قصة اللقاء الأول بين الرصافي والملك فيصل الاول
__________________
كانت علاقة الشاعر معروف الرصافي بالملك قبل تتويجه ملكا على العراق علاقة صداقة عندما كانا في الأستانة وبعد تتويج فيصل ملكا على العراق لم ينسى صديقه الرصافي الذي يبغضه في قرارة نفسه .
الملك كان يود أن تعود الماء لمجاريها بينه وبين الرصافي لكن شخصية الرصافي المستفزة بقيت على حالها وموقفها وقد هجا الملك فيصل قائلاً:
أبلاط أم ملاط ؟!
أم مليك بالزعاطيط محاط
غضب الله على صاحبه
فتداعى ساقطاً ذاك البلاط
ويذكر الرصافي في المقابلة التي جرت بينه وبين الملك فيصل الأول في قصر شعشوع المطل على ضفاف دجلة ويصف الرصافي المقابلة بعد وصوله إلى الحجرة المقررة للملك « وان أثاث الغرفة يتالف من منضدة كبيرة خلفها كرسي جالس عليه الملك فيصل وأمام المنضدة كرسي واحد لا غير ، فلما دخلت الغرفة بادرني الملك بقوله:
أنا الذي أعدد أياماً وأقبض راتباً؟
فأجابه الرصافي : أسأل الله ألا يكون كذلك.
وجلس الرصافي على الكرسي دون استئذان.
ثم قال الملك فيصل معاتباً الرصافي : ليش كل هذا العداء يا معروف؟
فأجابه الرصافي : ياصاحب الجلالة لا يوجد ولا شخص واحد في الدنيا يقول أن لي مطمعاً في مقامكم لأجل أن يكون لي عداء معكم لأن الأغراض هي التي تولد العداء ، فقال وهذا «بلاط أم ملاط ؟»
فأجابه الرصافي : أن هذا لم يكن موجهاً لشخصكم الكريم وإنما لمقامكم والمقصود هو حاشيتكم الذين أساءوا للبلاد.
فقال له الملك : أن إساءة بعض الحاشية لا يبرر هذا القول .
ثم قام الشاعر الرصافي وانصرف مودعاً الملك بالانصراف.
تلك الواقعة تبين سياسة وديمقراطية الملك فيصل الأول وكم كان هو رجل دولة بعيدة عن المواقف والأحقاد الشخصية،
ونتمنى أن تتكرر مثل هذه المواقف بين المثقفين والأدباء العراقيين وحكامهم .