بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

عمر قلبك فهو منزلك ..!!!

هدف الانسان المؤمن هو ان يحصل على رضا الله تبارك وتعالى , وهذا الهدف لا يتحقق الا اذا امتلك قلبآ سليمآ قال تعالى { يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم } .
القلب هو مركز النجاح , او الفشل , تبعآ لما يوجد فيه من افكار تؤثر على الجوانح والجوارح , فعندما تستقر في القلب الافكار النورانيه , والقيم الموضوعيه , والمعارف الحقه , فان سلوك الانسان سوف يتجه نحو الاهداف الساميه , واما اذا اصبح القلب مركزآ للافكار السيئه والقيم المنحرفه , والمعارف البعيده عن المعصوم - عليه السلام - فان ذلك سيؤدي بصاحبه الى الضياع والهلاك وكما ان للقلب تأثير على الفرد , فان له تأثير على المجتمع ايضآ , فالمجتمع الذي ان يغير حياته نحو الافضل فما عليه الا ان يغير قلوبهم قال تعالى { ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم } .ومن هنا تبرز اهمية عمارة القلب وما لها من دور في نجاح الفرد والمجتمع او فشلهما تبعآ للافكار والتوجهات والرغبات الموجوده فيه .
القلب عندما يعمر بذكر الله تبارك وتعالى وذكر المعصومين - صلوات الله عليهم - والافكار الطيبه فان ذلك القلب سيكون منزلآ لله عز وجل . واذا ما سكن الرب سبحانه في القلب سوف يتحرك نحو الاصلاح والفلاح فعن الرسول - صل الله عليه واله - (( ناجى داود ربه فقال : الهي لكل ملك خزانه فاين خزانتك ؟ فقال تعالى : لي خزانه اعظم من العرش , زاوسع من الكرسي , واطيب من الجنه , وأزين من الملكوت أرضها المعرفه , وسماؤها الايمان , وشمسها الشوق , وقمرها المحبه , ونجومها الخواطر , وسحابها العقل , ومطرها الرحمه , وأثمارها الطاعه , وثمرها الحكمه , ولها ابواب اربعه : العلم والحلم والصبر والرضا الا وهي القلب . )) بحار الانوار الجامعه لدرر الائمه الاطهار/59/67 .
اما عدم الاهتمام بعمارة القلب فهذا من الاسباب التي تجعل القلب يفقد بريقه وبالتالي لا يستطيع ان يستقبل الفيوضات النورانيه او يعكسها في ارجاء النفس , كالمرآة التي تصاب بالصدأ فان عكسها للنور سيكون ضعيفآ , فحركة الانسان وتصرفاته واعماله انما تاتي تبعآ لما يصدر القلب من انعكاسات .
لذلك نجد الكثير من النصوص الشريفه التي تحذر من المفاهيم والاعمال التي تجعل القلب منزلآ خربآ , على سبيل لمثال لا الحصر :
1 - حب الدنيا : عن الرسول - صل الله عليه واله - (( اياكم واستشعار الطمع فانه يشوب القلب شدة الحرص , ويختم على القلوب بطابع حب الدنيا )) . ولا نقصد من ذلك ان الانسان يترك الدنيا ويتفرغ للاخره , وانما القصد ان لا يجعلها هدفآ في الحياة , وانما يجعلها وسيله لكسب الاخره , وبعباره أخرى ان الانسان يجعل حالة التوازن بين الدنيا والآخره فعن امير المؤمنين - عليه السلام - (( اعمل لدنياك كانك تعيش أبدآ , وأعمل آخرتك كانك تموت عدآ )) .
2 - كثرة الذنوب : الذنوب بمثابة الآلات التي تحطم القلب , وتجعله كالحجاره او اشد منها قال تعالى { ثم قست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجاره } . فعن امي المؤمنين - عليه السلام - (( ما جفت الدموع الا لقسوة القلوب , وما قست القلوب الا لكثرة الذنوب )) .
3 - المراء والجدال : عن لرسول - صل اللع عليه واله - (( اياكم والمراء والخصومه فانهما يمرضان القلوب على الاخوان , وينبت عليهما النفاق )) .. والمراء هو الطعن في كلام الغير لاظهار خلل فيه من غير غرض سوى تحقيره واهانته , واظهار تفوقه وكياسته , اما الجدال فهو مراء يتعلق باظهار المسائلالاعتقاديه وتقريرها واما الخصومه فهي الالحاح في الكلام لا ستيفاء مال او حق مقصود )) .
4 - الحقد على الاخرين : عن امير المؤمنين - عليه السلام - (( طهروا قلوبكم من الحقد فانه داء موبي )) .
5 - ضعف العقيده : ولعله من اكثر الاسباب تخريبآ للقلب , اذ عدم معرفة العقائد الحقه وخاصه ولاية اهل البيت - عليهم السلام - او الشك فيهم , فذلك يعني زوال الايمان والنور من القلب , بل واكثر من ذلك فمن شك في كفر اعائهم فقد أحرق الايمان الموجود في القلب .
ولحمد لله رب العالمين