دكتور جمال البدر
تستخدم كلمة الاكتئاب لوصف الأحاسيس اليومية للمزاج السيئ الذي يمكن أن يؤثر فينا جميعاً من وقت لآخر، فالشعور بالحزن أو الانفجار يعتبر رد فعل طبيعياً لتجارب تعتبر مثيرة للقلق أو مسببة للإجهاد أو صعبة، وهذه الأحاسيس تختفي عادة.
وإذا ما تعرضت للاكتئاب، فإنك لا تكون حزيناً أو قلقاً فقط، لكنك تعاني من مرض يعني أن الإحساس الشديد والمتواصل بالحزن والعجز واليأس تصاحبه تأثيرات جسدية مثل الأرق، أو فقدان الطاقة، أو آلام جسدية.
في بعض الأحيان، قد لا يميز الإنسان درجة الاكتئاب التي يعاني منها لاسيما إذا عانى من الشعور نفسه لمدة طويلة أو حاول التعايش مع الاكتئاب الذي يعاني منه من خلال البقاء مشغولاً، أو كانت أعراض الاكتئاب لديه بدنية أكثر من كونها عاطفية.
أكثر الأعراض شيوعاً
فيما يلي قائمة بأكثر أعراض الاكتئاب شيوعاً، وكقاعدة عامة، إذا ما ظهر لدى الإنسان أربعة أعراض أو أكثر منها لمعظم اليوم أو كل يوم تقريباً ولمدة تزيد على أسبوعين، فينبغي عليه أن يطلب المساعدة:
ـ التعب وفقدان الطاقة
ـ الحزن المتواصل
ـ فقدان الثقة بالنفس واحترام الذات
ـ صعوبة التركيز
ـ عدم القدرة على الاستمتاع بما هو ممتع أو مثير للاهتمام عادة
ـ الشعور غير الضروري بالذنب أو التفاهة
ـ الشعور بالعجز واليأس
ـ مشكلات في النوم مثل صعوبة في النوم أو الاستيقاظ بصورة مبكرة أكثر من المعتاد
ـ تجنب الأشخاص الآخرين، حتى المقربين من الأصدقاء في بعض الأحيان
ـ صعوبة الأداء في العمل/ الكلية/ المدرسة
ـ فقدان الشهية للطعام ـ فقدان القدرة الجنسية ومشكلات جنسية
ـ آلام بدنية
ـ التفكير في الانتحار والموت
ـ الإضرار بالنفس.
التعايش مع الاكتئاب
أحياناً، يمكن أن يجعل الاكتئاب من غير الممكن تدبر نشاطات الحياة اليومية مثل التحدث إلى الأصدقاء، أو تناول الطعام أو ترك السرير، ويمكن أن يكون مربكاً لأن الأشياء التي كانت ذات مرة أموراً مسلماً بها أصبح القيام بها صعباً،
وبذلك، فإن كثيراً من الأشخاص يمكن أن يبدأوا بالإحساس بأنهم غير متأكدين من هويتهم، والأشياء التي يجيدونها، وقد يشعرون أحياناً بأن عليهم الاستئذان من العمل، ويجدون بأن من الصعب عليهم قضاء الوقت مع أصدقائهم أو الأسرة، كما يمكن أن يشعروا بأنهم منهكون إلى درجة لا يمكنهم القيام بالأشياء التي اعتادوا على الاستمتاع بها.
عدم القدرة على النظر إلى الاكتئاب بالطريقة ذاتها التي ينظر بها إلى ذراع مكسورة أو ساق مكسورة، يمكن أن يجعل من الصعوبة البالغة الشرح للآخرين عدم القدرة على ترك السرير أو سبب العجز عن التركيز في العمل،
وغالباً ما يمكن أن يشعر الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بالعجز عن التحدث إلى أسرهم وزملائهم وأصدقائهم عما يعانون منه، وقد يشعرون بأن عليهم إخفاءه عن المحيطين بهم،
وقد يساورهم الأمل بأن الاكتئاب سيختفي من تلقاء نفسه، وأن كل ما يحتاجونه تحصين أنفسهم للتخلص منه، الاكتئاب حقيقة يمكن أن يكون متقلباً، وقد تستغرق إمكانية علاجه وقتاً طويلاً.
ويختلف الاكتئاب من شخص لآخر، ولكنه مثل أي مرض آخر يمكن معالجته مع المساعدة الصحيحة، وأن ثمة طرقاً مختلفة لعلاجه، بما يؤدي بالمريض ليحيا حياة طبيعية وصحية ونشيطة.