حين اشعل سيجارته ..تحت سماء صباحها الغائم ...شعرت بسعادة غريبة ، و فتحت رئتيها لتتنشق عبق دخانها بنشوة ...و كأنها كانت مهيئة لأستقبال عطر لذيذ ما ان سمعت صوت ولاعته ....و ما خيبت السيجارة ظنها ....كانت فاخرة اللذة ...فاسترخت في مقعدها و اغمضت عينيها ...كمن يستمتع بحلمٍ على اعتاب صحو ...
اكمل رنينُ هاتفه الناعم تأثيث المشهد المخملي ...سمعته يرد (صباح الورد و الياسمين ...شو الاخبار ؟)....زادت لهجته الشامية المحببة من عمق غرابة اللحظات ......و حلاوة شعورها بالغرابة ...فابتسمت مغمضة العينين في مقعدها .....فكرتْ : (يصنع غرباء احيانا ً اردية فريدة من السعادة ، غير مفهومة ...غير مبررة ...كأن الله اهداهم ميزة سلب ارواحنا دون سبب....أو ربما ...........إعادتها)..
سمعت رنين ضحكته ..حين مازحه صديق مرّ به على غير ما موعد ...كل شيء فيه كان يبدو مألوفا ً...محبباً...قريباً....ورقيقاً جداً ...
وجه اليها بضع كلمات ٍ ...فلم تعثر الا على جوابٍ احسَّته سخيفاً...كانت كما طفلة تتصنع اللامبالاة في متجر من الحلوى ..مفضوحة النبرة ..مرتبكة القسمات .
كان الصباح رمادياً ، غُلبتْ فيه الشمس على امرها ...و تناثرت نسائمُهُ عذبة ...باردة ،
و كان ملاكاً في صباحها عذب النسائم ...ملاكاً بلا اسم ...يبدأ الحوار معه بـ: مرحبا ............و ينتهي بـ .......
فتحت عينيها في لحظة الاستيقاظ تلك حين سمعت حنجرتها تؤلف تلك الجملة القصيرة مخاطبة اياه : (انزلني هنا رجاءاً)...
فتحت باب السيارة الخلفي ...و اندفعت خارج الحلم ...داخل الزحام .......