دعا الأمين العام لحزب الله في العراق واثق البطاط، اليوم الأربعاء، إلى فتح باب الحوار مع تنظيم القاعدة والمتطرفين من السنة، واكد أن القاعدة تستمد فكرها التكفيري من “روايات أموية او إسرائيلية”، وفيما اشار إلى أن الحوار سيمنع الآلاف من “المغرر بهم من الانزلاق إلى هاوية القاعدة”، شدد على أن الحوار يجب أن يكون مشابها لمؤتمر جنيف 2.
وقال واثق البطاط في حديث إلى (المدى برس)، “نحن نطلق مبادرة للحوار على مستوى المذاهب تتكلفه المؤسسات المسؤولة كالوقفين السني والوقف الشيعي والمرجعيات الشيعية والمرجعيات السنية، تعقد جلسات للتحاور والتباحث في الروايات التاريخية”، مبينا أن “القاعدة استمدت فكرها التكفيري من روايات اموية او اسرائيلية موجودة في التاريخ”.
وأضاف البطاط أنه “يجب مناقشة هذه الروايات وإصدار قرار بها ما دامت هذه الروايات موجودة في التاريخ فنحن امام مسيرة طويلة من الدماء والقتل والتدمير”، مؤكدا انه “إذا كنت أنا اعتبر نفسي من المتشددين في الطرف الشيعي انا أدعو القاعدة للحوار الذين من الممكن ان تتبناه دوله معينة”.
واقترح البطاط “تسمية فريق من المتشددين الشيعة للتحاور مع المتشددين من المذهب السلفي أو المذهب الذي نطلق عليه نحن تسمية التكفيري أو الوهابي ونتحاور لنصل إلى نتيجة”، مشيرا إلى أنه “التقيت في مناسبة معينة مع احد قادة الفكر المتشدد اكتشفت انه يبني فكرة على أسس روائية يعني ليست أفكارهم مختلقة ولكن أفكارهم مستمدة من روايات هذه الروايات نستطيع ان نسميها، روايات أموية او إسرائيلية وضعت في غفلة من الزمن بالتاريخ الإسلامي”.
وشدد البطاط على ضرورة “إجراء الحوار لنلقي الحجة عليهم”، متوقعا أن “يوافق تنظيم القاعدة والمتطرفين على إجرائه”، معربا في الوقت ذاته عن تفائله بأن “يمنع الحوار الآلاف من المغرر بهم من الانزلاق إلى هاوية القاعدة”.
ودعا الامين العام لحزب الله في العراق “زعامات الفكر السلفي إلى الحوار للوصول الى نتيجة قد تكون في مصلحة الأمة”، مبينا أنه “بالنسبة للمذاهب الإسلامية ممكن ان تتحاور عن طريق المؤسسات الموجودة الوقف السني والوقف الشيعي”.
واكد البطاط، ان “الحوار يجب أن يكون مشابها لمؤتمر جنيف (2) الذي جمع الطرفين السوريين المتنازعين وخرج بنتائج من ضمنها عزل المدنيين عن النزاع وإيصال المساعدات لهم، صحيح انهم لم يصلوا الى حل النزاع لكنهم وصلوا إلى نتائج ايجابية”، موضحا أن “الفكر الوهابي بأخذ فتواه من شيوخ موجودين في الساحة وليسوا متخفين بل موجودين في السعودية ومصر والأردن ودول الخليج”.
وأضاف البطاط “بدل أن نشن حرب شعواء مع القاعدة من دون حوار تتحول الحرب إلى طائفية شعواء عمياء صماء بكماء، ممكن أن نتحاور ونصل إلى نتائج وهذه النتائج تفيد 100% على الأقل سنحيد المدنيين”، مخاطبا تنظيم القاعدة “إذا كانت حروبكم ضد الحكومات الكافرة واجهوا الحكومات ولا تواجهوا الشعب”.
وكان الأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط أعلن، في (22 شباط 2014)، أن المحكمة الجنائية أطلقت سراحه بعد أكثر من شهر ونصف من اعتقاله، وبين ان اعتقاله تم وفق بلاغات كيدية يقف رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي وراءها، وفيما اتهم المالكي بالفشل في معركة الانبار وتدمير “الشيعة”، حذر ” المكون الشيعي من انتخاب المالكي مجددا”، كونه سيكون البداية لتهجيرهم من منازلهم في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، بينما أشاد بالصدر، ووصف موقف زعيم المجلس الأعلى الإسلامي بـ”المخجل”.
وكانت وزارة الداخلية أكدت، في (2 كانون الثاني 2014)، أن اعتقال قائد جيش المختار والأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط تم وفق مذكرة اعتقال صادرة من القضاء العراقي، فيما أشارت إلى أن ” البطاط يخضع حاليا للتحقيق.واعلنت وزارة الداخلية العراقية، في (31 كانون الاول 2013)، أن قواتها اعتقلت اثنين من أشقاء الأمين العام لحزب الله في العراق قائد ميليشيا (جيش المختار) واثق البطاط خلال مداهمة منزله في مدينة العمارة، وأكدت أن أمر إلقاء القبض على البطاط “أمر فعلي”، وفيما أشارت إلى أنها ستعتقله ما أن تحين الفرصة لذلك، لفتت إلى أن البطاط “يستغل الأزمات للظهور كدعاية إعلامية له ليتحدث عن أمور من نسج خياله”.يذكر أن مؤتمر جنيف (2) عقد في ( 24 كانون الثاني 2014)، في مقر الامم المتحدة في جنيف، وهي المرة الأولى التي التقى فيها ممثلو الحكومة السورية مع المعارضة ويجلسون على طاولة المفاوضات منذ بدء الصراع في آذار عام 2011 والذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 ألف قتيل.