ربما تعتبر السمنة من أفضل علامات التنبؤ بالإصابة بداء السكري الذي لم يشخص بعد، وذلك وفقاً لنتائج الدراسات العلمية الحديثة.
العلاقة بين السمنة وداء السكري
ترتبط الزيادة بداء السكري من النمط الثاني ارتباطاً وثيقاً بالتغيرات التي تتمثل في اتباع أسلوب حياة غير صحي «مأكولات غنية بالدهون والسكريات ونسب قليلة من الفيتامينات والمعادن»، وكذلك التدخين ونقص النشاطات الرياضية، ما أدى إلى ارتفاع نسبة انتشار داء السكري.
ومن المعروف أن السمنة تسهم في زيادة الداء السكري من النمط الثاني من خلال زيادة مقاومة الأنسولين، وعدم التوازن في الهرمونات بشكل عام، وزيادة ارتفاع الدهون، ما يؤدي إلى الإضرار بالبنكرياس المسؤول عن إفراز الأنسولين الذي يحرق السكريات في الجسم.
جراحة السمنة وداء السكري
أصبح من المعروف أن لجراحة السمنة تأثيرات علاجية في داء السكري، النمط الثاني، فقد ازداد الدليل على المعالجة الجراحية لهذا المرض في المرضى الذين كانت كتلة الجسم لديهم أكبر من 35،
حيث أوصت المعاهد العالمية لداء السكري في عام 2011 جراحة السمنة بصفته أحد الخيارات العلاجية للسيطرة على الداء السكري من النمط الثاني، أي أنه تعتبر جراحة السمنة علاجاً مناسباً للأشخاص الذين يعانون منه والذين لا تتحقق لهم الفوائد من العلاجات الطبية، ولا سيما بوجود أمراض مرافقة أخرى.
ويجب أن تكون الجراحة خياراً مقبولاً للأشخاص الذين يعانون من داء السكري النوع الثاني ونسب كتلة الجسم لديهم 35 أو أكثر.
كذلك تعتبر الجراحة خياراً علاجياً بديلاً في المرضى الذين يكون لديهم كتلة الجسم بين 30-35 كجم/م ولا يستطيعون السيطرة على داء السكري بانتظام العلاج المناسب، خاصة عند وجود عوامل خطورة قلبية ووعائية وكلوية مرافقة،
ومن المعروف أن جراحة البدانة تشمل عدة خيارات جراحية، فكل إجراء جراحي يناسب كل مريض على حده حسب وضعه الصحي، فهناك تكميم المعدة «التدبيس» وإجراء تحويل المعدة «التحويل الجراحي» وربط المعدة «حلقة المعدة»،
ومن الممكن للمريض أن يختار بين الإجراءات الجراحية وذلك بعد الاستشارة الطبية من قبل استشاري جراحة السمنة فيما يتعلق بتفاصيل خطورة العملية والمضاعفات المحتملة على المدى الطويل، والنقص المتوقع في الوزن ونسبة فشل العملية وإمكان اكتساب الوزن مرة أخرى.
الخطر الدائم من السمنة
تتزايد خطورة النمط الثاني من داء السكري أضعافاً كثيرة مع زيادة نسب كتلة الجسم إلى ما فوق 25 كجم/ م2 مقارنة بنسب كتلة الجسم الطبيعي البالغ 22 كجم/ م2، فإن خطورة داء السكري النمط الثاني تزيد من ضعفين إلى ثمانية أضعاف عندما يكون نسب كتلة الجسم 25،
وتزيد هذه الخطورة من عشرة إلى أربعين ضعفاً إذا كانت نسب كتلة الجسم أكبر من 30، كما تتعدى هذه الخطورة أربعين ضعفاً إذا كانت نسب كتلة الجسم أكبر من 35، وذلك اعتماداً على العمر والجنس ومدة وتوزيع الدهون، والعرق أيضاً،
حيث إن الإناث تزداد خطورة الإصابة لديهم بالداء السكري مقارنة بالرجال في حال زادت كتلة الجسم، كما إن ازدياد كتلة الجسم نسبة للعمر له علاقة بالإصابة بداء السكري، فيزداد بازدياد كتلة الجسم بشكل واضح.