هناكَ في قعرةِ اليأسِ الشديدْ
لأشعرَ بكِ أيتها الروحُ بلا روحْ..
لأشعرَ بكَ أيها الجسدُ شديدَ الخواءْ
لا أعلمُ ما الذيْ يحدثْ .. كثيراً ما يراودني شعورٌ بالتيهْ
وإني حقاً لا أعلمْ
أجدنيْ أسيرُ حافي القدمينِ في ساحةٍ جرداءْ
وأتعثرُ من أصغر الحصياتِ التيْ تتعرضُ طريقيْ
وكثيراً ما تنهمرُ الدماءْ
الدماءْ.. تمازجُ السوادُ بالحمرةِ ليكتسىْ القلبُ باليأسِ الشديدْ
أبحثُ عن أيْ خيطٍ يصلُ بيْ إلى حيثُ ..
إلى حيثُ لا أعلمْ
أرتجيْ شيئاً ..
أرتجيْ نوراً..
أرتجيْ بصيصَ النورْ
ولكنيْ أسيرُ وأسيرُ .. وقدْ ملَّ اليأسُ والسيرُ منيْ
يزاحمُ الغبارُ الأسودُ خصلاتيْ المتطايرةْ..
وأجدُ زفراتيْ المتتاليةُ تزاحم هذا الغبارَ المفحمْ
فتزيدهُ سوادْ
الظلامْ .. الدجىْ .. السوادُ العقيمْ..
كلهم يحيطونُ بيْ ..
جميعهمْ يحاصروننيْ.. ويفرضونَ عليا الشعورَ المميتَ بالاختناقْ
الشعورَ القاتلَ بالموتْ
وقلبيْ الخفوقْ لا يملُّ إجهاديْ بتسارعِ نبضاتهْ
حتىْ بدأتُ أضغطُ عليهِ وأرجوهُ أن يتوقفْ
يتوقفُ إلى الأبدِ فقدْ ضاقَ قفصُ الصدرِ حتى عن استضافتهْ
وإنها الشمسُ تقبلُ فتبخرُ الدموعَ التيْ تقاطرتْ على الوجناتِ الملطخةِ بالحزنْ
فتباشرتْ روحيْ بأملٍ أوْ خيطٍ ذهبيٍ ينتشلنيْ من هذا
ولكنْ سرعانَ ما تباشرنيْ باللهيبِ الحارقِ
وتقتلَ كلَ معانيْ الحياةِ الباقيةْ
هناكَ في قعرةِ اليأسِ الشديدْ
وحضيضُ الآهِ المُتْعِبْ
حفرتْ تلكَ الروحُ لها قبراً
وتوسدتْ فيهِ تحلمُ بالضياءْ.. تحلمُ بالحياةْ.. عندما عزَّ البقاءْ