بقلم: عبود مزهر الكرخي
سوف نستكمل الدلالات والمؤشرات التي تجعل من سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء ليست كباقي النساء والذي العديد من الكتاب القصيري النظرة يقولون ذلك والذي جعلها بهذه العظمة وتفردها عن باقي النساء هو بأمر من الله سبحانه وتعالى والذي جاء على لسان رسوله وحبيبه محمد(ص) والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ولا يقول كلام اعتباطي أو عبث(استغفر لله) والذي كان وجود الزهراء روحي له الفداء هو كان بإرادة آلهية في خلق هذه الأنوار الخمسة قبل خلق آدم وهم محمد وعلى فاطمة والحسن والحسين وكانوا أنوار معلقة بالعرش حيث يذكر في كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه واله إذ أقبل إليه رجل فقال: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس: (أستكبرت أم كنت من العالين) فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة ؟ فقال رسول الله: {أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين: كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالى: " أستكبرت أم كنت من العالين " أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه.بنا يهتدي المهتدون.
فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره، ولا يحبنا إلا من طاب مولده}.(1)
فأذن خلق فاطمة كان أرادة آلهية وسر آلهي خلقها لأجل إن يتلطف بهذه الأمة وعبادة وهو ما سنعرفه لاحقاً لأن ما يصدر عن الله ليس بعبث(حاش لله) بل هو كل بتقدير لأنه مقدر ألأشياء في الكون ولا يغيب عنه شاردة وواردة ولهذا كان حديث الكساء الذي نزل به جبرائيل الأمين(ع) على نبينا الأكرم محمد(ص) بفضل ومنزلة الذين هم تحت الكساء
"...إذ يدعو رسول اله لمن تحت الكساء ويقول: اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وخاصتي وحامتي لحمهم لحمي* ودمهم دمي* يؤلمني مايؤلمهم* ويحزنني ما يحزنهم * أنا حرب لمن حاربهم * وسلم لمن سالمهم * وعدوٌ لمن عاداهم * ومحب لمن أحبهم * إنهم مني وأنا منهم* فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك عليَّ وعليهم واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "
"فقال الله عز وجل يا ملائكتي ويا سكان سمواتي إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحيةً ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئةً ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا لمحبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء،، فقال الأمين جبرائيل ياربِ ومن تحت الكساء ؟؟،، فقال عز وجل هم أهل بيت النبوة،، ومعدن الرسالة،، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها،، فقال جبرائيل ياربِ أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادساً،، فقال الله قد أذنت لك.
فهبط الأمين جبرائيل قال السلام عليك يا رسول الله العلي الأعلى يُقرئك السلام،، ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك وعزتي وجلالي أني ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا يسري إلا لأجلكم ومحبتكم،، وقد أذن لي أن أدخل معكم،، فهل تأذن لي يا رسول الله، فقال رسول الله وعليك السلام يا أمين ووحيه الله،،إنه نعم قد أذنت لك.
فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء،، فقال لأبي إن الله قد أوحى إليكم يقول،، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا..
من هنا نعرف أن خلق فاطمة هو خلق من الله عز وجل وليست هي كباقي النساء كما يدعي المدعون بل مكنون وسر آلهي ولهذا عندما يسلم على فاطمة يقال {السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها} والذي عقولنا القاصرة لا نعرف ماهية هذا السر الآلهي والذي لا يتضح إلا عندما تقوم الساعة وهو الذي هو يقول في محكم كتابه { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ.. }.(2) في إشارة إلى إحاطته بكل الأمور لأنه العالم والعليم فوق كل شيء.
وبعد هذه المقدمة فلنلج إلى بحثنا لإعطاء الدلالات على ماهية هذه السيدة العظيمة من خلال مراحل حياتها والتركيز على عظمتها وتفردها عن باقي النساء والبشر.
الولادة الميمونة لفاطمة) عليها السلام)
(فاطمة بضعة مني، وهي نور عيني، وثمرة فؤادي، وروحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية)(3)
كان الرسول(ص) يعيش أحلك الظروف في هذه السنة وهي السنة الخامسة بعد البعثة النبوية على أرجح الروايات والتي قاسى منها الأمرين من صنوف الظلم والقهر من الكفار وسيادة الشرك والظلال وشيوع الفقر والحرمان في مكة والجزيرة وكان الرسول بالرغم من الظروف الصعبة كان يتطلع إلى الغد المشرق الذي تلوح كل معاني المجتمع الإسلامي الجديد والقائم على الدعوة المحمدية الجديدة والذي قال عن نفسه روحي له الفداء((ما أوذي رسول قبلي قط مثل ما أوذيت)).
