ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ :
ﺃﻳﻦ ﻗﻠﺒﻲ .. ﺃﻳﻦ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻣﻦ
ﻭﺟﺪ ﻗﻠﺒﻲ؟
ﻓﺪﺧﻞ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻜﻚ ، ﻓﻮﺟﺪ ﺻﺒﻴﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﺃﻣﻪ
ﺗﻀﺮﺑﻪ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ ﺩﻭﻧﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻳﻤﻴﻨﺎ
ﻭﺷﻤﺎﻻ ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻳﺬﻫﺐ ، ﻭﻻ ﺃﻳﻦ ﻳﻘﺼﺪ ،
ﻓﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ ، ﻓﻮﺿﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺘﻪ ﻓﻨﺎﻡ ،
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺟﻌﻞ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ :
ﻳﺎ ﺃﻣﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﻔﺘﺢ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻨﻲ ﺑﺎﺑﻚ؟
ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻧﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﻃﺮﺩﺗﻨﻲ؟
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻭﻳﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﻀﺒﺖ ﻋﻠﻲ؟
ﻓﺮﺣﻤﺘﻪ ﺃﻣﻪ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﻮﺟﺪﺕ
ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ ،
ﻣﺘﻤﺮﻏﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ، ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺣﺘﻰ
ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻫﺎ ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﻘﺒﻠﻪ
ﻭﺗﻘﻮﻝ :
ﻳﺎ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻋﺰﻳﺰ ﻧﻔﺴﻲ ..
ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﺘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﻚ ..
ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺃﻃﻌﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻲ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :
ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﻠﺒﻲ ..
ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻭﺟﺪ ﻗﻠﺒﻪ؟
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺬﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺐ ﺑﺎﺏ ﺭﺑﻪ ، ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻤﻮﻻﻩ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﺨﺎﻓﻪ ﺗﻔﺮ ﻣﻨﻪ
ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺧﻔﺘﻪ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻔﺮ ﺇﻟﻴﻪ ..
﴿ ﻓﻔﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻟﻜﻢ ﻣﻨﻪ ﻧﺬﻳﺮ ﻣﺒﻴﻦ ﴾