حذرت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من مجاعة محتملة في جنوب السودان إن لم ينته الصراع سريعاً. وفي الوقت نفسه وافقت قمة دول(إيقاد)، أمس الخميس، على نشر قوات في دولة جنوب السودان للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين.
وأعرب المبعوث الخاص للولايات المتحدة، دونالد بوث، في تصريحات صحافية خلال القمة الاستثنائية لدول شرق إفريقيا "إيقاد" بإثيوبيا، عن قلق بلاده إزاء الوضع الإنساني في جنوب السودان، وعبّر عن خيبة أمل المجتمع الدولي لعدم احترام الأطراف المتقاتلة الالتزام باتفاق وقف الأعمال العسكرية وفقاً لاتفاق الهدنة الموقع بين الطرفين مؤخراً، مضيفاً أنّ ذلك "أدى إلى آلاف الوفيات الإضافية وتدهور الوضع الإنساني بحيث يواجه جنوب السودان مجاعة محتملة".
ومن جهته لفت مبعوث الاتحاد الأوربي الخاص بمنطقة القرن الإفريقي ألكسندر روندوس، في تقرير له إلى أن موسم الأمطار يقترب في جنوب السودان، ولكن العديد من المناطق غير مزروعة لأن الناس طُوردوا من منازلهم، ويخافون من التعرض للهجوم إذا عادوا، ويُعتقد أن 8% من الأسر السودانية الجنوبية المشاركة في الزراعة الرعوية يعتمدون على الماشية والزراعة، وبالتالي فإن المخزون الذي لدى المواطنين لن يكفي في غضون أشهر قليلة.
إلى ذلك وافق قادة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيقاد)، والتي تتوسّط في محادثات سلام بين الفصائل المتحاربة في جنوب السودان، في قمة طارئة على نشر قوات في دولة جنوب السودان، بحلول منتصف أبريل المقبل، للمساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين .
وخلصت إلى إقرار تشكيل قوات من دول الإقليم لتوفير الحماية لآلية المراقبة والتحقق والبنى التحتية، وقنوات إيصال المساعدات والعون الإنساني للمحتاجين، كما أكدت انسحاب القوات الأجنبية التي كانت قد دعتها الأطراف المتنازعة .
ودعت القمة إلى حوار سياسي شامل داخل الجنوب يضم كل الأطراف، كما أقرّت شطب القرار السابق الداعي إلى إطلاق سراح المحتجزين الأربعة من بينهم باقان أموم، باعتبارهم يخضعون إلى محاكمات وفي مواجهتهم إجراءات قانونية.
ورحّب القادة بتشكيل لجنة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان برئاسة الرئيس النيجيري الأسبق اوباسانقو.
ومن جهته قال جيش جنوب السودان إنه نقل الوحدات العسكرية الرئيسية إلى مواقع جديدة خارج العاصمة جوبا، وقال إن القرار يأتي على خلفية اشتباكات وقعت داخل القيادة الجنوبية في جوبا الأسبوع الماضي.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان، العقيد فيليب اقوير، أمس الخميس، أن "إدارة الجيش اجتمعت وقررت تكثيف الدوريات الليلية لتأمين المدينة، إلى جانب التأكد من تسليم جميع الضباط أسلحتهم للمخازن قبل مغادرة مواقع عملهم، بجانب ضبط تحركات العسكريين داخل المدينة". وأوضح العقيد اقوير أن تلك الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على حياة المواطنين .
وكانت قيادة الجيش الشعبي الحكومي احتوت الأسبوع الماضي مواجهات مسلحة وقعت داخل مقرّ القيادة الجنوبية للجيش جنوبي العاصمة جوبا، بين حرس قائد القوات الخاصة العميد بيتر قرويج قاي وفصيل من الجيش الشعبي بعد خلاف حول تأخر صرف رواتب، وقتل فيها خمسة جنود وأصيب آخرون.