وهنا وقعت حادثة المعراج الكبرى، التي أَذن اللّه فيها لرسوله الأكرم(صلّى الله عليه وآله (بالعروج ؛ لمشاهدة ملكوت السماء {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(4)فيرى وبأم عينه ملكوت السماوات وعظم آيات ربه وقد وردت في كل مصادر الشيعة والسنة أن رسول الله(ص) {وطأ الجنة ليلة المعراج، فناوله جبرئيل (عليه السلام) فاكهةً من شجرة طوبى، فلمّا عاد إلى الأرض اِنعقدت نطفة فاطمة من تلك الفاكهة ؛ ولذلك جاء في الحديث أنّ رسول اللّه) صلّى الله عليه وآله) قال: (إنّ فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى الجنة جعلت أقبّلها)(5)وبذلك فإن هذه المولودة المباركة التي تمثّل عصارة ثمار الجنة، ولحم ودم رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله)، وتلك الأُم الحنون السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام)}، وبذلك تضع حد لغمز ولمز المشركين في إن الرسول(ص) أبتر لا عقب وكما قال ذلك المشرك العاص بن وائل لتكون له هذه المولودة المباركة والتي شرفها الله بأن أعطاها سورة الكوثر لتكون هي المنهل الصافي لذرية نبينا الأكرم محمد(ص) لتنجب الأئمة الميامين من عترة النبي(سلام الله عليهم أجمعين).
وللحوراء الإنسية تسعة أسماء يرمز كل منها لصفات ومناقب هذه السيدة الطاهرة المباركة، وهي:
١ ـ فاطمة ٢ ـ الصدّيقة ٣ ـ الطاهرة ٤ ـ المباركة
5 ـ الزكية 6 ـ الراضية 7 ـ المحدّثة 8 ـ الزهراء
ويكفي ان اسمها فاطمة وهذه اكبر بشارة لشيعتها فاطمة أخذت من (الفطم) وفي اللغة العربية تعني (الأنفصال) ؛ وفي العادة يقول فطم الطفل أي انفصام الولد عن الرضاعة وقد ورد ان رسول الّله) صلّى الله عليه وآله)قال لأمير المؤمنين علي) عليه السلام {: (أَتعلم يا علي لِمَ سُميت اِبنتي فاطمة ؟) }.
قال (عليه السلام) {: لِمّ يا رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله؟}.
فقال(ص) {: لإنّ اللّه عزّ وجل فطمها ومحبيها من النار فلذلك سُميت فاطمة}(6)
ويتألق اسم الزهراء من بين أسمائها، وحين سُئل الصادق (عليه السلام): لِم سمُيت فاطمة(عليها السلام) بالزهراء ؟ قال (عليه السلام): {لأنّ الزهراء كانت زاهرةً كالنور، فإذا وقفت في محرابها للصلاة كانت تزهر لأهل السموات، كما تزهر النجوم لأهل الأرض، ولهذا سًميت بالزهراء}.(7)
وكان الأمر كما قدّر فقد توفيت كبرى بنات النبي(زينب) متأثرة بحادث وقع لها حين هاجرت من مكة الى المدينة بعد غزوة بدر، وذلك إن أحد المشركين لقيها وهي في الطريق إلى دار الهجرة(بعد أن فرق الإسلام بينها وبين زوجها وأبن خالتها العاص بن الربيع) فنخسها في بطنها وكانت حاملاً فأسقط حملها.
أما رقية وأم كلثوم فقد ماتتا بعد ان تزوجهما(عثمان أبن عفان) على التتالي وكانت وفاة رقية نتيجة قضية يطول شرحها وحول معاملة عثمان لابنة النبي محمد(ص).
وهكذا كان مولد النور فاطمة الزهراء (ع) والتي أهتم بها رسولنا الأعظم أيما اهتمام لأنها تمثل امتداد النسل المحمدي ونسل نبينا الأكرم محمد(ص) ولهذا قال عنها أبوها روحي له الفداء ((فاطمة بضعة مني يريبني مارابها ن ويؤذيني ما آذاها)).(8)
وهو الذي كان روحي له الفداء يمر على بيتها كل صباح فيمسك عضادة الباب ويقول { السلام عليكم يا اهل بيت النبوة (وفي روايات أخرى ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة}، أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}(9)
تلك الزهراء روحي لها الفداء والتي كانت تؤنس أمها خديجة إثناء الحمل وتحدثها وتدخل أليها الطمأنينة والسرور إلى قلبها ونفسها.
ومرد ذلك ان نسوة مكة قد هجرنها فكن لا يدخلن إلى بيتها وسبب ذلك أنهنَّ كانوا يقولون لها ((نحن قاطعنك لزواجك من يتيم أبو طالب)) فكنَّ لا يدخلن بيتها ولا يسلمن عليها ولا يدعن امرأة تدخل بيتها وكان هذا جزء من المقاطعة التي فرضها مشركي قريش على النبي(ص) والمسلمين.
