يندرج التهاب حافة الجفن ضمن أمراض العيون الشائعة. وفي بعض الحالات ترجع الإصابة به إلى أسباب وراثية، وفي حالات أخرى إلى أسباب غير معلومة. وفي كل الأحوال ينبغي علاج هذا الالتهاب على الفور؛
لأنه قد يؤدي إلى تشوهات بالجفن، ما قد يسبب مشكلة جمالية، لاسيما للنساء. وتعد العناية الجيدة وإتباع اشتراطات النظافة الصحية الطريقة المثلى لعلاج الالتهاب.
وأوضح البروفيسور توماس راينهارد من المستشفى الجامعي لعلاج العيون بمدينة فرايبورغ الألمانية أن الإصابة بالتهاب حافة الجفن ترجع عادةً إلى حدوث اضطراب في وظيفة الغدد الدهنية، التي يوجد نحو 20 إلى 25 منها في كل جفن،
موضحاً وظيفتها بقوله: "تعمل الدهون على الحفاظ على رطوبة الجلد وتتمتع بأهمية كبيرة للطبقة الدمعية بالعين".
وبينما تحدث حالات الإصابة الحادة بهذا المرض بشكل مفاجئ نتيجة الإصابة ببكتيريا أو فيروسات، يمكن أن تستمر الحالات المزمنة منه لأسابيع أو شهور وربما لأعوام.
ويلتقط جورج إيكرت، عضو الرابطة الألمانية لأطباء العيون، طرف الحديث ويقول إن أسباب الإصابة بهذا المرض المزمن ليست واضحة على الدوام، مؤكداً بقوله: "ربما تظل عوامل الإصابة بهذا المرض مجهولة في بعض الأحيان، مع العلم بأنه ربما ترجع الإصابة به إلى ضعف جهاز المناعة بشكل عام".
عوامل وراثية
وأردف راينهارد أنه تبيّن لدى جزء من المرضى أن إصابتهم ترجع إلى عوامل وراثية؛ "حيث تفرز الغدد الدهنية لديهم بعض الدهون السيئة، التي لا تتناسب مع الطبقة الدمعية بالعين، ما قد يؤدي إلى تكون بيئة خصبة للبكتيريا نتيجة عدم التوازن هذا".
وتقوم البكتيريا بإفراز نوعيات معينة من الإنزيمات تعمل على تحلل الدهون، من بينها مثلاً البكتيريا العنقودية، التي غالباً ما تصيب الجلد والأغشية المخاطية للإنسان. بينما يقوم جهاز المناعة بإرسال خلايا ومستقبلات؛ وتبدأ حينئذٍ الإصابة بالتهابات.
وأضاف طبيب العيون الألماني راينهارد أن الحساسية والتهاب الجلد العصبي يمكن أن يندرجا أيضاً ضمن العوامل المؤدية إلى الإصابة بالتهاب حافة الجفن، لافتاً إلى أن حشرة العث، التي تعيش عادة بين الرموش،
يمكن أن تمثل أيضاً أحد الأسباب المؤدية لذلك، إلا أنه أشار بقوله: "لايزال الحسم في أن هذه الحشرة سبباً في الإصابة بالتهاب الجفن موضع شك؛ حيث أنها توجد لدى الكثير من الأشخاص بشكل عام".
ويستكمل راينهارد الأسباب المحتملة للإصابة بالتهاب حافة الجفن بأنه في حالات نادرة للغاية اكتشف الأطباء وجود بقايا لبيض القُمل على رموش المرضى، لافتاً إلى أن ارتداء عدسات لاصقة يمكن أن يسهم أيضاً في الإصابة بهذا المرض المزمن.
ويلتقط البروفيسور الألماني كريستيان أورلوف، عضو الجمعية الألمانية لطب العيون بمدينة هايدلبرغ، طرف الحديث موضحاً أن أعراض الإصابة بالتهاب حافة الجفن يمكن أن تظهر في الإصابة بحكة وتورم الجفن والتصاقه نتيجة تكوّن قشور عليه، لاسيما بعد الاستيقاظ من النوم، وكذلك في جفاف العين والتهابها أو نزول دموع منها بشكل لاإرادي.
وحذّر طبيب العيون الألماني راينهارد من أن الإصابة بهذا المرض يمكن أن تؤدي إلى حدوث تشوه بالجفن على المدى الطويل أو إحداث تلفيات بحافة القرنية. وصحيح أن القدرة على الإبصار لا تتأثر سلباً بهذا المرض على المدى الطويل، إلا أنه ينبغي أيضاً محاولة تجنب هذه التلفيات؛ لأنه إذا أُصيبت الغدة الدهنية مثلاً بالانسداد أو بالالتهاب، فيمكن أن يؤدي ذلك حينئذٍ إلى تكوّن عقد صغيرة بالجفن.
العناية الجيدة
وأكدّ الطبيب الألماني راينهارد أن العناية الجيدة بالعين وإتباع اشتراطات النظافة الصحية تمثل الطريقة المثلى لعلاج التهاب حافة الجفن، كي لا يتسنى للبكتيريا استيطان المناطق الموجودة تحت القشور وتتسبب في إبقاء الالتهابات.
ولتحقيق ذلك أوصى راينهارد بأنه من الأفضل أن يتم تنظيف الجلد بين الرموش باستخدام ماء فاتر، لافتاً إلى أنه يمكن تفريغ الغدد الدهنية الموجودة هناك باستخدام أعواد قطنية، ولكن بحذر شديد، لاسيما إذا ما ازداد معدل تكوينها للإفرازات وأُصيبت بالانسداد، على أن يتم تجنب فرك الجلد بشدة أثناء التنظيف.
وأردف طبيب العين الألماني أن تعرض الجفون للسخونة لبضعة دقائق من خلال منصات التدفئة مثلاً التي يتم تسخينها داخل الميكروويف إلى 40 درجة مئوية تقريباً، يمكن أن يساعد على تحقيق العناية بالجفن.