دكتور خالد بالوش
التهاب المفاصل الروماتيزمي عبارة عن داء مناعة ذاتية، ينتج من مهاجمة جهاز المناعة على نحو خاطئ للغشاء المصلي، وهو عبارة عن غشاء رقيق يبطن المفاصل، وهو يسبب التهاباً مزمناً يؤدي إلى التورم والألم والتيبس، وقد يحدث في نهاية المطاف تلف في العظام والمفاصل، ما يؤدي إلى عجزها عن أداء وظائفها.
أماكن الالتهاب
يؤثر التهاب المفاصل الروماتيزمي في المفاصل الواقعة في جانبي الجسم بصورة متساوية، ما يعني أنه في حالة التهاب مفصل في أحد جانبي الجسم، فإن الالتهاب يؤثر بنفس المفصل في الجانب الآخر،
وأكثر الأعضاء التي تتعرض لهذا الالتهاب هي مفاصل الرسغين، والأصابع، والركبتين، والقدمين، والكاحلين، والمرفقين، ويمكن أن يؤثر التهاب المفاصل الروماتيزمي أيضاً في الأعضاء الأخرى،
كما إن الأشخاص الذين يعانون من هذا الالتهاب معرضون لخطر كبير للإصابة بأمراض أخرى مثل داء القلب، وداء السكري وهشاشة العظام.
ويعتبر التهاب المفاصل الروماتيزمي داء مزمناً، أي أنه يبقى لمدة طويلة، ويمكن أن يتطور مع الزمن، ولذلك من المهم بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من هذا الالتهاب أن يبقوا على تواصل وثيق مع أطبائهم لتحديد خطة علاجية تقلل من الأعراض وتلف المفصل.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يتوافر علاج شاف من التهاب المفاصل الروماتيزمي، بيد أن استخدام الأدوية، وتعديل أسلوب الحياة يمكن أن يساعدا في إيقاف المرض،
ويمكن للعلاجات البديلة والمكملة أن تخفف من أعراض المرض، لكن الأدوية التقليدية فقط هي التي يمكن أن تمنع تقدم المرض وتوقف حدوث مزيد من التلف في المفصل،
وفي بعض الحالات، يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف حدة التهاب المفاصل الروماتيزمي، وقد توقفه تماماً، ما يؤدي إلى اختفاء الأعراض بشكل شبه كامل.
العلامات والأعراض
تشتمل أعراض التهاب المفاصل الروماتيزمي على ما يلي:
ـ التيبس الصباحي، وهو ما يعني الاستيقاظ من النوم مع شعور بتيبس المفاصل، ولاسيما الرسغين، وقاعدة الأصابع، والكاحلين، والقدمين، والمرفقين، والركبتين
ـ ألم في المفصل مع شعور بدفء، وتورم، وألم باللمس، وتيبس المفصل بعد الخلود للراحة
ـ تحدد حركة المفاصل المصابة
ـ تعب
ـ حرارة بسيطة في كثير من الأحيان، وأحياناً تكون عالية جداً في بدء المرض سيما عند بعض الأطفال
ـ عقد مستديرة رخوة صغيرة تحت الجلد تسمى العقد الرثوية ويمكن الإحساس بها وهي غير مؤلمة عموماً تترافق عادة مع الحالات الأكثر شدة من المرض .
أسباب التهاب المفاصل الروماتيزمي
لم يتوصل الباحثون إلى معرفة أسباب هذا الالتهاب، بالرغم من أن الأسباب الوراثية والبيئية تلعب دوراً في ذلك على ما هو مرجح.
ويعتقد الباحثون أن الأسباب الوراثية يمكن أن تؤدي إلى إصابة البعض من الأشخاص بهذا الالتهاب،
عندما يتعرضون لعوامل بيئية معينة قد تكون فيروسية أو غيرها وثمة بعض الأدلة على أن الهرمونات ربما تلعب دوراً في الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي،
حيث وجد أن المرض يتحسن أثناء الحمل «الهرمونات الأنثوية» ولكن دور العوامل الهرمونية ليس أكيداً بعد.
في التهاب المفاصل الروماتيزمي، يقوم جهاز المناعة في الجسم والذي يحميه من المؤثرات الخارجية بمهاجمة بطانة المفصل «يسمى الغشاء المصلي» على نحو خاطئ، وهو ما يتسبب بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، ويجعل الغشاء المصلي أكثر سماكة، وفي نهاية المطاف إتلاف الغضروف والعظم في المفاصل.
يمكن أن يحدث التهاب المفاصل الروماتيزمي في أية مرحلة عمرية، مع العلم بأنه عادة ما يصيب الأشخاص في الفئة العمرية من 25 ـ 55 سنة، والنساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الالتهاب.
يصيب التهاب المفاصل الروماتيزمي المفاصل الصغيرة عادة أكثر من الكبيرة وبشكل متناظر والرسغين والأصابع، والركبتان، والقدمان والمرفقان والكاحلان ، هم أكثر الأعضاء عرضة للإصابة بالالتهاب.
عوامل الخطورة
ـ العمر، مع أن المرض قد يصيب المرء في أية مرحلة عمرية، إلا أن الأشخاص في الفئة العمرية بين 25 و55 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب
ـ الجنس، النساء في الغالب الأعم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي بمرتين ونصف، ويرجح أن الأعراض لديهن تكون أكثر شدة
ـ السوابق المرضية للأسرة، إن وجود أقارب يعانون من التهاب المفاصل الروماتيزمي يزيد من مخاطر الإصابة بالالتهاب فيما يبدو.
طريقة العلاج
إذا كنت تعاني من التهاب المفاصل الروماتيزمي، من المهم تشخيص الحالة وبدء العلاج على وجه السرعة، فقد تبين من الدراسات أن العلاج المبكر والمركز لهذا الالتهاب يمكن أن يوقف التلف في المفاصل، وإضافة إلى الراحة،
ومزاولة الرياضة بصورة منتظمة «عندما تختفي الأعراض نهائياً»، وتناول الأدوية المضادة للالتهاب، سيبدأ الطبيب في علاجك بأدوية معدلة للمرض ومضادة للالتهاب، وهي لا تؤدي إلى تخفيف الأعراض فحسب، بل إنها توقف تفاقم أو تقدم الحالة المرضية.
يمكن أيضاً استخدام علاجات مكملة وبديلة مع العلاجات التقليدية من أجل المساعدة في تخفيف الألم والتيبس، فقد بينت الدراسات أن متممات علاجية معينة، ولاسيما أوميجا ـ 3، والأحماض الدهنية، يمكن أن تساعد كذلك في تخفيف الألم والتيبس،
وينبغي التأكد من إبلاغ كل من يسهم في علاجك عن أية متممات أو أعشاب أو علاجات أخرى يتم استخدامها، فالبعض منها يمكن أن يتفاعل مع أدوية معينة، وهو ما يقتضي عدم تناولها معاً.