حتى لايضيع الُحلم..!!


ينتابنا الآسى والشعور بالضيق تجاه العديد من الأشياء والشخوص الذين نحملهم عوامل فشل عدة أحلام لم نستطع الحصول عليها رغم شعورنا الدائم بأننا نستحقها.
الشعور بإلقاء المسئوليات على الغير حتى وإن كانوا حقا عوامل فاعله في إفشال مشروعات حياتيه كنا نأمل في جني ثمارها هو شعور بالتأكيد لا يخلو من الإنهزاميه.
يبدو اننا حين نلقي بعدة مهام لم نستطع إنجازها على النحو الذي نتمناه ونصبو اليه على عاتق الغير فإننا نختبئ من الزمان.


عندما نفعل ذلك فإننا في حقيقة الأمر لا نعدو اكثر من اننا نلاغي محاولات الهروب عن القرب, الهروب من مسئوليه كان لابد لنا من تحملها.لكن شعور الندم الشديد الذي يعترينا ويثقل كاهلنا نود ان نهرب منه لأي مكان وأي زمان آخر لنختبئ خلف جدران وهميه صنعناها نحن لأجل ان نحتمي من مشاعرنا الحقيقيه والتي تشير الينا باصابع الاتهام .
إننا حين نهمل ونرتكن إلى الزمان ونحمله مالا طاقه له به من اهداف كان لابد لنا نحن من إنجازها وحسبان حسابها جيدا ,فإننا بذلك لا نكون اكثر من اشخاص في حقيقة الأمر اهملوا ما كان يجب عليهم فعله.


وما لا يجب علينا فعله الأن هو ان نهرب من محاسبة النفس وتوبيخها ,فإلقاء الأعباء على عوامل خارجيه هي في حقيقة الأمر لم تكن لتستطيع عرقلتنا عن اي شئ نصبو اليه ,لولا إهمالنا نحن وارتكاننا على قشات ضعيفات لا ترقي لان نرتكز ابدا عليها, إنه الخنوع .نحن الأقوياء بالشكل الكافي الذي كان لابد لنا ان نستغل عوامل قوتنا هذه ونبذل الجهد والتضحيه لأجل تحقيق الأهداف التي نبكي عليها الأن ونندم لاجلها.


وما فائدة الندم ؟ونحن حتي لانضع الأمور في نصابها ولا نحتمل حقيقة امر اننا نحن المذنبون الحقيقيون, وانه كان باستطاعتنا تخطي الصعاب وتحمل مراره خفيفه ومعاناه محتمله ,كي نصل لجني اهداف احلامنا بدلا من تحمل مرارة الفشل التي تصل بنا لإحساس الإنهيار.


والانهيار الحقيقي يكمن في عدم محاسبة النفس, المحاسبه الحقه المستنيره. لابد لنا من محاكمة انفسنا المحاكمه العادله الحقه وذلك قبل فوات الاوان ,وان نبدأ في تقويم ذواتنا وتربيتها على تقبل الواقع, ومن ثم نبدأ من جديد في وضع خطط بديله وسريعه حتى نلحق بركاب ما فاتنا ,وان لانستهين ابدا بما مضي ونلتزم جيدا بخطتنا التي سنضعها لمستقبل جديد وذلك حتى لا يضيع الحُلم.


يجب ان يكون الامل بالله دائما وابدا نحيا به وله, فإذا افتقدناه وضيعناه اصابنا حاله لا متناهيه من الإنكسار وشعور مذري بعدم الحاجة إلى الجديد والمبتكر. عندما نصل إلى هذه النقطة الفارقة و نجد انفسنا لا نتواني من السير في طريق مسدود بلا أمل, عند هذا الحد لابد لنا ان نتوقف ونعيد التفكير فيما وصلت إليه امورنا.


ذلك حتى لا نتعمق اكثر فأكثر في حاله من اللاوعي غير المحسوب و نجدنا نسبح في مأساه من مجموعة منبوذه من المشاعر الهدامه كالندم والآهات والإنغلاق على الذات وعدم الإنجراف في حالة الإندماج الطبيعي والمرغوب في داخل المجتمع الإنساني .


