اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ).(2)
سلام عليك ـ يا رسول الله! ـ سلام مودّع، لاسئم ولا قال، فإنْ أنصرف فلا عن ملالة، وإنْ أقم فلا عن سوء ظنّي بما وعد الله الصابرين الصبر أيمن وأجمل، ولو لا غلبة المستولين علينا لجعلت المقام عند، قبرك لزاماً، والتلبّث عنده معكوفاً، ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزيّة فبعين الله تدفن بنتك سرّاً.. ويهتضم حقّها قهراً.. ويمنع إرثها جهراً.. ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله! ـ المشتكى، وفيك أجمل العزاء.. فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته ".(3)
وهذا هو دحض لكل من يقول ان كانت هناك مشاكل بين الأمام علي(ع) وفاطمة الزهراء(ع) من خلال هذا الكلام والذي يدل على كلامنا انه لم يتزوج بأخرى طيلة حياتها بل كانت نعم الزوجة الحنونة والصالحة لزوجها والبارة له وهذا هو جزء من النيل والتشويه لسيرة أهل بيت النبوة والتي يتقولون زوراً وبهتاناً حول هذه المسألة.
والتي أردت أن أوردها لنبين مدى التحريف وأقوال الزور التي أطلقت على عترة النبي الأكرم محمد(ص) وماكنة التزوير والتحريف كانت تعمل منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر بكل مهنية وحرفية والتي سوف نوردها أيضاً في ظلامة الزهراء ودفنها.
وفي مقامها ماورد عن أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) هي : ـ
ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال : (( نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا )) وهذا الحديث من الأحاديث العظيمة الذي أعطى لفاطمة عليها السلام وعلى لسان حفيدها الحسن العسكري عليه السلام أكبر شهادة عظمى بحقها.
ويظهر من خلال حديث أخر عظم منزلة ومقام فاطمة عند الأئمة عليهم السلام حيث خرج من الناحية الشريفة عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف أنه قال : ((وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة... )) فأي مقام يظهر لنا من خلال هذا التوقيع الشريف والذي بين فيه الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف أن له أسوة حسنة بفاطمة أي اتخذها قدوة له يتأسى بها في المعضلات والمصائب.(4)
وليراجع ما ذكرناه آنفاً حول حديث سيدي مولاي جعفر الصادق(ع) عن فاطمة الزهراء ولنذكره فقط للتذكير وهو قوله ((لأنّ الزهراء كانت زاهرةً كالنور ، فإذا وقفت في محرابها للصلاة كانت تزهر لأهل السموات ، كما تزهر النجوم لأهل الأرض ، ولهذا سًميت بالزهراء))
مقامها (عليها السلام) في الشفاعة
-------------------------------
وأيضاً لنرى حديث أخر :
"إن أفضل مقام تعطى فاطمة عليها السلام يوم القيامة هو مقام الشفاعة الكبرى والذي من خلال هذه المنزلة يظهر قدر ومقام فاطمة عند الله تعالى يوم القيامة وأمام الخلائق جميعاً، فلقد ورد في تفسير فرات... فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله عزوجل : يا بنت حبيبي، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي ؟
فتقول : يا رب ! أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم، فيقول الله : يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنة .
قال أبو جعفر عليه السلام : والله.. يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء. فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز وجل : يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي ؟
فيقولون : يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم ؛ فيقول الله : يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة، انظروا من أطعمكم لحب فاطمة انظروا من كساكم لحب فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة، خذوا بيده وأدخلوه الجنة.
قال أبو جعفر عليه السلام : والله.. لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات، نادوا كما قال الله تعالى : { فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم }(5) فيقولون : {فلو أنّ لنا كرة فنكون من المؤمنين}.(6)
قال أبو جعفر عليه السلام : (هيهات هيهات منعوا ما طلبوا ) {ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه وأنهم لكاذبون}.(7)"(8)
ولو راجعنا حديث سيدي ومولاي الأمام الحسن العسكري(ع) يتبين عظمة الزهراء في أنها الحبل المتين الذي يربط بين الرسالة المحمدية وبين أئمتنا الأطهار(سلام الله عليهم أجمعين) ولتكون بالتالي هي الحجة على حجج الله في أرضه أئمتنا المعصومين والذي قال هذا الكلام ليس بإنسان عادي بل هو أمام معصوم ومفترض الطاعة ويملك مواريث الأنبياء فقوله يعتبر حجة ودليل قاطع على المنزلة الكريمة التي خصها الله بها ونبيه الأكرم محمد(ص)في أنها أشرف نساء العالمين وميزها عن نساء العالمين ككل وجعلها إحدى عرى الله الوثقى التي يتمسك والتي بها لا يضل ولا يشقى.
