درر العراق

حيدر الغديري · 19/March/2014

الغد برس/ بغداد

اصبحت ظاهرة ضرب الطلبة من قبل بعض التدريسيين والمعلمين تؤرق الكثير من الاهالي الذين اصبح ذلك هاجس قلق على مستقبل ابنائهم من السلبيات التي قد تؤثر على نفسياتهم وتجعلهم يغادرون مقاعد الدراسة، مناشدات اصبحت شبه يومية لكل من بيده القرار من اجل انزال اقصى العقوبات بحق كل من يعتدي على اجساد طرية.

يقول حميد مهدي والد احد الطلبة لـ"الغد برس" إنه "وجهت لأبنائنا ضربات وكدمات تكاد شبه يومية بدون اي ذنب سواء انهم كانوا ضحية عقاب جماعي لمدرس يشكو من حالة نفسية او مشكلة اسرية يكون الطلبة ضحيتها من دون اي تقصير او اعمال قد تكون خارج حدود العقل والمنطق".

ويضيف أنه كان "الاجدر ان تكون هناك متابعة حقيقية من قبل وزارة التربية والهئيات التابعة لها، بدلا من غض النظر عنها لتصبح ظاهرة مخيفة تؤرق الطلبة واهاليهم، وقفة جدية وسريعة لمعاقبة المقصرين ومحاسبة من تثبت ادانته بضرب اي طالب من دون اي ذنب".

ويدعو انور عبد لله، شقيق احد الطلبة، الى "وضع كاميرات مراقبة في جميع المدارس في العاصمة ومحافظتها لاسيما المناطق النائية التي تعاني من نقص واضح في اغلب المرافق الاساسية للحياة لتبيان حقيقة ضرب الطلبة التي تنتشر في هكذا مناطق".

ويلفت الى ان "دول العالم التي توصف دائما بالمتطورة تضع جل امكانياتها العلمية في سبيل تذليل كل الصعوبات التي تواجه الطلبة في كافة فلما تكون مدارسنا مكانا للعلم فقط من دون ان تكون عناوين بعض المدارس للقسوة والاعتداء فقط".

ويقول وائل عمار 13 عاما، طالب، "تعرضت قبل مدة قليلة الى ضرب مباشر في منطقة الراس من قبل احد المدرسين الذي لم تنجدني صرخات استغاثتي وقولي لم افعل شيئا، في كل مرة نعاقب عقاب جماعي على ذنبا لم نقترفه".

ويشير الى انه "يفترض ان تكون هناك مراقبة دورية لكل المدارس الموجودة في البلاد من اجل عدم لايمكن لنا ان نكون في بيوتنا الاخرى كما يصفها المسؤولين في وزارة التربية فكيف نتعرض اقصى الضربات والكدمات في منازلنا الجميع بحاجة الى اجابة شافية".

ويؤكد مصطفى ابراهيم طالب "نقدر الجهد التربوي في كافة مدارس البلاد الا اننا لايمكن ان نكون ضحية ساعة غضب من قبل تدريسي لا يلتزم بابسط معايير حقوق الانسان، اغلب دول العالم لاسيما تلك التي تمتاز بمسيرتها التعليمية الرائدة تحتفي سنويا بطلبتها بعكس مايحدث في مدارسنا".

ويشدد مصطفى الى ان "كثير من الاساتذة حين نراهم صباحا في قاعات الدرس وكأنهم مرغمين على الحضور متناسين اننا ننتظرهم يوميا، ولا انكر ان هناك بعض الطلبة خارجين عن حدود الادب مع الاساتذة الا انهم فئة قليلة لا تستحق ان تذكر واذا ما اراد الاستاذ معاقبتهم فعليه بأتباع اجراءات قانونية بحق المخالف لتعاليم القاعة الدراسية".

وتدعو سناء وائل، والدة احد الطلبة، الجهات الحكومية الى "محاسبة المقصرين ومقاضاتهم حول الانتهاكات التي ترتكب في بعض المدارس، جلنا نحترم ونقدر الكوادر التدريسية التي اثنت عمرها في خدمة المسيرة التعليمية والتربوية في البلاد، لكن لا يمكن لأي احد ان يحتمل ان يرى ولده معاقب بطريقة قاسية وغير انسانية كما يحدث في بعض المدارس اليوم".

وترى هبة قاسم ربة بيت "وضعت اولادي في المدارس الاهلية خوفا عليهم من معاناة المدارس الحكومية التي نسمع بين الحين والاخر عن قصة اعتداء على طلبة وضربهم تصل احيانا الى الاغماء وبعضهم الى الموت، فكيف لتعليم ان يستمر في ظل هكذا اسلوب وماعملة سيئة في ظل غياب تام للرقابة".

وتشير الباحثة الاجتماعية شيماء خضر الى ان "تعرض الطلبة في كافة المدارس الى الايذاء اللفظي او البدني او حتلا من خلال الوعيد او التهديد بخفض درجات او منع الامتحان يؤثر سلبا على مستوى الطالب ونفسيته بصورة عامة، الامر الذي تجعله لا يبدع ولا يجتهد في مرحلته الدراسية، لذا من المفترض تكريم الطلبة وتأهيلهم من اجل العطاء والنجاح من خلال التوعية والمتابعة".

وتقول لمياء العزاوي، مديرة احدى المدارس، إنها تحرص، كما الاسرة التربوية الموجودة في المدرسة، الى "عدم المساس بأي طالبة لكوننا مكان للتعليم واعطاء المنهج التربوي فقط، واتساءل كيف لمدرس او مدرسة ان يمد يديه على طالب او طالبة، من دون مراعاة انه مكان له حرمته وقوانينه".

وقالت عضو لجنة التربية النيابية انتصار الغريباوي إن "هناك تعليمات من وزارة التربية تنص على عدم استخدام العنف وضرب التلاميذ داخل المدارس مبينة انه تم تبليغ كافة المديريات العامة التابعة لوزارة التربية بهذه التعليمات مشيرا الى ان هانك عقوبات هناك عقوبات شديدة وقوية بحق كل من يستخدم العنف في المدارس والعقوبة تكون اشد لمن هو على دراية بهذه التعليمات وتصل الى الفصل وسحب اليد وكثير من العقوبات".

يذكر ان مدارس البلاد يعاني طلبتها بين الحين والاخر من ظاهرة الاعتداء عليهم من قبل بعض التدريسين الذي قد يتعرضون لضغط نفسي من خلال مايواجهم من مصاعب وازامات الحياة التي لا يمكن ان تفرغ فيها طاقات غضبهم على طلبة ضعفاء لا يملكون حق الدفاع عن انفسهم الا من خلال منشادة الجهات المختصة للحد من انتشار هذه الظاهرة.