بالرغم من إن السمنة تلعب دوراً هاماً في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، السكري، آلام المفاصل، ارتفاع دهنيات الدم، إلا إن إصابة أي شخص بالسمنة تحمل في طياتها خطراً آخر قد يُهدد حياته،
حيث يقع في دوامة لا تنتهي من اتباع شتى الحميات الغذائية والأدوية والأعشاب المنحفة بشكل يزيد فرصة إصابته بمتلازمة الحميات المزمن، فينقص البدين من وزنه ثم يعود إلى وزنه السابق لمجرد العودة إلى عاداته الغذائية، بل من الممكن أن يزداد وزنه أكثر مما كان عليه فيُصاب بالإحباط، الشعور بعدم الثقة وتزداد الأعباء الجسمي .
إذا كنت تعاني من السمنة وتحاول أن تفقد من وزنك بطريقة أو بأخرى فننصح باتباع الإرشادات الصحية التي يُوصي بها خبراء التغذية .
من الطرق الأكثر رواجاً هي الامتناع عن الطعام أو الصوم لمدة معينة أو اتباع حميات غذائية محدودة السعرات الحرارية، كاتباع حمية الملفوف أو اللبن والتمر، وبالرغم من نجاح هذه الطرق في إنقاص الوزن إلا إن الوزن الذي تم فقده ليس إلا سوائل وعضلات، أما المخاطر فتكمن في:
- زيادة حموضة الدم - هبوط ضغط الدم
- زيادة مستوى حمض اليوريك في الدم
- الإمساك
- تناقص معدل عمليات الأيض
- الاكتئاب والإحباط وانحراف عن مسار الحياة الطبيعي الذي لا يلبث الإنسان أن يعود لطبيعته في تناول الغذاء فيستعيد وزنه السابق .
أما بالنسبة للحمية عالية البروتين التي تركز على تناول الأغذية الغنية بالبروتين كالبيض، اللحوم، الدجاج، والسمك والاستغناء بشكل تام عن النشويات والدهون، وتكمن خطورة هذا النمط من الحميات الغذائية فيما يلي :
-1 زيادة العبء على الكليتين .
-2 زيادة فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين لغنى هذه الأغذية بالدهون المشبعة والكوليسترول .
-3 الإصابة بالإمساك لافتقار الأغذية التي تعتمد عليها الحمية للألياف الغذائية .
أما حميات إنقاص الوزن الأخرى والتي تعتمد على نوع أو فصيلة الدم وتفترض وجود علاقة بين زمرة الدم ونوع الغذاء الملائم لإنقاص الوزن،
إذ إن كل زمرة للدم تناسبها بعض أنواع الأغذية بينما لا تناسبها أنواع أخرى، مما يزيد فرصة الإصابة بالسمنة، لكن لم تثبت دقة هذه العلاقة كما لم تتوفر الدراسات لصحة هذه الحمية ومدى الضرر الذي قد تُسببه،
إذ إن الجسم قد لا يحصل على كفايته من عنصر غذائي أساسي قد يكون محظوراً على أصحاب زمرة محددة للدم .
فيما يتعلق بالحميات التي تعتمد تناول الحبوب والأعشاب وتعمل بآليات مختلفة لإنقاص الوزن، فمنها من يعتمد على إنقاص الشهية لتناول الطعام بالتأثيرعلى مراكز الشبع في الدماغ،
لكن قد يرافق استخدامها عدد من الأعراض الجانبية كارتفاع ضغط الدم، التشنجات، الصداع، عدم انتظام دقات القلب، خفقان القلب، فقدان الأملاح والفيتامينات،
وقد تتسبب أحياناً بالغيبوبة بينما تعتمد أنواع أخرى على امتصاص الدهون ويُوصى بتناولها تحت إشراف طبي،
وأخيراً تعمل بعض الأدوية والأعشاب كمسهلات وتكمن خطورتها في التسبب بتقرحات في الأمعاء، فقدان الفيتامينات والأملاح المعدنية والإمساك الحاد عند التوقف عن استعمالها .
أما الحل المضمون للسمنة فيعتمد على الإرادة ووجود الرغبة الحقيقية للتغيير، إذ يحمل الإنسان بداخله قدرات هائلة لا بد من استغلالها بالطريقة الصحيحة للوصول للهدف، فوضع هدفك لخسارة الوزن من خلال تغيير نظام حياتك والأخذ بعين الاعتبار تجنب السلوكيات الغذائية الخاطئة والحرص على الاستمرارية، فحتى تكسب عادة غذائية جديدة وصحية فلا بد من تكرارها والالتزام بها،