وكان من العادة وحتى الآن إن تأنس الحامل بقريناتها ولسماع أحاديثهنَّ لكي ترتاح وتأنس بهنَّ ولقد استوحشت بهذه المقاطعة وغلب عليها الحزن لهذا الأجراء، ولكن الله سبحانه وتعالى أبى أن يجعل قلب خديجة العامر بالأيمان يعيش حالة من الجزع والحزن الداخلي الذي يأكل بنفسها من الداخل فكان أن أنطق الجنين الذي في بطنها وجعلت تحدثها بحديث النساء في مجالسهن. وهذه المعجزة هي ربانية وهي من خصوصيات ولادة الزهراء والتي أكرمها رب العزة والجلال أيما إكرام.
"ولقد دخل النبي(ص)على زوجته خديجة وقال لها: ياخديجة من تحدثين؟!، قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني!!.
فقال (ص): يا خديجة هذا جبرائيل يبشرني أنها أنثى، وإنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه.
ولقد ظلت تحدثها وتذهب عنها الروع طيلة أيام الحمل". (10)
ومن هنا نعرف أن الله أعطى الزهراء(ع)منزلة عظيمة فهي تكلم أمها وهي في بطن أمها ولو رجعنا إلى النبي عيسى(ع) فهو قد كلم أمه وقت المخاض عندما قال لها { فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا }.(11) وهذه المنزلة هي منزلة الأنبياء إذ جعلها كما في مصاف مريم وعيسى(ع) وهذه هي التي تبين عظمة الزهراء روحي لها الفداء بل جعلها أعظم من مريم عندما بشرها بأنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة وهذا ما جاء على لسان نبينا الأكرم محمد ص إذ يقول { عن عائشة أن النّبي (صلى الله عليه وآله) قال وهو في مرضه الّذي توفّي فيه: " يا فاطمة ألا ترضينَ أن تكوني سيّدةَ نساء العالمين، وسيّدةَ نساء هذه الاُمّة، و سيّدة نساء المؤمنين }. (12)
ومن بعد ذكرناه فهل يصح أن نجعل سيدتي ومولاتي فاطمة أمراه كباقي النساء أم أن الله قد أختصها برحمته وجعلها لها خاصية عظيمة وهي بتفردها عن باقي ومنذ يوم كانت جنين في بطن أمها سيدتي مولاتي خديجة ثم في ولادتها ليبقى هذا السر ينمو ويكبر ويحقق ما أراده الله من دور عظيم وسامي والذي سنتعرف عليه فيما بعد.
مقامها عند الله سبحانه وتعالى
ومقامها عند رب العزة والجلال هو مقام رفيع إذ من المعروف ان الله عندما يرضى عن العبد فأنه حتماً تكون له منزلة ومقام رفيعين عند الله سبحانه وتعالى وإذن فكيف بفاطمة الزهراء التي خصها بمنزلة سامية وردت في أحاديث نبينا ألأكرم محمد(ص) وأئمتنا المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين) ولنسرد هذه الأحاديث:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك)).(13)
وكذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: ((يا فاطمة أبشري فلك عند الله مقامٌ محمودٌ تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتُشفعين)).(14)
ويظهر أيضاً مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل:
((يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السموات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار)).(15)
ولنأتي إلى مايقوله الكاتب محمد فاضل المسعودي في العلة في مقامها الكريم روحي لها الفداء ويقول(16)
"ومن المقامات الأخرى لها عليها السلام هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل: ((يا أحمد! لولاك لم خلقت الأفلاك، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما))".(17)
أي ان أنها العلة والوعاء الذي حمل السلالة الطاهرة للسلالة المحمدية الطاهرة(سلام الله عليهم أجمعين).