كراماتها الخارقة للعادة :
-------------------------
قالت عائشة : كنّا نخيط ، و نغزل ، و ننظم الأبرة باللّيل في ضوء وجه فاطمة ( عليها السلام ).(9)

دخلت عائشة على أبيها فقالت : يا أبتاه إني رأيت من فاطمة أمرا عجيباً ( عجباً ) ، رأيتُها وهي تعمل في القِدر ، والقِدر على النار ، يغلي وهي تحرِّك ما في القِدر بِيدِها 0
فقال لها : يا بنتاه أُكتمي هذا الأمر ، وإنه لأمرٌ عظيم.(10)
عبادتها وشدة اجتهادها :
عن عائشة : ولقد وضعتِ(10) الحسنَ بعد العصر وطهرت من نفاسها وصلتِ المغربَ ، ولذلك سميت الزهراء.(12)
هل تزوجت خديجة بأحد قبل النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ !
-------------------------------------------------
ونحن عندما نبحث في التاريخ ونستخلص كل الأمور المفيدة والإيجابية والتي هي مهمة لنا ولكل عاقل ولبيب لكي نعرف تاريخنا الذي شابه الكثير من التحريف والتزوير وما فيه من التدليس الشيء الكثير ولهذا نحن نقوم بمراجعة التاريخ ووضع النقاط على الحروف لكي نستخرج الزبدة والشيء الصحيح الخالي من كل أنواع الكذب والتدليس والتحريف والتي ما قصروا فيها من وعاظ السلاطين والكتاب من عبيد الدرهم والدينار وبتوجيه من حكامهم وفي مقدمتهم بني أمية وبني العباس.
وقد يقول الكثير أن هذا نبش للتاريخ ولا داعي له! ونحن نقول هذا ليس نبش للتاريخ بل هو استقراء له وتصحيح ما فيه من حوادث ومفاهيم خاطئة ونحن نقول أن القرآن وفي كتابه الكريم قد أستعرض حادثة فرعون والنبي موسى (ع) وكذلك قصة النبي يوسف وما جرى فيها والكثير من الأمور والتي ذكرها في محكم كتابه فهل هذا هو نبش للتاريخ أم هو قصص وعبرة وهذا مصداق لقوله سبحانه وتعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(13).
ثم من يأتي ويقول أنها امم من قبلنا ويستشهد بالقول {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(14) وهذا غير صحيح لأن الأمم تلك وكما في التفسير هي قصص لأمم قد ذهبت وأمم من أديان أخرى وأمم اندثرت .
ونحن نبحث في تاريخ امتنا الحالية والباقية على دين نبينا الأكرم محمد(ص)ونصحح ما به من اعوجاج وما شابه وكما قلنا من تدليس لنضع النقاط على الحروف ولهذا نحن نبحث في هذه الأمور والخاصة بأهل بيت النبوة(سلام الله عليهم أجمعين) والذين نالوا ما نالهم من هذا الظلم الذي ذكرناه الشيء الكثير وبشكل لا يصدقه العقل والمنطق.
ولنورد حادثة كدليل على كلامنا وهو ما يخص سيدتي ومولاتي خديجة الكبرى(ع) وهل كانت عذراء أم هي متزوجة من قبل ولنورد الحادثة كما هي ومن خلال الكثير يذكرون أن السيدة خديجة هي لم تتزوج من قبل وإنها كانت عذراء ليصل الأمر أن بنات الرسول وهي زينب ورقية هي ربائب لخديجة وهذا التفسير أوردناه إليكم لأنه أبضاً يخص سيدتنا فاطمة الزهراء باعتبارها وحسب هذا التفسير هي الابنة الوحيدة لنبينا الأكرم محمد(ص) وهو موضوع مهم لنثبت أن فاطمة الزهراء(ع) هي الأبنة الوحيدة لنبينا الأكرم محمد(ص) والذي تقرؤونه وكما يلي وبالدليل وبالحجة:
هل تزوجت خديجة بأحد قبل النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ !
ولنأتي الى التحليل الذي يقدمه الينا السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الموسوم(بنات النبي أم ربائبه) وهو تحليل في غاية العلمية والمنطقية لنستشف الحقيقة كاملة ولنصب في كبد الحقيقة وهي :
"ثم إنه قد قيل : إنه ( صلى الله عليه وآله) لم يتزوج بكرا غير عائشة، وأما خديجة، فيقولون : إنها قد تزوجت قبله( صلى الله عليه وآله) برجلين، ولها منهما بعض الأولاد . وهما عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، وأبو هالة التميمي . أما نحن فنقول : إننا نشك في دعواهم تلك، ونحتمل جدا أن يكون كثير مما يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة . ولا نريد أن نسهب في الكلام عن اختلافهم في اسم أبي هالة، هل هو النباش بن زرارة أو عكسه، أو هند، أو مالك، وهل هو صحابي أولا . وهل تزوجته قبل عتيق . أو تزوجت عتيقا قبله . ولا في كون هند الذي ولدته خديجة هو ابن هذا الزوج أو ذاك، فإن كان ابن عتيق, فهو أنثى وإلا فهو ذكر . وأنه هل قتل مع علي في حرب الجمل، أو مات بالطاعون بالبصرة . لا، لا نريد أن نطيل بذلك، وإنما نكتفي بتسجيل الملاحظات التالية :
أولا : قال ابن شهرآشوب : ( وروى أحمد البلاذري, وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما, والمرتضى في الشافي, وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي (صلى الله عليه وآله) تزوج بها، وكانت عذراء . يؤكد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع : أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة .
ثانيا : قال أبو القاسم الكوفي : {إن الإجماع من الخاص والعام، من أهل الانال ( الآثار ظ ) ونقلة الأخبار، على أنه لم يبق من أشراف قريش، ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم، إلا من خطب خديجة, ورام تزويجها, فامتنعت على جميعهم من ذلك، فلما تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضب عليها نساء قريش وهجرنها، وقلن لها : خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم، وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب، فقيرا، لا مال له ؟ ! فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة، يتزوجها إعرابي من تميم، وتمتنع من سادات قريش، وأشرافها على ما وصفناه ؟ ! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر : أنه من أبين المحال، وأفظع المقال.؟!}
وأما الرد على ذلك بأنه لا يمكن أن تبقى امرأة شريفة وجميلة هذه المدة الطويلة بلا زواج . فليس على ما يرام، لان
ذلك لا يبرر رفضها لعظماء قريش وقبولها بأعرابي من بني تميم .
وأما كيف يتركها أبوها أو وليها بلا تزويج . فقد قلنا : أن أباها قد قتل في حرب الفجار، وأما وليها، فلم يكن له سلطة الأب ليجبرها على الزواج ممن أراد . وبقاء المرأة الشريفة والجميلة مدة بلا زواج ليس بعزيز .
إذا كانت تصبر إلى أن تجد الرجل الفاضل الكامل، الذي كان يعز وجوده في تلك الفترة .
ثالثا : كيف لم يعيرها زعماء قريش الذين خطبوها فردتهم، بزواجها من أعرابي بوال على عقبيه ؟ !
رابعا : لقد ذكروا : أن أول شهيد في الإسلام ابن لخديجة رحمها الله، اسمه الحارث بن أبي هالة، استشهد حينما جهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالدعوة .
ونقول : إن ذلك لا يمكن قبوله، حيث قد روي بسند صحيح عندهم، عن قتادة : أن أول شهيد في الإسلام هو سمية والدة عمار, وكذا روى عن مجاهد .
