في الربيع الأزرق خواطر مرسلة
ما أجمل الأرض على حاشية الأزرقين: البحر والسماء؛ يكاد الجالس هنا يظن نفسه مرسومًا في صورة إلهية.
في جمال النفس يكون كل شيء جميلًا،
إذ تلقي النفس عليه من ألوانها, فتنقلب الدار الصغيرة قصرًا لأنها في سعة النفس لا في مساحتها هي، وتعرف لنور النهار عذوبة كعذوبة الماء على الظمأ،
ويظهر الليل كأنه معرض جواهر أقيم للحور العين في السموات،
ويبدو الفجر بألوانه وأنواره ونسماته كأنه جنة سابحة في الهواء.
في جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الخليقة؛
ويكأن الله أمر العالم ألا يعبس للقلب المبتسم.
لا تتم فائدة الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفس من شعور إلى شعور؛
فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح.
الحياة في المدينة كشرب الماء في كوب من الخزف؛
والحياة في الطبيعة كشرب الماء في كوب من البَلُّور الساطع؛
ذاك يحتوي الماء وهذا يحتويه ويبدي جماله للعين.
وا أسفاه، هذه هي الحقيقة:
إن دقة الفهم للحياة تفسدها على صاحبها كدقة الفهم للحب،
وإن العقل الصغير في فهمه للحب والحياة، هو العقل الكامل في التذاذه بهما.
وا أسفاه، هذه هي الحقيقة!
في هذه الأيام الطبيعية التي يجعلها المصيف أيام سرور ونسيان،
يشعر كل إنسان أنه يستطيع أن يقول للدنيا كلمة هزل ودعابة.
إذا استقبلتَ العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع،
وحقائق الهموم تصغر وتضيق، وأدركت أن دنياك إن ضاقت
فأنت الضيق لا هي.
كلمات راقت لي
الرافعي