حيدر حويل، شاب لم يكمل أعوامه الثمانية عشر، انهى حياته أمس الخميس، بطلقة من مسدس استعاره من أحد أصدقائه والسبب انه لم يعد يحتمل ابتعاده عن حبيبته. ربما لايختلف موت حويل عن الشباب الاخرين الذين يذهبون ضحية التفجيرات اليومية، إلا أن موته يحمل معنى آخر بعيدا عن كل هذا الرعب، فما زال بعض الناس يموتوت بسبب الحب لا بسبب الرعب فقط.
حيدر الذي يسكن بيتاً متواضعاً في ناحية القاسم (35 كم جنوبي الحلة)، عانى من رفض اهل حبيبته له، إذ طلبها للزواج اكثر من مرة إلا أنه يجابه دائماً بالرفض. يقول أحد اصدقائه إن “علاقته مع حبيبته استمرت لاكثر من سنتين، وقد احبها حباً لا يمكن تخيله”.
حويل دخل أمس إلى غرفته ولم يخرج بعدها، فقد كانت رصاصة واحدة من مسدس كافية لانهاء حياته وإنهاء لوعة حبه، أهله رفضوا الحديث عن الامر واكتفوا بالقول أن “حيدر ذهب الى رحمة ربه، ونحن صدمنا بانتحاره، لكن ما حدث هو قضاء وقدر”.
اصدقاؤه المقربون اعتبروا ما واجهه حويل “ظلم كبير”، أمين مخيف قال إن “حيدر كان زميلي المقرب وكان يروي لي كل ماعاشه من حب مع حبيبته، خاصه تلك المعاناة التي تعرض لها من اهل الفتاة بسبب رفضهم له، فكان يأتيني باكياً بعد كل محاولة فاشلة للزواج من أميرته كما كان يسميها”.
ويضيف صديق آخر “حيدر كان عاشقا من صنف العشاق الذين نقرأ عنهم في الكتب والقصائد، فلم اشاهد شخصاً عشق بهذا الحد “، موضحا ان “صوت اطلاق النار هو من افزع اهله وجيرانه ليجدوه بعد ان حطموا الباب جثة داخل غرفته”.
عباس حسين، زميل حيدر في عمله، يقول إن “حيدر عشق الفتاة وهام بها، وكنا نراه صامتا لوقت طويل اثناء العمل”، ويختم حديثه ” كنت أتوقع له الجنون لا الانتحار”.