عند هذه النقطه فلنتوقف و نستدعي كل دواعي قوتنا و امكانيات التغلب على المصاعب التي حبانا بها الخالق, حتى نمر من الأزمه مرور الكرام النبلاء الذين يحسبون حساب خطواتهم بكل ما فيها من اخطاء, ومن ثم يعيدون الكره مره اخرى في ملعبهم لإحراز ما عجزوا عن تحقيقه من آمال وطموحات.
فلنلقي بأعباء النفس في مواضعها الصحيحه ولنضع حسابات سليمه متقنه لما فات ولما هو آت وذلك حتى لا يضيع الحُلم .




فلتترفقوا وتتمهلوا رويدا رويدا ……..هكذا تتلقفون الجديد بكل لهفه و لا تمهل او انتظار, تستقبلونه دون ادنى تردد . لديكم قدره فائقه واصطناعه عاليه في كيفية التخلص من اجزاء ربما حتي مازالت نابضه بالحياه ,هي اجزاء منكم. من جبروت المرء ان يتخلص منها دفعه واحده كما يتخلص من اوراقه القديمه بلا اي رفق. يلقي بها في سلة الحريق ولا يسترح الا حينما يجدها رمادا.


هل الارتباط بالأشخاص وبالأشياء وبالأمكنه و بالأزمنه لا يثقل ابدا موازينكم حينما ترحلون, الا تحملون معكم اية عناء ؟
لا ادري كيف يستطيع المرء ان تنمحي لديه المسائل الحياتيه المرتبطه بتشكيل الوجدان بمجرد لحظه يختارها و يقرر حينها محو تلك المسائل كلها .


ما علمته ان الوجدان لا تسطر فيه حروف الحياه بألوان مائعه بل إنها تحفر حفرا وتستقر .
فكيف تتعايشون بعد نبش الوجدان بأظافر حاميه لمحو اجزاء منه ؟افلا تتركون اية جراح تؤرقكم ؟
التناسي من نعم الحياه. لكن اجده تناسي وليس نسيانا نهائيا هذا ما وجدته من واقع مرور الحياه .


مشاعر القسوه تتفاوت و تختلف من قلب لآخر ,ولكن اشك كل الشك ان تسيطر تلك المشاعر تماما ونهائيا على احد القلوب .
فكرة الأنفصال عن الذكريات والأرتباطات الإنسانيه تدور بالعقول حين الحاجة إلى ذلك , لكنها ليست دوما هي الفكره المسيطره .


الرحمة أصيلةٌ في النّفس الإنسانية ، و القسوة ليست أصيلة في النّفس وليست راسخة ، وإنّما هي شعور طارئٌ وظاهرةٌ مرضية تدلّ على وجود خللٍ في حياة الإنسان , والرحمة لا تحتاج لمبرّر لوجودها ،وكلّ صفة أصيلة كذلك ، وتوجد كامتدادٍ للوجود الإنساني ، وهي عاطفةٌ طبيعيةٌ ، وقد تنمو وتقوى لأسباب خارجيَّة ، وفي المقابل قد تضعف وقد تنعدم وقد تنقلب إلى قسوةٍ بتأثير الظروف المحيطة بالإنسان ، ولا حدودَ لقسوة الإنسان أذا سيطرت القسوة على النفس ، وعندئذ تضعف عواطف الرحمة وتسيطر عاطفة القسوة على الفكر والسلوك إلى درجةٍ يفقد معها الإنسان كلّ المشاعر الإنسانية ، ولا يشعر القساة بقسوتهم ، ويعتقدون أنَّهم يفعلون الأفضل ويبرّرون كلّ سلوكيات القسوة بمنطق خاطئ ومعايير فاسدة.
القسوة تقتل الخلق والإبداع. فالقاسي نفسه يعاني من ذلك، والذين يعاملون الغير بالقسوة يحصدون هذه النتيجة لأنفسهم.


ثمار العزله و الفراق جافه لا تروي اية ظمأ إنساني طبيعي . اختيار الفصل التعسفي و الإلتواء بإتجاه معاكس يعني الإنكسار بالنهايه .
الأشخاص الذين يتخيرون واقع شديد الجفاء ينكسرون بنهاية المطاف و في كثير من الأحيان بمنتصف الطرق .
حالتهم تدعو للدراسه برأيي المسأله لها جذور من بث تلك الروح المعاديه .


22/11/2011