وعن ابن عباس : ( قتل أبو عمار وأم عمار، وهما أول قتيلين قتلا من المسلمين!!) . إلا أن يدعى : أن سمية كانت أول من استشهد من النساء، والحارث كان أول من استشهد من الرجال . ولكنه احتمال بعيد، ومخالف لظاهر كلماتهم، لا سيما وأن كلمة شهيد تطلق على الذكر والأنثى بلفظ واحد, مثل قتيل وجريح . فإن معنى كلمة : ( شهيد ) : شخص, أو ذات ثبتت لها صفة الشهادة، لان المشتقات تدل على ذات ثبت لها وصف ما، فكلمة تقي معناها : شخص له التقوى, وقائم أيضا كذلك . وكلمة شخص أو ذات أو نحوها تصدق على الرجل على حدة، وعلى المرأة كذلك، وعلى كليهما معا .
وعلى هذا الأساس نفسر كلمة : طلب العلم فريضة على كل مسلم، بحيث يشمل الرجل والمرأة معا . أما إذا كان المشتق فيه { أل ) الموصولية}, مثل القائم والمتقي، فإن الامر يصبح أوضح وأجلى، وذلك لان ( أل ) بمنزلة ( الذي ) فالقائم معناه الشخص الذي له القيام . فيصح أن يراد بها الرجل، والمرأة، وهما معا أيضا . وعلى هذا الأساس جرت التعابير القرآنية, مثل : المتقين، المؤمنين الشاكرين الخ . . فإنها تشمل الرجل والمرأة على حد سواء . وذلك واضح لا يخفى . فتلخص مما تقدم : أن هذا النص لا يدل على وجود ابن لخديجة، ما دام أنه قد ثبت حصول الكذب في جزء منه . ولعل هذا الكذب قد جاء لأجل الايحاء بطريق غير مباشر بأن لخديجة ولدا من النبي ( صلى الله عليه وآله)، وأن ذلك غير قابل للنقاش - ولكن - قد قيل : لا حافظة لكذوب} .
خامسا : لقد روي أنه كانت لخديجة أخت اسمها هالة, تزوجها رجل مخزومي, فولدت له بنتا اسمها هالة, ثم خلف عليها - أي على هالة الأولى - رجل تميمي يقال له : أبو هند، فأولدها ولدا اسمه هند .
وكان لهذا التميمي امرأة أخرى قد ولدت له زينب ورقية، فماتت، ومات التميمي، فلحق ولده هند بقومه، وبقيت هالة أخت خديجة والطفلتان اللتان من التميمي وزوجته الأخرى ؟
فضمتهم خديجة إليها، وبعد أن تزوجت بالرسول ( صلى الله عليه وآله) ماتت هالة، فبقيت الطفلتان في حجر خديجة والرسول (صلى الله عليه وآله). وكان العرب يزعمون : أن الربيبة بنت، ولأجل ذلك نسبتا إليه (صلى الله عليه وآله), مع أنهما ابنتا أبي هند زوج أختها وكذلك كان الحال بالنسبة لهند نفسه . ولربما يمكن تأييد هذه الروايات بما ورد من الاختلاف في اسم والد هند, فلتراجع المصادر التي ذكرناها ثمة" . (15)
ولنأتي إلى الدليل الدامغ وإلى هذا الحديث الشريف من قبل الرسول الأعظم محمد(ص) بحق علي(ع) وهو قد روي عن أبي الحمراء، عن النبي [صلى الله عليه وآله] قوله: «ياعلي أوتيت ثلاثا، لم يؤتهن أحد ولا أنا، أوتيت صهرا مثلي، ولم أؤت أنا مثلي. وأوتيت صديقة مثل ابنتي، ولم أوت مثلها [زوجة]. وأوتيت الحسن والحسين من صلبك، ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني، وأنا منكم»(16).
وقريب منه ما روي عن أبي ذر، مرفوعاً.(17)
فلو كان ثمة صهر لرسول الله [صلى الله عليه وآله] غير علي [عليه السلام]، لم يصح قوله [صلى الله عليه وآله]: «أوتيت صهرا مثلي، ولم أوت أنا مثلي..» لاسيما وأن هذا الكلام قد جاء بعد ولادة الحسنين [عليهما السلام]. إذ أن الإشكال يصبح ظاهراً، فإن هذه الفضيلة لا تختص بعلي [عليه السلام]، بل يشاركه فيها عثمان.
