- يحفل العالم بالعديد من الأحداث التاريخية التي شكلت ملامح الحياة في يومنا الحالي ، وعليه لا تنفصل أحداث ووقائع الماضي عما نعاصره الآن من أزمات وكوارث تجتاح الدول المختلفة ولا تعترف بحدود.
- منذ سنوات طويلة اتسعت الفجوة بين الغرب والشرق ولا يقتصر الوقوع في فخ الفجوة على الدولة التي تخلفت أو الأخرى التي تقدمت ، بل كلاهما يتحمل الخطأ حيث يجمعهم في نهاية المطاف حق مواطن في أن يستوطن أرض يعيش عليها كما يعيش الآخرين معيشة لائقة.
- تنظر العديد من الحكومات والمنظمات الدولية إلى المشكلات التي تعاني منها الشعوب بعين التوجيه وليس بعين الاعتبار وشتان ما بين الامرين، فالأولى توجه شعوبها الى ما تراه لا ما يحتاجونه، بينما الأخرى ترى واقع الأمر وتلتمس في اعتبارها ظروف المعيشة والمجتمع وحجم المعاناة الفعلي لدى مواطنيها وبين التوجيه والاخذ في الاعتبار تحدث المشكلات المجتمعية التي قد يصل بعضها الى حد الكارثة لما تسببه من خسائر كبيرة في الأموال او الأرواح او كلاهما.
- وفي انتفاضة مجتمعية خلال السنوات الأخيرة برزت بوجه قاس في دول عديدة احدى المشكلات الخطيرة والتي يمكن ان نسميها كارثة الهجرة الغير شرعية وذلك بدافع الهروب من واقع صعب جدا تعانيه العديد من الشعوب خصوصا في الدول النامية في ظل سياسات حكومية متعاقبة اخلت بالتوازن المجتمعي والعدالة الاجتماعية السليمة فصارت طاردة لاهم ثروات الدول وهي العناصر العاملة الشابة.
ويلجأ الشباب في أغلب الأحيان إلى الهجرة الغير شرعية لشعورهم بالرغبة العارمة في العمل حيث يكون معظمهم ان لم يكن جميعهم من العاطلين في تلك المرحلة العمرية المبكرة مع السعي نحو تحقيق مستوى دخل أفضل لهم ولعائلاتهم التي تعتبرهم غالبا هم العائل الوحيد لها نظرا لوفاة الاب عائل الاسرة الأساسي او لكونه مقعد عن العمل مع وجود عدد كبير من افراد الاسرة بحاجة الى الرعاية ووجود مصدر للدخل يلبي احتياجاتهم المختلفة.
وتتعدد الأمثلة ولا تنحصر في حوادث الهجرة الغير شرعية وما ينجم عنها من ضحايا أبرياء ظنوا أنهم هاربين للنجاة لكن حقيقة الأمر كان الهروب للغرق ومن أشهر حوادث الهجرة الغير شرعية نرى مثلا:
- حادثة "عبّارة الموت" في البحر الاندونيسي والتي أودت بحياة ثلاثين من الشباب اللبناني الذين قادتهم أحلامهم إلى الهجرة عبر المحيطات لكنهم غرقوا في بحر "سيانجور" بين اندونيسيا و جزيرة كريسماس الأسترالية .
- العثور على 130 جثة لمهاجرين أفارقة غير شرعيين عند ساحل" لامبيروزا" بإيطاليا في عام 2013 .
- غرق 197 شخصا في مياه السودان من المهاجرين الأفارقة عام 2013 .
- اختباء جزائري في محرك باخرة من أجل الوصول إلى أسبانيا .
- صاحب مزرعة في اليونان قد أطلق النار على 30 عاملا من الوافدين عن طريق الهجرة الغير شرعية لأنهم قد طالبوا برواتبهم.
- وفي واقعة تعكس حجم المأساة الإنسانية التي تعاني منها الشعوب تداولت مواقع الاخبار في شهر فبراير 2014 واقعة العمال الأفارقة الذين سافروا إلى جنوب افريقيا في هجرة غير شرعية من أجل العمل إلا وأنهم سقطوا في حفرة بإحدى المناجم ويرفضون محاولات الانقاذ خوفاً من الاعتقال، وأيضا وفي ذات الشهر قُتل خمسة عشر مهاجر غير شرعي برصاص جنود حرس الحدود أثناء محاولتهم عبور الحدود الإسبانية .
لا مجال لإجمال حوادث الهجرة الغير شرعية، إنما تجاوز الأمر الحادثة إلى الظاهرة ، ففي نفس اللحظة التي تقرأ أنت فيها تلك الكلمات تقف الآن الملايين على حدود الدول الأوروبية والأمريكية والاسترالية وغيرها و يحاولون اجتياز الحدود ، وهنا تقع المسئولية على كلا الدولتين سواء الوطن أو المهجر ، فكلاهما تعسف وأصدر قوانين صارمة ، تارة في الوطن فتغيبت العدالة والمساواة في الحقوق ، وتارة في المهجر بسن القوانين الصارمة التي تمنع الهجرة إليه بشكل قانوني مما أدى إلى اختراقه .
وبحسب تقديرات منظمة العمل الدولية فإن نسبة الهجرة الغير شرعية قد تجاوت الآن 15% من نسبة الهجرة العالمية وأن أعداد المهاجرين بهذا الأسلوب تُقدر بنحو 155 مليون شخص في العالم .
و أخيراً ولن يكون آخراً ستظل الهجرة الغير شرعية للبعض هي الملاذ الوحيد بالرغم من الغرق او السجن او اية مخاطر قد يتعرضون لها املا في تحقيق ولو قدر بسيط من حياة كريمة لهم ولذويهم.
للمزيد من الاخبار حول الهجرة غير الشرعية يمكنك ايجاده علي سكاي نيوز.