لم يتعد عمرها السنوات العشر وهي لم تبرح مكان رفيقاتها من بنات الحي وهن يلعبن أمام البيت، وذات يوم جاء زائر إلى أبيها، وما هي غير دقائق حتى سمعت صوتاً يناديها، أن هلمي بسرعة، فدخلت المنزل فأعطتها والدتها كوباً من عصير لتقدمه للضيف، ففعلت وخرجت، ولم يدر بخلدها أن ذلك الضيف سيكون عريس الغفلة، وزوجها في المستقبل، في صفقة قبض الأب ثمنها وكان لها ألمها!
الطفلة س ع من محافظة ذي قار العراقية، تمتلك شجاعة متناهية، ما جعلها وبكل جرأة تذهب إلى مركز الشرطة وتتقدم ببلاغ ضد والدها، مدعية انه أرغمها على الزواج برجل أكبر منها سناً، ولم تكتف بذلك بل اشتكت على الشيخ المأذون، الذي عقد قرانها خارج المحكمة، وطالبت بالطلاق، فالزواج باطل لأنه تم دون رغبتها، ومن غير علمها أو موافقتها.
بطلان العقد
القاضي في محكمة استئناف المنطقة قضى ببطلان الزواج لأن عقد القران كان خارج المحكمة؛ وجاء قراره بتفريق الزوجين بحجة عدم قانونية العقد المبرم، خاصة والقانون العراقي يعتبر إبرام عقد الزواج خارج المحكمة جريمة عقوبتها الحبس ستة أشهر ولا تزيد على سنة، إلا أن ذلك لا يطبق حالياً.
الأب أبدى ندماً شديداً، وقال باكياً وهو يخاطب من لاموه، أنتم لا تعرفون غولاً اسمه الفقر، ولا جربتم قسوته، وحتى لو كان رجلاً لما استطعت قتله أمام سطوة المال ومرارة الحاجة.
المصدر: بغداد - عراق واحد