مقامها (عليها السلام) يوم القيامة
مقام سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع) مقام رفيع وقد تحدثنا عن جزء يسير في الدنيا ومالها من كرامات خص الله به هذه السيدة العظيمة ولكن نحن سنتناول في هذه الفقرة مقامها الرفيع في الآخرة وبإجماع الفريقين وهي كالآتي:
"حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثني إسماعيل بن علي السندي، عن منيع بن الحجاج، عن عيسى بن موسى، عن جعفر الأحمر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، خطامها من لؤلؤ رطب، قوائمها من الزمرد الأخضر، ذنبها من المسك الأذفر، عيناها ياقوتتان حمراوان، عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، داخلها عفو الله، وخارجها رحمة الله، على رأسها تاج من نور، للتاج سبعون ركناً، كل ركن مرصع بالدر والياقوت، يضئ كما يضئ الكوكب الدري في أفق السماء، وعن يمينها سبعون ألف ملك، وعن شمالها سبعون ألف ملك، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد....)".(18)
(عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني، عن أبي هريرة قال رسول الله: أول شخص يدخل الجنة فاطمة) انتهى.(19)
(روى تمام في الفوائد والحاكم والطبراني عن علي، وأبو بكر الشافعي عن أبي هريرة، وتمام عن أبي أيوب أبو الحسين بن بشران، والخطيب عن عائشة والأزدي عن أبي سعيد بأسانيد ضعيفة، إذا ضم بعضها إلى بعض أفاد القبول، أن رسول الله (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أيها الناس، وفي لفظ:يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد إلى الجنة. وفي لفظ: حتى تمر على الصراط، فتمر وعليها ريطتان خضراوان). انتهى.(20)
وتدل بعض الأحاديث على أن هذا المشهد قبل أن يفرغ أهل المحشر من الحساب، ولذا تكون فاطمة أول شخص تدخل الجنة مقدمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). (21)
(أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل).(22)
ومن هنا نستنتج إن سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(عليها السلام) كان لها مقام ومنزلة سامية عند رب السماوات والأرض أختصها الله سبحانه وتعالى لها دون عن باقي النساء ولتصبح سيدة نساء العالمين وسيدة أهل الجنة والذي حباها بهذه المكانة الرفيعة والسامية هو رب العزة والجلالة الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض مقدر الأكوان كما قي قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.(23)
والتي لم نرى أي أمراه قد حملت هذه الصفات والمنزلة العظيمة من نساء الأولين والآخرين من خلال ما كتبناه آنفاً والذي بعون الله ومشيئته سوف نكمل هذا البحث عن سيدة نساء العالمين الحادثة المطهرة سيدتي ومولاني فاطمة الزهراء روحي لها الفداء إن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1 ـ فضائل الشيعه: 7 و 8. بحار الأنوار: 25، أبواب خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم
باب 1: بدو أرواحهم وأنوارهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد ص 2.
2 ـ [ الجن: 26 - 27 ].
3 ـ رياحين الشريعة، ج 2 ص 21
4 ـ [ سورة الإسراء: 1 ]
5ـ أخرجه كل من: ـ الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج5/78 مطبعة دار السعادة. أخطب خواغرزم في (مقتل الحسين) ص63 مطبعة الغري. الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج1/38 مطبعة القاهرة. الهيثمي في (مجمع الزوائد)ج6/202 طبعة مكتبة القدس بمصر.؛ وعليه فليس هناك من منافاة في ولادة سيدة النساء في السنة الخامسة من البعثة النبوية المباركة.
6 ـ ورد هذا الحديث في أغلب كتب العامة من قبيل (تاريخ بغداد) و(الصواعق المحرقة)و(كنز العمال)
وذخائر العقبى.
7 ـ علي بن عبد الله السمهودي: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج1/331.
8 ـ وبألفاظ متشابهة وراجع ك صحيح البخاري: 5/274. صحيح مسلم: 4/261. المستدرك على الصحيحين للحاكم: 4/54. الصواعق المحرقة لأبن حجر: 105. مسند لأحمد بن حنبل 4/328. والكثير من المصادر.
9 ـ ممن روى ذلك: ـ الشيخ عبد الرحمان الصفوري الشافعي في(نزهة المجالس)ج2/227. القندوزي البلخي في (ينابيع المودة)ص198. الشيخ شعيب المصري في (الروض الفائق) ص214.
10 ـ المناقب: 3 /106.
11 ـ [ مريم:24]
12 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري وكنز العمال للمتقي الهندي الحنفي.
13 ـ المناقب: 3 | 106.
14 ـ كنز الفوائد: 1/150.
15ـ الأسرار الفاطمية محمد فاضل المسعودي. ص 98
16 ـ سفينة البحار: 2 /375.
17 ـ ملتقى البحرين: 14، فاطمة بهجة قلب المصطفى: 9، عن كشف اللآلي.
18 ـ كشف الغمة: 1 | 498.
19 ـ اللمعة البيضاءص55: عن مقتل الحسين للخوارزمي:56، والفردوس:1/38ح81، ونظم درر السمطين:ص18، والخصائص الكبرى للسيوطي:2/225، ومسند فاطمة الزهراء: ص52 ح114، ومناقب ابن شهر آشوب)، وفي أمالي الصدوق ص69.
20ـ في ميزان الإعتدال للذهبي:2/618. أخرجه أبو صالح المؤذن في مناقب فاطمة.
21 ـ وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي:11/5.
22 ـ في كنز العمال:12/11. وكذلك أبو الحسن أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي، والرافعي عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني.
23 ـ [يونس: 61].