لا تعلمني الأدبّ في وطن قليل الأدبّ ...
لا تعلمنّي الأدب
ولا تغرقني بهذه الخطبّ
أعرف أن لساني طويل
أطولّ من شجر النخيل
وأن حرفي كله شتمّ وسبّ
ولكنك للأسف
لم تسألني يوماً ما السببّ
لما كل هذا الغضبّ
دعني أخبرك السبب
ماذا تنتظر من النار
غير الحريق و اللهبّ
ماذا ترجّو من جهنم
اذا كان وقودها الحجارة
والناس فيها كالحطبّ
ماذا تنتظر من واقع
يُصيبك بالشللّ والمللّ
و يضربّ على العصبّ
دعني أخبرك السبب
هل رأيت الشعوب العربية النفطية
روؤس أغنام ولكنهم في الأصل ذنبّ
هل رأيت تلك الشعوب العربية الجائعة
تجوع كي يعلقّ ذاك على كتفهِ الرتبّ
هل رأيت تلك الحيوانات التي تأكلنا
كلاب تنهشّ فينا والتهمّة أننا عربّ
هل رأيت الربيع العربي ماذا فعل بنا
جعل الدماء في أوطاننا تصلّ حد الركبّ
هل بربك رأيت غضب الله على العربّ
كأن بيننا وبين إبليس ... قرابة و نسبّ
هل سمعت عن فلسطين في بلاد الشرق
هل قرأت عن العراق الذي احترق
هل رأيت سوريا و دمشق
صاروا خراباً ودماراً
بعد أن كان وزنهم بوزن الذهبّ
هل رأيت الموت في بلادنا
هل قرأت عن الاجرام في عبادنا
هل سمعت عن بكاء الفرح في أعيادنا
صار الوجع فيه قدراً كأنه علينا انكتبّ
هل سمعت عن جهاد النكاحا
هل تعرف مجاهداً في بلادنا سواحا
هل سمعت عن مجرم يقول حيّ على الفلاحا
هذه بلادنا صارت جنة الكلاب لمن هبّ ودبّ
وتسألني ما السببّ
ولما كل هذا الغضبّ
ولما حرفي كله شتمّ وسبّ
حين ترى كل ما أرى
حين تحاول أن تفهم ما جرى
حين تتواضع وتنزل من ثرياك الى الثرى
حينها تعال علمنّي الأدبّ
يا حفيداً قادماً من سلالة أبي جهل و أبي لهبّ
على حافة الوطن
لا تكنّ أديبًا في وطنّ قليل الأدب
وطن يمجدّون فيه من سرق ومن نهب
وطن ليس فيه لصاقة طبية للجُرح اذا التهب
لكنْ لديه مشافٍ بطولها وعرضها لأمثال أبي لهب
بقلم: بلال فوراني