هبة عاكف رصاص
إخصائية التغذية
أصبحت النحافة في الآونة الأخيرة من معايير الجمال ومستلزمات العصر، وأمر يسعى إليه العديد من النساء للوصول إلى قوام رشيق وجسم صحي.
لكن المبالغة في النحافة قد يصاحبها مشاكل صحية واضطرابات غذائية تحدث لدى المراهقات بنسبة أكبر بسبب الهوس في إنقاص الوزن والمفهوم الخاطئ «للنحافة»، ورغبتهن في الحصول على أجسام نحيلة كعارضات الأزياء أو الممثلات أو راقصات الباليه.
فالنحافة المفرطة تصبح حالة مرضية تعرف بـ«فقدان الشهية العصبي» أو «مرض الشراهة العصبي».
فقدان الشهية العصبي «Anorexia Nervosa»
اضطراب غذائي يرتبط عادة بالحالة النفسية، يبدأ عادة بإنقاص الشخص وزنه الزائد للوصول إلى الوزن المثالي، لكن مع مرور الوقت يتفاقم الأمر ويتعداه إلى أن يقل عن وزنه الطبيعي المطلوب.
وتظهر المشكلة في عدم رضا المريض عن وزنه الحالي، ورغبته المستمرة في النحافة وقلة ثقته بنفسه، وإحساسه بالذنب من تناول الطعام.
يصعب عادةً تشخيص هذا الاضطراب ويتم عن طريق إجراء الفحوصات الطبية بسبب إصرار المريض على موقفه من التجويع المستمر، وممارسته الطبيعية لسوء التغذية الأمر الذي يؤدي به إلى: رفضه الحصول على وزن مثالي مناسب للطول والعمر، والوزن اعتماداً على مؤشر كتلة الجسم BMI «Body Mass Index» = الوزن / (الطول).
الإحساس بالخوف من السمنة ومن زيادة الوزن على الرغم من نقصان وزنه عن المعدل الطبيعي.
مرض الشراهة العصبي «Bulimia Nervosa»: اضطراب غذائي يحدث على شكل نوبات من تناول الطعام بشكل متزايد ومستمر وبكميات هائلة مع عدم القدرة على السيطرة على هذه الحالة، فيلجأ المريض إلى سلوكيات غير ملائمة للتخلص من الطعام الزائد كالتقيؤ، أو استخدام أدوية التنحيف أو الصيام أو ممارسة الرياضة العنيفة.
تأثيرات ومخاطر الاضطرابات الغذائية
انعدام الشهية للطعام، فخياراتهم اتجاه الأطعمة تصبح محدودة.
يصاب المريض بفقدان وزن غير صحي يؤدي به إلى الاكتئاب.
صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، شعور بالقلق والارتباك وعدم الرضا عن الذات.
نوم متقطع وتعب متواصل خلال اليوم مع قلة القدرة على التركيز والانتباه.
أعراض النحافة المفرطة
شحوب واصفرار الوجه، تشقق الجلد وجفافه، نمو شعر زائد في الوجه وعلى الأطراف
وعلى الظهر، سهولة تكسر الأظافر، تساقط شعر الرأس وفي مراحله المتقدمة يؤدي إلى الوفاة.
مضاعفات النحافة المفرطة
العديد من المشاكل الصحية قد تظهر بسبب التجويع المستمر، مما يؤدي بفقد الجسم القيام بالعمليات والوظائف الحيوية.
القلب وجهاز الدوران
يؤدي انخفاض الوزن الشديد إلى تباطؤ في نبضات القلب، يصاحبه انخفاض في ضغط الدم قد يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم انتظام في النبضات «Arrhythmia».
الجهاز الهضمي
تظهر المشاكل الصحية على هيئة آلام في البطن، والإمساك وصعوبة امتصاص الطعام في الأمعاء.
يؤدي استخدام المسهلات وأعشاب التنحيف إلى حدوث كسل في الأمعاء
وفقدان معظم المعادن والفيتامينات الهامة.
قد يتأثر الكبد فتتغير آلية عمل الإنزيمات فيه.
اضطراب في الهرمونات: تؤدي النحافة المفرطة لدى النساء إلى حدوث خلل في عمل الهرمونات يظهر في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية وغيابها (Amenorrhea)، مما يسبب زيادة الوزن.
فشل كلوي: تتغير وظائف الكلى بشكل ملحوظ، لمن يعاني من اضطرابات في السلوك الغذائي تظهر في زيادة أو نقصان التبول، وأيضاً اختلال نسبة البوتاسيوم في الدم.
فقدان كثافة العظم: لين العظام بسبب نقصان كمية الكالسيوم المتناولة مما يتسبب في زيادة التعرض للكسور.
اضطراب النواقل العصبية: التي تتحكم بالشهية واختلال توازن المعادن بالجسم، آلام بالحلق تظهر عند التقيؤ المتكرر لإنقاص الوزن.
الأنيميا «فقر الدم»: تنخفض نسبة كريات الدم الحمراء بسبب سوء التغذية ونقص الكمية المتناولة من الحديد، بالإضافة إلى انخفاض نسبة كريات الدم البيضاء التي تلعب دور حماية الجسم من الالتهابات.
ارتفاع مستويات الكولسترول بالدم: فعدم تناول وجبة الفطور يمنع استجابة الجسم إلى «مادة الأنزولين» الموجودة فيه، وبالتالي ترتفع نسبة الكولسترول فيه.
علاج النحافة المفرطة
وعي المريض بسلوكه الخاطئ الناتج عن فقدان الوزن وإدراكه بأهمية علاج سوء التغذية الحاصل عن طريق اكتساب عادات غذائية سليمة، واتباع نظام غذائي متوازن عن طريق التواصل مع إخصائية تغذية للمتابعة مع ضرورة التركيز على تناول الكالسيوم، المغنيسيوم، السيلينيوم والزنك، فيتامين «B» و «C».
تناول الطعام ضمن جو عائلي أسري.
معالجة المشاكل النفسية المسببة لهذه الحالة من تعرض لصدمة أو ضغط عصبي شديد.
القناعة والرضا عن الذات واستبعاد الصورة الوهمية لزيادة الوزن.