ونحن ذكرنا هذا الشاهد للتوضيح وأخذ العبرة في تناولنا لمظلومية أهل البيت والزهراء بالخصوص (سلام الله عليهم أجمعين) والذي قد يكون قد نحي عن بحثنا ولكن وباعتقادي المتواضع هو يدخل في صميم البحث.
ونكتفي من مقالنا البحثي هذا القدر لكي نكمل ما جاء من مؤشرات ودلالات للسيدة الجليلة سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(عليها السلام)أن شاء الله في أجزائنا القادمة إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
------
1 ـ البقرة : 156].
2 ـ [ يونس: 109].
3ـ أمالي المفيد: 281 ; بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 258 ; الكافي: 1/458 ; أمالي الطوسي: 1/107 ; (ط النجف) ; دلائل الإمامة: 47 ; بحار الأنوار: 43/193، 211، وله مصادر أُخرى يأتي مع الإشارة إلى موارد اختلاف النُسخ.
4 ـ الأسرار الفاطمية من تأليف محمد فاضل المسعودي ص99 ـ 100.
5 ـ [الشعراء : 100].
6ـ [الشعراء : 102 ].
7 ـ [ المؤمنون : 36] .
8 ـ المصدر : الأسرار الفاطمية من تأليف محمد فاضل المسعودي ص 107 ـ 106.
9ـ أخبار الأُول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي .
10 ـ ثاقب المناقب لمحمد بن علي الطوسي.
11 ـ أي وضعت فاطمة الزهراء .
12 ـ أخبار الأول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي .
13 ـ [يوسف : 111].
14 ـ [البقرة : 134].
15 ـ المصدر: مركز الأبحاث العقائدية .
كتاب بنات النبي (ص)أم ربابئه؟ ص 83 ـ ص 125 للسيد جعفر مرتضى العاملي.. وكذلك أحدى الخطب للشيخ د. احمد الوائلي.. وكذلك مؤسسة السبطين العالمية alkadhum.org/other/mktba/sira/banat/03.html
وكذلك http://www.sibtayn.com/ar/index.php?...77&Itemid=3538
16 ـ ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق [قسم الملحقات]ج7 ص18.
17 ـ إحقاق الحق [قسم الملحقات] للمرعشي النجفي ج5 ص 74 وج4 ص 444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 [مخطوط] .
3ـ أمالي المفيد: 281 ; بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 258 ; الكافي: 1/458 ; أمالي الطوسي: 1/107 ; (ط النجف) ; دلائل الإمامة: 47 ; بحار الأنوار: 43/193، 211، وله مصادر أُخرى يأتي مع الإشارة إلى موارد اختلاف النُسخ.
4 ـ الأسرار الفاطمية من تأليف محمد فاضل المسعودي ص99 ـ 100.
5 ـ [الشعراء : 100].
6ـ [الشعراء : 102 ].
7 ـ [ المؤمنون : 36] .
8 ـ المصدر : الأسرار الفاطمية من تأليف محمد فاضل المسعودي ص 107 ـ 106.
9ـ أخبار الأُول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي .
10 ـ ثاقب المناقب لمحمد بن علي الطوسي.
11 ـ أي وضعت فاطمة الزهراء .
12 ـ أخبار الأول وآثار الدول لأحمد بن يوسف الدمشقي .
13 ـ [يوسف : 111].
14 ـ [البقرة : 134].
15 ـ المصدر: مركز الأبحاث العقائدية .
كتاب بنات النبي (ص)أم ربابئه؟ ص 83 ـ ص 125 للسيد جعفر مرتضى العاملي.. وكذلك أحدى الخطب للشيخ د. احمد الوائلي.. وكذلك مؤسسة السبطين العالمية alkadhum.org/other/mktba/sira/banat/03.html
وكذلك http://www.sibtayn.com/ar/index.php?...77&Itemid=3538
16 ـ ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق [قسم الملحقات]ج7 ص18.
17 ـ إحقاق الحق [قسم الملحقات] للمرعشي النجفي ج5 ص 74 وج4 ص 444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 [مخطوط] .