الماء الأبيض، هو عبارة عن إعتام عدسة العين التي تكون بطبيعتها شفافة تماماً، وهي جزء مهم من مكونات العين، وتقع خلف بؤبؤ العين الأسود، قديماً سمي الساد بالماء الأبيض لأن بؤبؤ العين يصبح أبيض اللون ويظهر للعيان.
الشيخوخة وعدسة العين
عدسة العين مثل عدسة الكاميرا، فهي ضرورية جداً للحصول على صورة واضحة، فهناك أسباب كثيرة لفقدان شفافية العدسة أكثرها شيوعاً الشيخوخة،
وهي حالة غير مرضية سببها التبدلات التي تحدث للإنسان نتيجة التقدم في العمر كالشيب، وهي تختلف من إنسان لآخر، حيث تظهر عند البعض في سن مبكرة، بينما تتأخر عند الباقين نتيجة للعوامل الوراثية.
ومن الأسباب الأخرى لفقدان شفافية العدسة قد تكون خلقية تظهر عند الوليد بسبب مرض وراثي أو إصابة التهابية أثناء الحياة الجنينية، حيث ينتقل الالتهاب من الأم إلى الجنين أثناء الحمل «كالحصبة الألمانية أو التوكسوبلازما»،
إضافة إلى ما سبق، فإن إصابة الشخص ببعض الأمراض «كالسكري» قد يسرع حدوث الساد عند الكبار، وكذلك استعمال بعض الأدوية لفترات طويلة «كالكورتيزون»، أوالتعرض لعوامل خارجية كالرض والأشعة السينية والحرارة الشديدة لفترات طويلة.
مفاهيم خاطئة
هناك اعتقاد سائد لدى عامة الناس بأن الماء الأبيض هو غشاء يغطي العين أو إصابة معدية أو نتيجة إجهاد عيني أو تركيز مستمر، ولكن ثبت أن كلها مفاهيم خاطئة وليس لها أي أساس علمي.
شكوى المريض
ولو تطرقنا إلى شكوى المريض الذي يتم تشخيص الساد أو الماء الأبيض لديه، فهي عادة ما تكون ضعف تدريجي في الرؤية، وتتفاوت الشكوى من ضبابية إلى بهت الألوان إلى صعوبة التركيز بتبدل الإنارة إلى تبدلات بدرجة النظارات الطبية.
جراحة بدون ألم
وقد تطورت جراحة الساد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الممكن إجراء العمل الجراحي بدون شق جراحي وبدون خياطة وبدون ألم، ولا يحتاج المريض سوى لتحضير بسيط بقطرات في عينيه،
وتجري الجراحة خلال 10-15 دقيقة فقط، وتكون بإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية شفافة تخدم المريض بقية عمره، وذلك من خلال ثقب صغير وبجهاز خاص عالي التقنية
استعادة الرؤية
بعد العمل الجراحي يستعيد الشخص الرؤية التي كانت لديه قبل حدوث الساد، بعض المرضى قد يشكون من خوف من الغبار الشديد أو تبدل طيف الألوان لفترة محدودة وتزول هذه الأعراض تدريجياً.
التدخل الجراحي هو الحل الوحيدللمياه البيضاء
الإصابة إجمالاً غير قابلة للتراجع إلا في حالات نادرة جداً، وهي تتقدم ببطء شديد «عدا حالات المرضى» وإلى الآن لا يوجد علاج دوائي للحالة رغم وجود عدد كبير من المستحضرات الدوائية،
والتي تباع في بعض البلدان، ولكن لم يثبت علمياً حتى الآن وجود دواء يؤدي لشفاء الحالة، والعلاج الوحيد هو الجراحة.
ويختلف توقيت العمل الجراحي من حالة لأخرى، والطبيب هو من يقرر ذلك حسب احتياجات المريض وفعالياته اليومية، وكذلك حسب نتائج الفحص العيني الشامل، وحسب الأسباب التي أدت إلى حدوث الساد،
فمثلاً الوليد المصاب بالساد يعامل بشكل مختلف جداً عن الكهل أو عن الشاب الذي يصاب بمرض على عينه، والقرار يجب أن يناقش مع المريض أو أهله، ويشرح الطبيب مسببات تسريع أو تأخير العمل الجراحي.